ماذا بقي من الزعيم الذي جلب إلى الخزانة الهلالية عشرات البطولات المحلية والعربية والإقليمية؟ بعد تخليه عن دوره وحضوره وانجازاته.. وبعد ابتعاده عن منصات التتويج ودخوله بالمصير المجهول للموسم الرابع على التوالي.. ويبقى التاريخ حكماً وشاهداً على بطولاته المشرّفة.. وسجلاته وإنجازاته الزاخرة. والواقع أن العواصف العاتية هزت ركائز الاستقرار فجرفت اندفاعاتها وتناثرت إلى داخل فريق الهلال لكرة القدم.. وإذا كان لابد مما ليس منه بد أن نُذكّر بفشل الزعيم في إحراز بطولة الدوري للمواسم الثلاثة الأخيرة واختفائه عن منصات التتويج.. وهو الذي عوّد جماهيره على الفوز ببطولة واحدة كل موسم على أقل تقدير.. وتخشى جماهيره الوفية أن ينقطع خيط الثقة بينها وبين ناديها. ولاشك أن التسرع بإقصاء مدرب الفريق الوطني سامي الجابر.. ثم ضياع كأس أندية آسيا.. وهزيمة الزعيم المدمرة أمام ويسترن سيدني الأسترالي أصابت فريق الهلال بصدمة من العيار الثقيل لم يصحُ منها إلى الآن وخلفت تداعيات نفسية وفنية بالغة الخطورة. وساد التفاؤل مع بداية الموسم الحالي وجاءت البداية مبشرة مع المدرب الروماني ريجي كامب.. إلا أن خسارته أمام الشباب ثم النصر وتعادله قبلهما مع الأهلي وتعادله لاحقاً مع الاتحاد وهجر وأخيراً الفيصلي أعادت التهاب الجروح والآلام إضافة لتفريطه بكأس أندية آسيا.. يعني لحن ريجي لا يوافق مقام الزعيم كل ذلك تراكم وزاد من غضب واحتقان الجماهير الهلالية الصابرة والتي لا زالت تعيش مرارة سوء مستوى فريقها ونتائجه للموسم الرابع على التوالي.. وتعاني القلق والحيرة والألم وهي تجده يترنح بالمركز الرابع في سلم جميل بمجموع 25 نقطة من أصل 39.. وإلا كيف تستطيع بلع التفريط وضياع 14 نقطة من جولة الذهاب فقط. هناك بيانات تظهر أحياناً في قراءة الأحداث والتعامل معها.. وأنا على يقين أن فريق الهلال لم يألف الصيام عن حصد البطولات ولم يعتاد الفشل في تحقيق الفوز على مدى أكثر من عشر مباريات متتالية في تاريخه.. إلا في عهد المدرب الروماني ريجي كامب وأسلوبه العقيم الذي لم يوافق -شن طبقة- استراتيجية المنظومة الهلالية.. وأخطاء المدرب مستمرة وفي تزايد.. ولا أعتقد أن باستطاعة أحد تجاهل حجم المشكلة وحجم الأخطار ولم يعد باستطاعة أحد الزعم بأن الخلل محصور باللاعبين لأنهم من الناحية الفردية والمهارية من أكفأ وأفضل اللاعبين في الأندية السعودية.. لكن الواقع يقول: لايكفي أن تملك قدرات مالية هائلة.. الأمر الأهم هو وعي وقرارات وحكمة التصرف بهذه القدرات والإمكانات والأدوات وكيفية توظيفها الصحيح بما يخدم مصلحة ومستقبل الفريق. فلا يكفي أن يتسلح هذا النادي أو ذاك بدوره الطبيعي الهام وعلاقاته وقدراته على التأثير انطلاقاً من ثروته ودعم مراكز القوى فيه.. بل الأهم طبيعة هذه الأدوار.. ووضع هذه القدرات في مكانها الصحيح.. خاصة وأن الهلال يملك في مجلس أعضاء شرفه نخبة نوعية من الشخصيات المرموقة.. ولهم أرصدة واسعة من الخبرة والكفاءة والثقة وللأمانة والإنصاف لا أُبالغ إذا قلت: أن الهلال مدين للأمير عبدالرحمن بن مساعد رئيس النادي بجهده وماله وإخلاصه وتفانيه في خدمة الزعيم.. ويقيني أن رجال الهلال قادرون على إعادة القطار إلى السكة.. وإلى اللقاء.