أمير تبوك يستقبل مدير الأحوال المدنية    أمير جازان يطلع على سير العمل في المحاكم والدوائر العدلية    استعراض منهجية «الإخبارية» أمام فيصل بن بندر    حين تتحول بيئة العمل منجمَ سمومٍ    يوم دامٍ في غزة.. عشرات الشهداء ومجازر ونسف مبانٍ    الفاشر.. انتهاكات وإعدامات ميدانية والأمم المتحدة تشعر بالفزع    روما يتشارك صدارة الدوري الإيطالي مع نابولي بالفوز على بارما    القيادة تهنئ رئيس تركيا بذكرى يوم الجمهورية    «سلمان للإغاثة» يوزّع (1.548) سلة غذائية في محافظة ريف دمشق    برعاية وزير الثقافة.. "روائع الأوركسترا السعودية" تعود إلى الرياض    تدشين موقع الأمير تركي الفيصل.. منصة توثيق ومساحة تواصل    هيئة التراث: أطر قانونية وتعاون دولي لصون الإرث الإنساني    إنزال الناس منازلهم    مجلس الضمان الصحي يُكرّم مستشفى د. سليمان فقيه بجدة    إسرائيل تعلن استئناف وقف النار وحماس تتهم واشنطن بالانحياز    لماذا الشيخ صالح الفوزان    مواجهات قوية في ربع نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين    25 فارس وفارسة في تصنيف (TOP 100) العالمي بالرياض    ولي العهد والرئيس السوري يدعمان الازدهار والمرونة في الرياض    «سلمان للإغاثة» يوزّع مساعدات غذائية متنوعة في بعلبك والكورة بلبنان    إلزام المبتعثين بتدريس الصينية    منافسات سباقات الحواجز تواصل تألقها في بطولة العالم للإطفاء والإنقاذ 2025    أمير منطقة جازان يستقبل مواطنًا لتنازله عن قاتل والده لوجه الله تعالى    300 طالبٍ وطالبة موهوبين يشاركون في معرض الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي في الدمام    الفيدرالي الأمريكي يخفض سعر الفائدة للمرة الثانية    "GFEX 2025" تستعرض أحدث تقنيات الطب الشرعي    هيئة الأمر بالمعروف بجازان تفعّل معرض "ولاء" التوعوي بمركز شرطة شمال جازان    «هيئة الأوقاف» تنظم ندوة فقهية لمناقشة تحديات العمل بشروط الواقفين    سوريا تعلن الاعتراف بكوسوفو بعد اجتماع ثلاثي في الرياض    الفالح ينوه بالخدمات المقدمة للشركات العائلية في المملكة    حضور ولي العهد جلسة الرئيس الشرع امتداد للدعم السعودي لسوريا    "رهاني على شعبي" إجابة للشرع يتفاعل معها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان    الأفواج الأمنية بجازان تقبض على مخالف لنظام أمن الحدود لتهريبه 84 كيلو جرامًا من نبات القات المخدر    عطارد يزين الليلة سماء السعودية    العويران: نصف الرياضيين يعزفون عن الزواج.. "يبحثون عن الحرية بعيدًا عن المسؤوليات"    روائع الأوركسترا السعودية تعود إلى الرياض في نوفمبر    ارتفاع الوفيات المرتبطة بالحرارة عالميا 23٪ منذ التسعينيات    غضب من مقارنته بكونسيساو.. خيسوس: رحلة الهند سبب الخسارة    القيادة تهنئ رئيس التشيك بذكرى «اليوم الوطني»    الناصر: زيادة إنتاج الغاز والكيماويات    أطلقها نائب وزير البيئة لدعم الابتكار.. 