السؤال: زوجي لا يهتم بالصلاة ويضيعها كثيراً، وأنا أنصحه دائماً وهو لا يستجيب لكنه لا يرفض لي طلباً، وأنا مهتمة جداً بنفسي ومظهري وأدلعه كأنه طفلي، وضبطته يخونني في بيتي مع فتاة. لما رآني كاد يجن، وذهب لأبي وهو يبكي، ويتوعد ويحلف أنه لن يكرر ذلك الفعل، وأنه سوف يحافظ على الصلاة، ويريدني، وأنا أصدقه، ولا أثق به، كيف أعيش مع إنسان لا أصدقه؟! علماً بأنني كنت أحبه أكثر من نفسي. ولكن الآن لم يعد له قبول عندي.. ارشدوني مأجورين. الجواب أعرض عليك التالي: 1- اتصلي بدليل الحائرين، ومُفَرِّج هم المهمومين، الجئي إليه، كوني في حِماه، اطلبي رضاه، سليه بنفس خاشعة، وعين دامعة، وقلب مطمئن لحسن استجابته، سليه في صباحك ومسائك، وليلك ونهارك، وسعادتك وحزنك، وعند قيامك، وقعودك، وحين منامك، سليه في كل وقت وحين. 2- عليكِ أيضاً الإكثار من ذكر أعظم الأدعية في إذهاب الهمّ والغم والإتيان بعده بالفرج. ثم اقتربي أكثر من ملاذ الخائفين، ومُجير المستجيرين، تجنَّبي مواضع غَضبه وسخطه. أؤكد فيك أختي بالصلاة فهي عماد الدين، وقد أحسنتِ بالمحافظة عليها، الزمي رِكابها، لا تُفرِّطي فيها مهما كان. 3- أزيلي من قاموسك كلمة «الانفصال»، لا تُفَكِّري في هذا الأمر إطلاقاً، بل كلما رأيت شِدَّة وضيقاً فالتفتي إلى زوجك لا عنه، اجعليه أمامك لا خلف ظهرك، ولا تنسي أن مملكتكما الأسرية قائمة على الحب، وأن لكل منكما عند الآخر مكانة خاصة، وأن أحدكما لا يسهل عليه التفريط في الآخر. 4- أخطأ زوجك؟ نعم أخطأ، أخطأ في حق الله تعالى، وأخطأ في حق نفسه، وأخطأ في حقك أنت، ولكنه أعلن التوبة أمامك، واعترف بخطئه أمام والدك، وأجهش بالبكاء نادماً، واعتذر إليكِ مقراً بخطئه في حقك، وأقسم ألا يعود إلى فِعلته مرة أخرى، وعزم على المحافظة على الصلاة، وصَرَّح بحبه لك وعدم استغنائه عنك. 5- أعطي زوجك مزيداً من الأمان النفسي، لا تفتحي معه هذا الموضوع، وامتنعي عن الأسئلة المريبة. 6- جميل جدًّا ما ذكرته من اعتنائك بنفسك ومظهرك، واهتمامك بزوجك، وتدليلك له، واصِلِي هذا الأمر، لا تنشغلي عنه، امنحيه أولوية في اهتماماتك، أشبعيه عاطفياً، فإنه لم يلتفت للأخريات إلا عندما فقد لديكِ ما وجده عندهن، تعاملي معه معاملة من ارتبطت سعادتها بسعادته، وحياتها بحياته، وامتزجت نفسها بنفسه، اغرقيه بوابل من المفردات الغزلية، وامطريه من الرسائل النرجسية، واسْلُبي لُبَّه وعَقْلَهُ بحسنِ فِعالك، وطيب حديثك ودَلالك؛ ليرى طيب الحلال وحلاوته، وليتذوَّق كأس الحياة الزوجية السعيدة من يديك فَيُفّرِّط في حياته ولا يُفَرِّط فيها. 7- هذه دعوة لتهيئي لزوجك المُناخ الأمثل للحياة في ظلال الإيمان والعفة والقرآن، أعينيه على الصلاة فإنها عماد الدين، وهي الصلة بين العبد وربِّه. أعطيه فُرصة للخروج من المنعطف الذي دخل إليه، خذي بيده فإن الانحراف مُنزلقٌ خطير، وعقوبته مُعَجَّلة في الدنيا ومُجلِبة لغضب الجبار في الدنيا والآخرة.. خذي بيده فأنت زوجته العفيفة الطاهرة، ولا تجعلي للدخيلات إليه سبيلاً، وثقي أنه في قرارة نفسه يُدرك غاية الإدراك أنَّك مليكة قلبه، أنت فقط لا سواك. وفقكِ الله لصالح الأقوال والأعمال، وأقَرَّ عينكِ بصلاح زوجك، ورزقكما الذرية الصالحة، وجعلكِ من عباده الصالحين، وأعاد لنفسك بهجتها وتفاؤلها واستبشارها وسعادتها، اللهم آمين.