بحماية مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلي ولليوم الثاني على التوالي، يقتحم مستوطنون متطرفون باحة المسجد الأقصى المبارك، مما يثير حالة من التوتر والغضب الشديد. وقال المنسق الإعلامي في مركز شؤون القدس والأقصى "كيوبرس" محمود أبو العطا: إن نحو 36 مستوطنًا اقتحموا (أمس) المسجد الأقصى من باب المغاربة وسط انتشار مكثف للشرطة والقوات الخاصة، وتوجهوا إلى باب السلسلة ومنطقة المتوضأ، ومن ثم المنطقة الشرقية. وأوضح أن تدافعًا بالأيدي ومشادات كلامية حدثت بين عدد من المصلين وشرطة الاحتلال حينما حاول بعض المستوطنين أداء صلواتهم عند منطقة باب الرحمة، إلا أن حراس الأقصى والمصلين الفلسطينيين تصدوا لهم. وذكر أن شرطة الاحتلال شددت إجراءاتها على الأبواب، وشرعت بالتدقيق في البطاقات الشخصية للوافدين إلى الأقصى، واحتجزت عددًا منها، لافتًا إلى تواجد عدد كبير من الأطفال وأهاليهم بالأقصى من خلال المخيم الصيفي "الأقصى مسؤوليتي". وأشار إلى أن ساحات الأقصى تشهد تواجدًا إسرائيليًا مكثفًا للقوات الخاصة و"التدخل السريع" التي توفر الحماية للمستوطنين المقتحمين، وهناك انتشار شرطي في البلدة القديمة وأزقتها وقرب بوابات الأقصى. ووصف أبو العطا ما حدث، أمس الأول، في المسجد الأقصى من اعتداء على المصلين وتخريب للأبواب والسجاد بأنه يشكل انتهاكًا صارخًا واعتداءً على حرمة المسجد والمصلين. ولفت إلى أن الاحتلال حول الأقصى إلى ساحة حرب، حيث إن ما لا يقل عن 600 جندي وعنصر من قوات الاحتلال اقتحموا المسجد، الأحد. وأكد أن المسجد الأقصى يمر بمرحلة عصيبة جدًا، ويبدو أن هناك قرارا إسرائيليا سياسيا واضحا باستهداف المسجد، وتصعيد الوضع فيه، ومحاولة فرض الأمر الواقع، ولكن الاحتلال ما زال يفشل في تحقيق ذلك. وأضاف: "لاشك أن الأمور تتجه نحو التصعيد أكثر، وهذا ما يستدعي وقفة جادة وتحركا عاجلا لإنقاذ الأقصى"، منتقدًا في الوقت ذاته الصمت العربي والإسلامي المريب إزاء ما يجري بحق المسجد. وتابع: "الاستنكار العربي والإسلامي لم يعد مقبولًا، كونه يشجع الاحتلال على المضي قدمًا في انتهاك الأقصى، لذا لابد من تحرك فعلي وخطوات عملية على أرض الواقع لحماية المسجد ووقف الاعتداءات الإسرائيلية بحقه". وقال: "نحن نعيش اليوم مرحلة مفصلية، حيث يحاول الاحتلال جاهدًا فرض أمر واقع معين بالأقصى، لذا نضم صوتنا لكل المقدسيين وأهل الداخل ونطالب بالتحرك العاجل للدفاع عن الأقصى". في هذه الأثناء، بدأ عشرات الآلاف من جنود الاحتياط في مختلف أذرع الجيش الاسرائيلي، فجر أمس، بتلقي رسائل "اس أم اس" للمشاركة في تدريب عسكري، يعتبر هو الأكبر كتدريب مفاجئ وفقا لما أكده ضابط كبير في جيش الاحتلال الذي باشر في تدريب عسكري بمشاركة عشرات الاف الجنود من قوات الاحتياط حيث استدعي الجنود من قوات البر والبحر والجو لتجنيد طوارئ بشكل مفاجئ هو الأكبر منذ سنوات ، وسينتهي التدريب الذي بدأ أمس، يوم الاربعاء القادم. وأشار رادو الجيش الى أن التدريب العسكري يحاكي سقوط عدد كبير من الصواريخ على أكثر من جبهة في نفس الوقت، من الجولان ولبنان وقطاع غزة ويؤدي الى تدمير في الجبهة الداخلية الاسرائيلية، وبنفس الوقت يحاكي هجوما من قبل قراصنة الانترنت على المواقع الرسمية وغير الرسمية في اسرائيل . وأضاف أن سلاح الجو الاسرائيلي الذي يشارك في هذا التدريب الواسع سيحاكي تحديد الاهداف التي يجب قصفها وتدميرها أثناء الهجوم الصاروخي على اسرائيل، في الوقت الذي يقوم سلاح البحرية بحماية المراكز والمنشآت الحيوية الاسرائيلية الى جانب تنفيذ مهمات قتالية، وسوف يشعر سكان المدن الكبري في اسرائيل بحركة غير اعتيادية حتى الساعة الثامنة مساء من يوم الاربعاء، للجيش الاسرائيلي ونشاطاته المختلفة في هذا التدريب. وفي شمال مدينة القدس، قتلت قوات الاحتلال فجر أمس الشاب محمد عطا أبو لطيفة (20 عاما) بعد اعتقاله خلال محاصرة منزله في مخيم قلنديا. وأفاد شهود عيان من المخيم، أن قوات كبيرة من جيش الاحتلال والقوات الخاصة باللباس المدني والجنود المقنعين اقتحموا المخيم وحاصروا منزل أبو لطيفة واعتقلوا محمد وأقدموا على تفتيش المنزل والعبث بمحتوياته. وأضاف الشهود أن أبو لطيفه استطاع الهرب من بين أيادي