لم أسجل حتى الآن في مواقع التواصل الاجتماعي ، ولم أغرد أية تغريدة خاصة فيها ، وذلك لعدم تفرغي وعدم رغبتي من الأساس ، ومع ذلك يصر بعض الإخوة والأخوات على إرسال بعض التغريدات إليّ عبر بريدي الالكتروني أو عبر خدمة " الوتساب " الهاتفية ، من باب مشاركتي واطلاعي على بعض ما يمر بهم من أخبار ووقائع ومقاطع مرئية . هل تلاحظون معي أن بعض التغريدات صارت حديث المجالس ، لا فرق بين كبار السن وصغارها ، الكل يتكلم ويتداول التغريد .. مع إبداء وجهة نظره ؟ لذلك لا أستغرب إن أصابت هذه الحمى بعض أصحاب النفوس الضعيفة ، التواقة للشهرة وحب الظهور ، لدرجة تجعلهم ينحرفون في توجهاتهم لجذب الأنظار فيتفنون في التغريد الأحمق خارج السرب فيشطحون في كلماتهم ومعانيهم معتقدين أن هذا سيسلط عليهم أضواء المجتمع والإعلام .. ويجعلهم من المشاهير ! كم آسف لأفراد هذه العينة ، وآسف على هدرهم لوقتهم فيما لا يخدمهم ، ولا يخدم مجتمعهم ، ولا يخدم دينهم وأمتهم ! وآسف أكثر على أولئك الذين يتناقلون ترهات ما تكتبه تلك العينة الحمقاء الطائشة وتنشره فيما بينها متنادية ضدها ، وداعية عليها بالويل والثبور ، ومطالبة بالثأر والانتقام منها .. بل وهدر دمها أيضاً ! ألا تعتقدون أننا لو أبقينا كل هذر يمر بنا ، وكل كلمات سوداء تزدريها عقولنا وفطرتنا ، أسرى في صفحات أصحابهم ، ولو تركناها نائمة في مهدها النتن ولم ننشرها أو نلفت النظر إليها ، بل مررنا عليها مرور الكرام بترفع يليق بعقولنا ، كم شخصاً كان سيدري عنها ، أو يدري بوجود صاحبها أصلاً ؟ نعلم أن وزارة الثقافة والإعلام قد وضعت لائحة محكمة تنظم ضوابط وعقوبات النشر الالكتروني ، ولم تدع الأمور سائبة لكل قلم يعيث فساداً في فضاء الانترنت ، وهناك لجنة مناصحة تصحح المفاهيم الفكرية والعقائدية لكل منحرف عن طريق الحوار وبالأساليب التي هي أحسن . فالمسألة تبقى في يد أنظمة وقوانين وليست بحاجة إلى تأجيج مشاعر واحتقان اجتماعي وتصعيد عدائي يجرف في تياره نفوسا بريئة ألهبها حماس الثأر والانتقام وقد يدفعها لتضييع نفسها وتضييع غيرها بممارسات خطيرة تندم عليها حيث لا ينفع الندم . نسأل الله أن يهدي شباب المسلمين ونساءهم ، وأن يتوب على مخطئهم ، وأن يسدد خطى أصحاب الأقلام ويرزقهم التبصر والبصيرة حتى لا يكتبوا حرفاً يندمون عليه يوم يقفون بين يديّ الباري عز وجل .. اللهم آمين .