10 آلاف مصدر علمي بمنصة «نبراس»    دعا لتشديد الضغط على موسكو.. زيلينسكي: أوكرانيا مستعدة للسلام دون تنازل عن أرض    وسط مخاوف من تصعيد إسرائيلي.. أورتاغوس تبحث جهود إزالة مخابئ سلاح حزب الله    أشادت بدعم السعودية للبرنامج الإصلاحي.. فلسطين تطالب «حماس» بتوضيح موقفها من السلاح    أكد أن الاتفاق مع باكستان امتداد لترسيخ العلاقات الأخوية.. مجلس الوزراء: مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار يدفع نحو التنمية والازدهار    التعلم وأزمة المعايير الجاهزة    الاتحاد يقصي النصر من كأس خادم الحرمين الشريفين    مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالمحمدية في جدة يستأصل بنجاح ورماً ضخماً من البنكرياس ويعيد بناء الوريد البابي    مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالتخصصي يُجري الفحوصات الطبية للملاكمين المشاركين بنزالات موسم الرياض    منتديات نوعية ترسم ملامح مستقبل الصحة العالمية    قصيدة النثر بين الأمس واليوم    فترة الإنذار يالضمان الاجتماعي    فيصل المحمدي من بيت امتلأ بالصور إلى قلب يسكنه التصوير    ولادة توأم من بويضات متجمدة    العلماء يحذرون من الموز في العصائر    أمير منطقة تبوك يستقبل مدير شرطة المنطقة    أمير جازان يستقبل المستشار الشرعي بفرع الإفتاء في المنطقة    كباشي: شكراً صحيفة «البلاد»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عالم أزهري: الإخوان ناصبوا الأزهر العداء ودعوتهم للخلافة هدفها التفتيت
نشر في اليوم يوم 25 - 04 - 2014

لاقى مصطلح «الإسلام السياسى».. رواجاً كبيرًا فى العقود الأخيرة، فقد جرى استخدامه لتوصيف حركات سياسية، تقول: إنها تنتهج مفاهيم الدين الإسلامى لتأسيس نظام سياسى واجتماعى وقانونى واقتصادى تقوم عليه الدولة، لكنه وبعد ما يسمى بالربيع العربي تبين بأنه طريقة ووسيلة للوصول إلى السلطة . ومع صعود جماعة الإخوان إلى سدة الحكم فى مصر، وسقوطها بعد أقل من عام، طفا على السطح سؤال مهم: ما مستقبل الإسلام السياسى؟!!، وهل مازال يحظى بالقبول الشعبى؟ حول هذا السؤال كان هذا الحوار مع د. محمد الشحات الجندى، أستاذ الشريعة الإسلامية، وعميد كلية الحقوق السابق في جامعة حلوان، وعضو مجمع البحوث الإسلامية، وعضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية.
 عام كامل مر على مصر فى ظل حكم جماعة الإخوان.. ما تقييمك لتلك الفترة؟
- لاقى صعود جماعة الإخوان إلى الحكم ارتياحًا كبيرًا فى البداية، فقد توقع الناس أن الشريعة الإسلامية هى التى ستحكم، وأننا أمام دولة العدل والمساواة، لكن على قدر التفاؤل والاستقبال الحافل، جاء الغضب الشعبى بعد ذلك، فعلى مدار الفترة القصيرة التى حكم فيها الإخوان كانت التجربة بمسارها صادمة.
كل يوم على مدى عام كامل من حكم الإخوان، كانت هناك أحداث تسبب صدمة للمجتمع المصرى، فالإسلام يدعو إلى التوحد ونبذ العصبية وعدم الانحياز لتوجه معين، والرسول «صلى الله عليه وسلم» يقول: «ليس منا من دعا إلى عصبية، وليس منا من قاتل على عصبية، وليس منا من مات على عصبية».. لكن وجدنا أن هذه الجماعة نهجت التعصب، وكانت القاعدة التى تتصرف من خلالها «نحن والجماعة»، وغيرهم لا يحق لهم أن يشارك حتى فى الشئون العامة للبلاد، بل كان الإخوان يصنفون المعارضين لهم على أنهم من الأعداء.
