أُطل على الناس في هذا المقال في اللحظات الأخيرة من عمر شهر الصيام رمضان المبارك، هذه الساعات المليئة بالمشاعر الفياضة ولحظات الدعاء والرجاء، وهي نفس اللحظات التي يستقبل فيها الناس، كل الناس في العالم الإسلامي نفحات عيد الفطر السعيد، وهي مناسبة لها ألقها وأهميتها وقدسيتها، في هذه الأجواء المفعمة بالروحانيات والصلات المباشرة بين العباد ومعبودهم. خير ما يقال للجميع في هذا التوقيت الدعوة بأن تكون كل الأعمال فيما مضى من الشهر الكريم مقبولة بإذن الله، والدعوة في ذات الآن للجميع بعيد سعيد، وأجدها مناسبة لأقول من العايدين إلى ما لا نهاية للجميع. * من العايدين لقيادة بلادي الحكيمة، وهي تسير بالإنسان السعودي إلى مصافات الخير والتقدم والنماء، كل عام وقائد المسيرة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده وولي ولي عهده -وفقهم الله- بألف خير وعزة ومنعة. * من العايدين للرجال الذين يضحون بأوقاتهم وقبلها أرواحهم رخيصة من اجل حماية الوطن والذود عن حياضه، رجال قواتنا المسلحة بكافة قطاعاتها، لهم الشكر والامتنان والعرفان، ولهم ولأسرهم وأطفالهم أطيب الأمنيات بعيد سعيد. * للسعوديين والسعوديات أبناء هذا الوطن من الأهل والأقارب والمعارف والأصدقاء، من سكان الجنوب والشمال والشرق والغرب والوسط، ومن غيرهم ممن نعرف وممن لا نعرف، الدعوات للجميع بأوقات سعيدة وأعياد مباركة، وهي مناسبة لطلب العذر والسماح ممن حصل قصور في حقهم عن سهو أو نسيان وعن غير عمد. * من العايدين لصحيفة «اليوم» الغراء هذا الصرح الذي أشرع أبوابه للوطن والمواطن، واحتضن آمال والآم الناس في المنطقة الشرقية وفي ربوع البلاد، حتى غدت هذه المطبوعة الرائدة من الوطن وله، ومن الناس ولهم، في أعيادها المستمرة ها هي تغذي الأفهام والعقول وتفتح نوافذ الشمس للجميع، وحق علىَّ أن أتقدم للمجالس الإدارية العليا فيها بالتهنئة وكذلك لكافة الإدارات والأقسام في اليوم وبشكل خاص ومميز لرئاسة التحرير فيها ولقطاع الرأي وكل منتسبيه من إداريين وفنيين ومعدين ومراجعين، والى الفريق الرائع أسرتي الثانية كتاب الرأي في «اليوم» من الإخوة والأخوات الذين تعلمت منهم ومعهم معاني أخرى للأخوة والتعاون والتبادل في الرأي والمشورة، فلهم جميعا ومن الأعماق، من العايدين تليق بكل جميل اكتسبته منهم. * من العايدين لن تكون كاملة وتامة عندي هذا العام إذا لم تذهب من القلب مباشرة للمدن السعودية التي تعرضت خلال الأشهر الماضية للعدوان، من قذائف الغدر والخيانة الحوثية، وهي، جازان، ونجران، وظهران الجنوب بإنسانها وحجرها وأشجرها، وأجوائها وكل شبر على أراضيها، من القلب ومن الأعماق كل موسم حب وكرم من الرحمن سبحانه وتعالى والكل بخير وأمن وسلام. وأخبر كل هذه المدن التي غدت أيقونات في قلوب الناس أنها محل عناية ورعاية قيادة هذه البلاد الرشيدة، وهي بنفس القدر أثيرة لدى الناس الصغار والكبار، والشباب الذين تغنوا عبر قصائدهم، وأناشيدهم بحب الأرض وفدائها. * من العايدين نقولها وسنقولها ما دامت الحياة قدرنا على هذه البسيطة، وبرغم الفقد والفراق ستبقى من العايدين بين الأحياء في هذه المناسبات المباركة، وهي بطبيعة الحال لن تنسينا حتى في خضم ساعات الفرح والبهجة والرجاء أن نتذكر من فارقوا هذا الوجود من بيننا الذين نذكرهم ونتذكر سيرهم العطرة بوافر الدعاء لله أن يسبغ عليهم رحمته ومغفرته ونوره، وأن يجعل قبورهم من رياض الجنة، لأبائنا وأمهاتنا وإخواننا وأخواتنا، وشهداء الوطن، وشهداء الأمة وأخص هنا بالذكر الملك عبدالله بن عبدالعزيز -غفر الله له-، الذي قال يوما لأبنائه من السعوديين والسعوديات، ومن العرب والمسلمين: لا تنسوني من دعائكم. وكذا فقيد الوطن والعالم وقطب الدبلوماسية الدولية صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل الذي فارقنا في الأيام الأخيرة من الشهر الفضيل نسأل الله له الرحمة والمغفرة إنه سميع مجيب. * من العايدين لعشرات الآلاف من شباب وبنات هذا الوطن الذين جاءت هذه المواسم الإيمانية والمشبعة بالبركة وأجواء الرحمة والمغفرة وهم بعيدون عن أهلهم وأسرهم وعن مناطقهم والبيوت التي تربوا فيها، هم هناك جنود للوطن والأمة ينهلون من العلوم والمعارف باجتهاد وصبر ونصب ليتسلحوا بأفضل زاد في عصرنا الحديث العلم. لهم في مشارق الأرض ومغاربها ولمن ذكرتهم ولمن فاتني أن أذكرهم أقول من القلب من العايدين. * مستشار وباحث في الشأن الدولي