الجنود، فأطلقوا النار عليه بين أزقة المخيم ومن على أسطح المنازل فأصابوه بثلاث رصاصات في رجليه، وقاموا بتتبع آثار الدماء حتى وجدوه ملقى على الأرض نتيجة الإصابة، فأقدم الجنود على إطلاق النار على صدره مباشرة. وأشاروا إلى أن الجنود وضعوه في جيب عسكري ونقلوه إلى خارج المخيم ورفضوا تقديم الإسعاف له، واستشهد متأثرا بجراحه، وسلمه الاحتلال لجمعية الهلال الأحمر على معبر قلنديا، وجرى نقله لمستشفى رام الله. كما اعتقلت قوات الاحتلال خلال الاقتحام الشاب محمد يحيى مطير (24 عاما) ونقلته إلى جهة مجهولة. وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، إن الإجراءات والانتهاكات الإسرائيلية اليومية من عمليات قتل للمواطنين واقتحامات متواصلة للأقصى يوميًا، واستمرار للاستيطان، سيدفع قيادة السلطة الفلسطينية لاتخاذ قرارات هامة. وأضاف في تصريح صحفي، إن محاولات "إسرائيل" المستمرة لإنهاء أي محاولة للحفاظ على الأوضاع المستقرة، وأي إحياء للعملية السياسية، ستؤدي إلى عواقب وخيمة. فيما دعا رئيس الوزراء رامي الحمد الله، فرنسا إلى بذل مزيد من الجهود على مستوى الاتحاد الأوروبي، لإلزام "اسرائيل" بوقف تصعيدها العسكري وانتهاكاتها ومستوطنيها بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، وبشكل خاص في القدس. جاء ذلك خلال لقاء الحمد الله، القنصل الفرنسي العام في القدسالمحتلة هارفي ماجرو، الإثنين، في رام الله، وبحث الطرفان آخر التطورات السياسية، والجهود المبذولة لتسريع عملية اعمار غزة. وأطلع الحمد الله ماجرو على الانتهاكات الاسرائيلية بحق المواطنين الفلسطينيين، التي كان آخرها إطلاق قوات الاحتلال النار على الشاب محمد أبو لطيفة من مخيم قلنديا، الأمر الذي أدى إلى استشهاده، ووضعه في صورة اعتداءات المستوطنين على الأقصى والمقدسات والمواطنين في القدس. وأكد رئيس الوزراء أن "إسرائيل" تسعى من خلال تصعيدها العسكري في الضفة الغربية، واستهداف المواطنين بالقتل والاعتقال، إلى إفشال المساعي والمبادرات الدولية، خاصة الفرنسية، لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة. كما أطلع الحمد الله، الضيف على جهود الحكومة في حشد الدعم اللازم لعملية إعادة الإعمار، والبدء ببناء البيوت المهدمة كليًا في القطاع، مؤكدا أن الحصار الإسرائيلي على غزة يعيق عمل الحكومة ويحد من التقدم في الإعمار. أبو يوسف :حكومة اسرائيل تعاني من عزلة بدورة قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ومستشار الرئيس، واصل أبو يوسف "إن ما نشرته القناة الأولى من التلفاز الإسرائيلي، الليلة الماضية بأن الرئيس محمود عباس سيستقيل خلال شهرين، اشاعات ومحاولة لتأليب الوضع الداخلي الفلسطيني".وأكد أبو يوسف في تصريح صحفي، أن الصحافة الإسرائيلية تتناول ومنذ فترة أخبار لها علاقة بالوضع الداخلي الفلسطيني، لمحاولة خلط الأوراق، في ظل العزلة التي تعيشها الحكومة برئاسة بنيامين نتنياهو. وأضاف "حكومة اسرائيل تعاني من عزلة وتنامي في حركة المقاطعة العالمية، ومن وضع داخلي متأزم، وهي تحاول منه خلال هذه العزلة إعطاء إيهام بإصدار أوراق لها علاقة بالوضع الداخلي الفلسطيني". وفي هذا الإطار، نوه إلى "محاولات تشويه دور الأجهزة الأمنية، وخروج مسئولين أمنيين اسرائيليين، للحديث عن استمرار التنسيق الأمني مع اسرائيل"، مضيفًا "واليوم يتحدثون عن استقالة للرئيس". وواصل قائلا "وعلى الأرض تستمر هذه الحكومة بجرائم القتل اليومية واقتحامات المسجد الأقصى وتدنيسه، بالإضافة إلى الحصار والاستيطان، وكلها انتهاكات تمارسها حكومة معزولة". واعتبر أن الحديث عن استقالة الرئيس عباس هذه المرة، محاولة اسرائيلية للهروب من أي استحقاقات سياسية قادمة. وزعمت القناة الأولى من التلفاز الإسرائيلي، الليلة الماضية أن أيام الرئيس محمود عباس باتت معدودة وان حاشيته تعتقد بنيته الاستقالة خلال شهرين. وقال محلل الشئون العربية في القناة "عوديد غرنوت" ونقلاً عن مقربين من عباس قولهم: إنه جاد هذه المرة في ترك منصبه بعد مسيرة طويلة من العمل السياسي ومع إكماله عامه الثمانين. وأضاف "غرنوت" أن التقديرات تشير إلى إمكانية ترشيح فتح لأمين سر منظمة التحرير الجديد صائب عريقات لهذا المنصب.