وفى إدارة الأمور المتعلقة بالوطن لم يتم إسناد المهام للمؤهلين لها، وإنما دائما كانت تلقى على كاهل غير القادرين لمجرد أنهم من الجماعة، وهو ما يخالف صحيح الدين، فقد قال الله تعالى فى سورة يوسف: «قال اجعلنى على خزائن الأرض إنى حفيظ عليم» وفى سورة القصص قال عز وجل: «قالت إحداهما يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين»، فعدم اختيار المؤهلين للوظائف المهمة أدى إلى اختلال الأوضاع، والخلاصة.. كانت البداية متفائلة والنهاية تعيسة.
 فشل الجماعة وهى محسوبة على ما يسمى ب «الإسلام السياسى».. كيف أضر بالتجربة؟
- أولا يجب أن نؤكد أن جماعة الإخوان لم تحكم يوماً بالإسلام، فما هم إلا أناس لهم فكرهم وأهدافهم التى قد تتفق أو تختلف مع صحيح الإسلام، لكنهم وجدوا أن الدين هو أكثر ما يجذب الناس لهم ويساعدهم فى تحقيق مكاسبهم السياسية، وفى المجمل، الإخوان فصيل سياسى، استغل الدين بصورة سيئة، حتى إن الجماعة طوعت الخطاب الدينى بما يتفق مع أغراضها.
لقد وصل بهم الأمر فى أيامهم الأخيرة إلى أن يتهموا معارضيهم بالكفر، ويقولوا على منصاتهم وفى فعالياتهم: «قتلانا فى الجنة وقتلاكم فى النار».. فأصبح الخطاب الدينى ينتصر لهم، وبات كل شىء يفسر على أنه إسلامى وغير إسلامى.
لكن بشكل عام ورغم ما تمر به مصر من صعاب، وهو ما سميته فى سؤالك بالضرر، حقق وصول الإخوان للحكم فائدة عظيمة، حيث اكتشف المصريون حقيقتهم، ولا أقول المصريين فقط بل ظهرت الحقائق جلية فى مختلف ربوع الوطن العربى وهو سبب ما نراه هذه الأيام من تكاتف ووحدة عربية لم نر مثلها منذ حرب أكتوبر.
 ربما تكون هذه هي الفائدة الوحيدة من حكم الإخوان؟
- بالفعل.. رب ضارة نافعة، فما آلت إليه تجربة الإخوان وهم فى الحكم أثارت الاهتمام من الحريصين على المصلحة العربية والإسلامية، وهذه الصورة ألقت بظلالها على السعودية والإمارات والبحرين والأردن والكويت وغيرها من الدول العربية.. أثارت فيهم النخوة العربية والشعور بالتضامن الإسلامى، لمواجهة خطر تقسيم الوطن، واستشعروا المسئولية من وحى قول الرسول «صلى الله عليه وسلم»: «المسلم أخو المسلم» وقوله أيضا: «الله فى عون العبد ما دام العبد فى عون أخيه».
كان للدول العربية مواقف ايجابية لم يكن أحد يتوقعها، فيكاد يكون الاقتصاد المصرى فى هذه المرحلة يعتمد عليهم، ونحن من جانبنا نقدم لهم كل الشكر ونعلي فيهم هذا الشعور الفياض، ولكن هذا يوجب على المصريين أن يعملوا وينتجوا ويستفيدوا من هذه التجربة، ونعود ونؤكد أنه بالفعل، فإن السعودية وكل الدول التى حذت حذوها تستحق كل الشكر.
