أرسل لي صديق حميم الايميل التالي: أ- ذهبت أنا وزوجي إلى البحر كي نعيش وقتا رومانسيا.. فقلت له: البحر جميل، فقال: ليس أجمل من وقوفك جانبي. ب- ذهبت أنا وزوجي إلى البحر كي نعيش وقتا رومانسيا.. فقلت له البحر جميل، فقال: غطي وجهك ورانا شباب. ج- قالت له وهي تعاتبه: اتهديني وردة ذابلة؟ فأجابها: ليست ذابلة ولكنها انحنت لجمالك. د- قالت له معاتبة اتهديني وردة ذابلة؟ فأجابها او زايدة عليك. اللغة بحيرة واسعة عميقة يأخذ كل منها ما يشاء من المفردات وبدائلها.. والفرق بين فرد وآخر هو كيفية اختيار المفردات وبدائلها وكيفية تركيب هذه المفردات أو صياغتها.. الأمر الذي يكشف ذوقه ويكشف مستوى الثقافة الذي انبنى فيها هذا الذوق ه سألته هل ستقع في الحب من بعدي؟ ابتسم وقال البنت التي سوف أحبها ستكونين أنت أمها. و- سألته هل ستقع في الحب من بعدي؟ عبس وقال: الشرع حلل أربعا. اللغة بحيرة واسعة عميقة يأخذ كل منها ما يشاء من المفردات وبدائلها.. والفرق بين فرد وآخر هو كيفية اختيار المفردات وبدائلها وكيفية تركيب هذه المفردات أو صياغتها.. الأمر الذي يكشف ذوقه ويكشف مستوى الثقافة الذي انبنى فيها هذا الذوق. معنى هذا ان الفرق بين الأفراد يظهر في «الأسلوب» أما اللغة فهي محايدة.. وحين نعود الى ملاحظة موقف الزوجين ماذا نرى يا ترى؟ إننا لا نرى فرقا في الأسلوب فحسب.. بل نرى فضيحة. الرجلان مشتركان في اللغة وفي الثقافة.. فلماذا نرى واحدا منهما يكاد يطير حبا ومرحا ونرى الآخر كما قال ابن المعتز: (هو ميت في جسمه مدفون)؟ الفرق في كيفية تلقي الثقافة.. نفترض أن كلا منهما تلقى ثقافة واحدة.. ولكن الأول لم يلغ ذاته أمامها لقد تصرف كأي فرد يملك إرادة معرفية وتفتحها للحياة.. أما الآخر فقد رانت على قلبه سحابة من غبار حجبت رؤيته للحياة النابضة أمامه بكل زهو. هذا مجرد مثل واضح.. فما بالك بموقف نفس الرجلين من المفاهيم الأخرى.. تلك التي تمس الحياة المادية والمثالية للإنسان باعتباره كائنا اجتماعيا؟ ما هو موقفهما من الحرية والكرامة والمواطنة والحقوق الطبيعية والمكتسبة للبشر؟ سيقول الرجل الثاني ببساطة: مفاهيم مستوردة لا يؤيدها إلا التغريبيون قبحهم الله.