فيما يترقب المصريون اليوم الحكم النهائي في قضية القرن الشهيرة المتهم فيها الرئيس الأسبق حسني مبارك ونجليه ووزير داخليته حبيب العادلي ورجل الأعمال الهارب حسين سالم تجاوزت مصر أمس تظاهرات جماعة الإخوان وأنصارها من الجبهة السلفية، التي سبق أن هددت بجعلها «تاريخية»، بالتزامن مع تأهب أمني غير مسبوق، ساد جميع مدن البلاد وميادينها الحيوية، تحسبًا لدعوة الجماعة وأنصارها للتظاهر بالمصاحف تحت شعار «الثورة المسلحة»، وما اعتبروها «ثورة الشباب المسلم». وفي الوقت الذي نجح فيه الأمن المصري في فرض سيطرته الكاملة، وبث الطمأنينة وسط المواطنين ساد هدوء ملحوظ معظم المدن الكبرى والشوارع الرئيسية بالبلاد على غير المتوقع قياسًا بحجم التهديدات المتطرفة، وسارت عدة تظاهرات محدودة للغاية لا يزيد أكثرها عن العشرات في أحياء المطرية وعين شمس والمعادي بالعاصمة القاهرة، وكذا مجموعات متفرقة في مدن أخرى رفعت أعلام القاعدة وتنظيم «داعش» الإرهابي. وواصلت عناصر شرطية وعسكرية إحكام قبضتها على الأماكن والمنشآت الحيوية، فيما تابعت الحكومة المصرية سير الأحداث من غرفة عمليات خاصة بمقر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء، وبث التليفزيون المصري مشاهد مباشرة على الهواء بدا فيها رئيس الحكومة إبراهيم محلب، وهو يتابع سير الأحداث على الأرض مع محافظي المحافظات. وطمأن محلب الشعب بقدرة حكومته على السيطرة على الأوضاع ودحض المؤامرات الإرهابية، وقال من غرفة العمليات: إن بلاده بخير، وستهزم كل الإرهابيين. دعوة للانصراف وفي تطور غير متوقع يبدو أنه فشل ذريع لخطة التظاهر سواء في الحشد أو التأثير دعت الجبهة السلفية (الداعية للتظاهر) أعضاءها وأنصارها المشاركين في التظاهرات للإنصراف بعد مرور أقل من 30 دقيقة فقط من بدء فعالياتها بعد صلاة الجمعة أمس. وأكدت الجبهة في بيان لها -حصلت (اليوم) على نسخة منه- أن هذا القرار جاء بناءً على دراسة الوضع الميداني والانتشار المكثف لقوات الأمن من الجيش والشرطة. انتشار ومتابعة وبينما شوهدت أرتال عسكرية وقوات خاصة من عناصر الانتشار السريع مصحوبة بطلعات جوية لمروحيات عسكرية وشرطية وهي تتابع على الأرض مجريات الأمور ضمن قرابة 25 ألفًا من قوات الجيش شوهدت سيارات إسعاف وطواقم طبية من بين أكثر من 2600 سيارة إسعاف، وهي تتمركز قرب الميادين المهمة كالتحرير، ورابعة والنهضة بالقاهرة، وبمحيط مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية للتعامل مع أي طارئ. بالتزامن أيضًا مع انتشار أكثر من 20 فرقة ميدانية لتأمين الركاب والمواصلات العامة. مفرقعات وميدانيًا أعلن في القاهرة عن مقتل ضابط من القوت المسلحة برتبة عميد وإصابة اثنين آخرين برفقته أثناء تحركه صباح امس بمنطقة جسر السويس (شرق القاهرة)، وأوضح بيان عسكري أنه «تم استهداف الضابط وإطلاق النار عليهم من قبل مسلحين مجهولين يستقلون سيارة خاصة من دون لوحات معدنية، ولاذوا بالفرار». وفيما يبدو أنه استمرار للفشل ركزت الجماعة وأنصارها على اعتماد أسلوب التفجيرات الانتقامية المتفرقة إذ أحبطت قوات الأمن عددًا من القنابل الناسفة والعبوات المتفجرة بالقاهرةوالمحافظات، ونجح خبراء المفرقعات في تفكيك عبوات ناسفة زرعها أنصار الجماعات الإرهابية، فيما ألقت القوات القبض على عدد من عناصر الإخوان. ففي حي روكسي بمصر الجديدة انفجرت عبوة ناسفة زرعت في لوحة إعلانات دون أن تسفر عن إصابات، فيما عثر على قنبلة أخرى داخل أحد القطارات الشعبية بمحافظة المنوفية، وكذا أبطلت 5 عبوات متفجرة ثلاثة منها في محافظة الشرقية واثنتان بالفيوم قبل أن يسمع دوي تفجير هائل في شارع الخليفة المأمون بمصر الجديدة. إضافة لإبطال مفعول قنبلة بدائية بمحيط قصر الاتحادية الرئاسي. وأعلن الأمن القبض على شخص بحوزته عبوة بدائية في مترو الأنفاق بالقاهرة، فيما أصيب أمين شرطة خلال تفكيك عبوتين في بني سويف. سقوط أول قتيل بالسياق، وفيما حاول مجهولون اغتيال وكيل نيابة المطرية أمام منزله سقط أول قتيل في التظاهرات يدعى محمد حسن، وهو من أنصار الجماعة الإسلامية بسبب إطلاق نار عشوائي من مجهولين خلال مسيرة لعناصر الإخوان بالمطرية (شرق القاهرة)، وتطورت الأوضاع بشكل أكبر في عين شمس، حيث زادت حدة الاشتباكات بين عناصر تنظيم الإخوان الإرهابى وقوات الأمن، وسط إطلاق نار مكثف. وشهدت الشوارع الرئيسية والفرعية حالة من الفوضى والكر والفر، وترقب من جانب الأهالى الذين انضم عدد كبير منهم لقوات الشرطة. كما شهد ميدان الحكيم القريب من شارعي عين شمس وأحمد عصمت مطاردات بين الشرطة وعناصر الإخوان الإرهابية وسط إطلاق نار كثيف.