أقر المشرعون في ولاية كاليفورنيا الأمريكية أمس الاربعاء مشروع قانون يمنع الآباء من التعلل بمعتقدات شخصية كمسوغ لعدم تطعيم أطفالهم الذين هم في سن المدارس ضد الامراض المعدية. وقال الديمقراطي ريتشارد بان في بيان إن لجنة الصحة بمجلس شيوخ الولاية وافقت على المشروع بأغلبية ستة أصوات مقابل اثنين. وقال بان وهو طبيب متخصص في طب الأطفال "شهدت شخصيا المعاناة الناجمة من عدم التطعيم ضد الأمراض التي يمكن الوقاية منها. يستحق جميع الأطفال الشعور بالأمان في المدارس". وأضاف "الاستثناء بناء على المعتقد الشخصي يضع الآن تلاميذ المدارس الآخرين وأفراد المجتمع في خطر". كان بان قد طرح هذا المشروع -الذي سيترك للسلطات الصحية موضوع الاعفاء من التطعيم- في أعقاب انتشار الاصابة بالحصبة بالولاية انطلاقا من مدينة ديزني لاند الترفيهية في أواخر ديسمبر كانون الأول الماضي. وأصيب أكثر من 150 شخصا إجمالا بالحصبة في الولاياتالمتحدة خلال الأشهر الأخيرة منهم 126 في كاليفورنيا وحدها. وأثار ظهور الحصبة الجدل مجددا بشأن ما يعرف باسم الحركة المعارضة للتطعيم وما تثيره من مخاوف إزاء الآثار الجانبية للقاحات استنادا إلى أبحاث غير صحيحة تربط بين هذه الآثار والإصابة بمرض التوحد ما دفع بعض الآباء لرفض تطعيم أبنائهم باللقاحات ضد المرض. وقالت صحيفة سكرامنتو بي إن مشروع هذا القرار -الذي يتعين عليه ان يذلل عدة عقبات تشريعية أخرى قبل احتمال طرحه على مجلس الشيوخ- نوقش وسط مناقشات صاخبة على مدى نحو أربع ساعات شهدت طرد عدة أشخاص لانهم صاحوا في وجه المشرعين. وأعلنت سلطات قطاع الصحة في الولاياتالمتحدة خلو البلاد من مرض الحصبة نهائيا عام 2000 بعد عقود من جهود التطعيم المكثفة للأطفال لكن في عام 2014 سجل أكبر عدد من الحالات منذ أكثر من عقدين. ولا يوجد علاج محدد للحصبة ويتعافي معظم الناس منها في غضون بضعة أسابيع رغم انها قد تكون فتاكة في بعض الحالات. وتتضمن أعراض الحصبة الطفح الجلدي وارتفاع درجة حرارة الجسم ويمكن أن ينتشر الفيروس سريعا بين الناس غير المطعمين باللقاح. لكن بالنسبة للأطفال الفقراء ومن يعانون من سوء التغذية أو من يعانون من ضعف المناعة فقد تسبب الحصبة مضاعفات خطيرة منها العمى والتهاب الدماغ والاسهال الحاد وعدوى الاذن والالتهاب الرئوي.