دشن جنود وضباط جيش الاحتلال الاسرائيلي عملية الاقتراع للانتخابات العامة لاختيار أعضاء الكنيست (برلمان اسرائيل) التي تستمر 3 أيام وتنتهي بانتهاء التصويت العام مساء غد الثلاثاء، وسط سباق محموم بين رئيس الوزراء المنتهية ولايته بنيامين نتانياهو (تكتل الليكود) و"المعسكر الصهيوني" بقيادة يتسحاق هرتسوغ، وجميع الكتل تستعين بوسائل الاعلام لشن الحرب على الطرف الآخر. وكان الاسرائيليون خارج فلسطينالمحتلة قد أدلوا بأصواتهم قبل أكثر من عشرة أيام عبر مئة مركز بالسفارات والقنصليات الاسرائيلية. وصباح أمس فتحت صناديق الاقتراع في معسكرات جيش الاحتلال التي تم تحديدها مسبقا وفي مناطق التدريب ويتم التصويت من خلال مغلفات مغلقة يتم وضعها داخل الصناديق. وسيتم فتح جميع صناديق الاقتراع بعد الانتهاء من التصويت عند الساعة العاشرة مساء الثلاثاء. ومع نتائج آخر الاستطلاعات التي نشرت مساء الجمعة والتي أظهرت تفوقا واضحا ل "المعسكر الصهيوني" بأربعة مقاعد عن حزب "الليكود"، سارع نتانياهو لتكثيف ظهوره أمام وسائل الإعلام وعقد اللقاءات واطلاق العديد من التصريحات، وكان أبرزها محاولته استماله موشيه كحلون رئيس حزب "كولانو" (جميعنا) باسناد حقيبة المالية له بغض النظر عن عدد المقاعد التي سيحصل عليها، باعتبار أن كحلون سيكون الرقم الصعب في هذه الانتخابات، حيث أدرك نتانياهو أن كحلون الذي تعطيه الاستطلاعات 8 مقاعد سيكون الحزب الحاسم في تشكيل الحكومة. وأشارت المصادر إلى أن الوعد الصادر عن نتانياهو والذي قال فيه إن وزارة المالية ستكون لموشيه كحلون بغض النظر عن عدد المقاعد، تعطي دلالة واضحة على الدور الذي سيلعبه كحلون في تشكيل الحكومة القادمة، فبدون دعم كحلون لنتانياهو بتشكيل الحكومة القادمة سيجد نتانياهو نفسه في مأزق شديد، وتتراجع فرصه في تشكيل الحكومة القادمة كونه سيعود مرة أخرى لمفاوضة يائير لبيد زعيم حزب "يوجد مستقبل"، وهذا الأمر سيجد فيه نتانياهو صعوبة كبيرة للعودة الى نفس الائتلاف السابق مع ضم أحزاب المتدينين. زعيم حزب "كولانو" موشيه كحلون لم ينتظر طويلا ورد على موقف نتانياهو بالقول "هذا مجرد غزل، سبق وقدم نتانياهو هذا الوعد بتسليمي حقيبة المالية وهيئة الأراضي" لكنه لم يف بوعده.. تصريحاته للانتخابات ليس أكثر". وأجرى نتانياهو ورئيس المعسكر الصهيوني، يتسحاق هرتسوغ، مناظرة تلفزيونية قصيرة على القناة الثانية للتلفزة الاسرائيلية. وهاجم نتانياهو، الذي لم يتواجد في الاوستوديو، منافسه هرتسوغ، وقال انه "قبل عدة اشهر فقط، بنينا في الأحياء اليهودية في القدس، فانتقد هو وتسيبي البناء هناك. اذا لم يحق لليهود البناء في القدس، فأين يملكون هذا الحق؟ هذه هي سياستهما، الاستسلام لكل املاء" على حد زعم نتانياهو. ورد عليه هرتسوغ، قائلا: "المجتمع الدولي يعرف انك ضعيف ولا يتقبل موقفك. الفلسطينيون اكتشفوا ضعفك ولذلك يلجؤون الى الخطوات الدولية". وفي لقاء منحه نتانياهو لبرنامج "واجه الصحافة" بعد انتهاء اللقاء مع هرتسوغ وسلسلة من اللقاءات مع قادة الأحزاب، عاد نتانياهو وادعى ان هناك جمعيات من الخارج تساعد على اسقاط سلطته. واضاف: "توجد جهود دولية كبيرة مع كثير من الأموال التي تتسرب الى الجمعيات اليسارية هنا والى وسائل الاعلام. ولدى تطرقه الى موضوع الاسكان، قال نتانياهو: "هذا موضوع مؤلم، ومن المؤسف اننا لم نستكمل معالجته. انا اعرف ذلك، اعتقد انه لا وجود لحلول سحرية. هذه امور تستغرق الكثير من الوقت". ورفض نتانياهو الرد على سؤال حول ما اذا كان سيستقيل اذا لم يتم اختياره لتركيب الحكومة القادمة. ورفض رئيس المعسكر الصهيوني الادعاء الذي يقول انه لن يتمكن من تشكيل الحكومة حتى وان حصلت قائمته على عدد اكبر من المقاعد. وقال: "اقترح عليكم انتظار نتائج التصويت. في الانتخابات السابقة حاك نتانياهو مسبقا تركيبة الحكومة، وفجأة أحضر لبيد وبينت وشكل تركيبة غير متوقعة". وعندما سئل عن تخلفه في