نحن الآن في زمن الفيسبوك الذي تتحدث الإحصائيات عن أعداد مهولة من مستخدميه، وأن 67% من مشتركيه في بلادنا أعمارهم تحت 25 سنة، ويكفي أن تسأل طلاب وطالبات أي صف ثانوي: من له صفحة على الفيس بوك؟! وزمن التويتر الذي تفتخر شركته بأن عدد تغريداته اليومية، وصل في مطلع عام 2011 إلى 110 ملايين تغريدة، وهذه التغريدات جعلت الابن وهو جالس مع أبيه يشارك مع (المهشتقين) في (هشتقة) من أوقعه حظه العاثر في مرمى سهام التويتريين. وزمن القنوات الفضائية التي تتكاثر تكاثر الجراد، وتخاطب كل غريزة موجودة وغير موجودة، والتي جعلت أبناءنا يضعون أسماء ميسى وكريستيانو رونالدو، وكاكا على صدورهم. الساحة بحاجة لكل عمل منتج، ولذلك فليس هناك داعٍ لأن ننشر روح التشاؤم واليأس، ونضع العاملين أمام أمرين لا ثالث لهما: إما أن تسيروا وفق ما نراه، وإلا سلقناكم بألسنة وأقلام حدادوزمن البلاي ستيشن والاكس بوكس، والقيم بوي، والآي باد وبود وأخواتهما، مما لا يمكن تعريب أسمائها ومحتواها. كل هذا وأنتم ما زلتم تتكلمون عن المراكز الصيفية، والأسر، والبرامج الثقافية، والمحاضرات والرحلات، التي كانت صالحة أيام ثياب تتركس وشماغ العقل والطاقية الزري، ولا تنسَ الأزرار الثلاثة مع القطعة السوداء على الرقبة، ولكنها ليست صالحة في هذا الزمن، ولذلك يجب أن توقف هذه المراكز، فالتمسك بها مجرد تحجّر فكري وتربوي يجب أن نتجاوزه ونرقى ببرامجنا التربوية والفكرية عنه. جميلة هذه المقدّمة وراقية وتنمُّ عن وعي بالواقع، ولكنها وللأسف كحال مقدّماتنا التي نسمعها اليوم يميناً وشمالاً، تبدأ بإبداعٍ وتنتهي بنتيجة فتاكة في السوء والضحالة. فإن كان يكفي لنسف أي نظرية في الكون أن تعطي مثالاً معاكساً واحداً ينقضها، فهذه النتيجة يكفي لنسفها هذه الأعداد الكبيرة التي تقبل على المراكز الصيفية في كل إجازة صيفية، والتي ما تركت أجهزتها وألعابها إلا من واقع احتياج ورغبة. كما أن الساحة بحاجة لكل عمل منتج، ولذلك فليس هناك داعٍ لأن ننشر روح التشاؤم واليأس، ونضع العاملين أمام أمرين لا ثالث لهما: إما أن تسيروا وفق ما نراه، وإلا سلقناكم بألسنة وأقلام حِداد، فهناك مع الأسف من جعل مشروعه في الحياة تحطيم كل مشروع غير مشروعه، حتى ولو كان بلا مشروع! ما الذي يمنع هؤلاء أن يعملوا هم على مشاريعهم ويتركوا غيرهم يعمل؟! رجاءً يا سادة.. إن لم تقولوا للعاملين من أجل مجتمعنا وأبنائنا (جزاكم الله خيراً، ووفقكم الله) وتساندوهم بالرأي والمشورة، فأكرموهم بسكوتكم.