الاستطلاعات عن نتانياهو، في موضوع الشخص الملائم لرئاسة الحكومة، قال هرتسوغ: "هذا خطأ، في الايام الأخيرة فقط جسرت الفجوة في عدة استطلاعات". في هذه الأثناء، كشف رئيس جهاز الموساد السابق، مئير داغان، عن رسالة أرسلها عام 2010 لبنيامين نتانياهو يطلب منه إعفاءه من منصبه، بما يدحض أقوال رئيس الوزراء المنصرف بأن داغان طلب تمديد ولايته. وقال للتلفزة العاشرة ما آلمني أن رئيس الحكومة لا يقول الحقيقة. وكان داغان شن هجوما عنيفا على نتانياهو طوال السنوات الماضية. وانضم اليه رئيس الشاباك (الامن الداخلي) السابق يوفال ديسكين الذي أعلن دعمه لمرشح المعسكر الصهيوني، يتسحاك هرتسوغ، وانضم كلاهما إلى نحو 200 مسؤول أمني سابق عقدوا مؤتمرا صحافيا الأسبوع الماضي للتحذير من انتخاب نتانياهو مجددا لرئاسة الحكومة. وحسب استطلاع القناة العاشرة فان قوة الليكود ستنخفض الى الحضيض (20 مقعدا)، مقابل 24 للمعسكر الصهيوني. وفي القناة الثانية حصل هرتسوغ على 26 مقعدا ونتانياهو على 22. وحسب الاستطلاعين تحصل المشتركة على 13 مقعدا، والبيت اليهودي على 12 (حسب القناة العاشرة و11 حسب الثانية)، ويوجد مستقبل على 12. ويمنح استطلاع القناة العاشرة 10 مقاعد لكحلون و7 لكل من شاس ويهدوت هتوراة، وخمسة لكل من اسرائيل بيتنا وميرتس وياحد. اما استطلاع القناة الثانية، فيمنح كحلون 8 مقاعد، وشاس 7، ويهدوت هتوراة 6، واسرائيل بيتنا وياحد وميرتس 5 مقاعد لكل منها. وأصبح حزب (جميعنا) برئاسة كحلون بيضة القبان التي ترجح كفة الميزان لصالح هذا الطرف أو ذاك في التنافس على رئاسة الحكومة المقبلة. ولم تعد الصحف الاسرائيلية بعيدة عن الصراع الحزبي بل صارت تقوده وبشكل كبير، وسرعان ما انحسم امر الكثير من وسائل الاعلام لصالح هذا المرشح او ضد ذاك، وخلعت الصحف هالة الاستقلال وغطست في معارك حامية و"وسخة" احيانا من اجل اثبات وجهة نظرها قبل تغطية الحدث الانتخابي. ويعتبر بنيامين نتانياهو اول مسؤول اسرائيلي ينهي ما يعتبره الاسرائيليون "أسطورة مهنية واستقلال" وسائل الاعلام الاسرائيلي، أنهاها من خلال دعم وتشكيل صحيفة "اسرائيل اليوم" التي توزع مجانا وتحاول افلاس الصحف الاخرى اضافة الى سن قوانين او عدم سن قوانين تخدم بقاء التنافس والتنوع ما هدد باغلاق القناة العاشرة وادى الى افلاس وسائل اعلام اخرى. "اسرائيل هيوم" صحيفة يمينية مقربة جدا من بنيامين نتانياهو توزع في محطات الوقود وعلى الشوارع مجانا ويدعمها اصحاب المليارات واصحاب الاجندات الموالية لنتانياهو، في حين ترى عائلة موزيس (مالكة صحيفة يديعوت احرونوت) ان ما قام به نتانياهو هو عمل رخيص وقذر يهدف الى البقاء على سدة الحكم باي ثمن، ما دب الصراع حاميا بين اكبر صحيفة في اسرائيل "يديعوت احرونوت" وبين نتانياهو وصحيفته "اسرائيل هيوم". ومنذ بدء الحملة الانتخابية شنت "يديعوت احرونوت" ومعها الكثير من وسائل الاعلام حملات ساخنة ضد نتانياهو وزوجته سارة التي سرقت "رهنية" زجاجات النبيذ واظهرتها كلصة حقيرة وتافهة تدني نفسها لسرقة 4 الاف شيكل (ما يعادل الف دولار )، ويرد نتانياهو لاحقا باتهام يديعوت احرونوت وعائلة موزيس انها تريد احتكار السوق الاعلامي المطبوع في اسرائيل. المرشحة تسفي ليفني لم تفوت الفرصة بل كتبت بوستا صباح الاحد تنتصر فيه لصحيفة يديعوت احرونوت وتهاجم صحيفة "اسرائيل اليوم" فتقول: ان جمهور اسرائيل فعلا لم يتبق معه ثمن صحيفة ليشتري يديعوت احرونوت ويعرف الحقيقة، ويضطر ان يقرأ صحيفة مجانية مضللة مثل "اسرائيل اليوم" وهذا ما يريده نتانياهو. يشار الى ان نتانياهو اخطأ نفس الخطأ قبل مرة وعادى الصحافة فهزم هزيمة كبيرة عام 2000 وفاز حينها ايهود باراك (حزب العمل). وهو يكرر التجربة اليوم ما يعني مغامرة ومقامرة كبيرة من جانبه. كما ان هناك مواقع الكترونية لا ترى في نتانياهو وزوجته "سارة" الا وصمة عار مثل موقع "قضايا مركزية" الالكتروني ورئيس تحريره رامي يتسهار.