 أعلت الجماعة من «دولة الخلافة»، وحقرت مفهوم الوطن ورددوا كلمات سيد قطب «الوطن حفنة من تراب نجس».. ويرون بأن ذلك من الإسلام؟
- هم يتمسكون بمظهر الدين ويتعدون على مضمونه، فهم يغيبون فكرة الوطن، ويتحدثون عن الخلافة فى مغازلة لمشاعر المسلمين، وهذا الكلام يتعارض كليا مع صحيح الإسلام وثوابت الدين.. الرسول الكريم كان يحب وطنه، وكان يعتز بمكة، فقد قال «صلى الله عليه وسلم» فى الحديث الشريف، وهو مهاجر منها إلى المدينة: «والله إنك أحب البلاد إلى الله، وأحبها إليّ، ولولا أن أهلك أخرجونى منك ما خرجت» قال هذا رغم المعاناة التى لاقاها فيها.. ورغم ذلك لم يتنكر لوطنه، ولم يقل عنه إنها حفنة تراب نجس.
أما الحديث عن الخلافة فهذا الكلام حق يراد به باطل، ويؤدى إلى الفوضى ويصب فى مصلحة إسرائيل، فقد رأيناهم يدعون للوحدة ويساهمون بما يدعون إليه إلى تقسيم الأوطان، أما فكرة الخلافة فليست مما يتعبد به لأنها كانت اجتهادًا من الرعيل الأول، ليس عليه نص من القرآن أو السنة، لكن الجماعة وجدتها فرصة سانحة لاستقطاب الرأى العام، وذلك باستخدام مقولات فى ظاهرها إسلامى لأن الدين هو أقرب طريق للقلوب خاصة الشعب المصرى.
 مع تصاعد موجات العنف.. كيف ترى المشهد؟ وما السبيل إلى الخروج من هذه الأزمة؟
- نحن نعانى فرقة تهدد الوطن ذاته، الإخوان قوضت الجماعة المصرية بما ارتكبته من أخطاء فى الحياة الدينية والسياسية، فأصبحنا أمام جزر منعزلة، كل فرد ينحاز للطرف الذى يجد معه مصلحته الشخصية، ولا يفكر أحد فى مصلحة الوطن.
كل فئة فى المجتمع ترى أنها على صواب فهم ينطبق عليهم قول الله تعالى: "مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا، كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ" هناك تطرف من كل فئات المجتمع، وللأسف هناك من يحاول ان يفرض شروطه بالعنف.. فالمتأسلمون سلكوا طريقا نحو تفرقة الناس واستخدام العنف لاقتناص السلطة، أو تحقيق أهدافهم وهذا أدى بالطرف الآخر الليبراليين بعد أن فرحوا بالقضاء على الإخوان أن يطالبوا بمطالب لا تتناسب مع هوية البلد.
 الليبراليون يطالبون بدولة مدنية تحتكم إلى القانون؟!
- الدولة فى الإسلام مدنية، ولا أحد يختلف على ذلك، ولكن كيف يكون الأمر، وهناك بعض المغالين، يجب ألا ننسى أن هوية الدولة المصرية تختلف عن أى دولة أخرى، فنحن لدينا الدين واللغة والتاريخ والعادات والتقاليد والثقافة وينبغى أن نحافظ عليها، ونحن -المصريين- شعب متدين بطبعه، وحتى نعبر هذه الأزمة لابد من تكاتف الجميع فالكل مسئول وله دور فى إعلاء المصلحة العامة للبلد يجب أن نطبق قول الله تعالى: «إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت» وفى سبيل ذلك فإن هناك الكثير مما يجب أن نضحى به.
لذلك المطلوب فى الوقت الحالى الوسطية، والاستناد إلى الشعب المصرى، فنحن الآن فى عصر الشعوب بامتياز.. الوسطية من شأنها لم شمل الدولة وهو ما يجب على الجميع العمل على تحقيقه، فمصر أصبحت مسرحا لمن يريد أن يتلاعب بمستقبلها ومصلحتها العامة، وما يحدث الآن مأساة ينبغى الخروج منها.
 لماذا ناصب الإخوان الإمام الأكبر د. أحمد الطيب، العداء؟ رغم وسطية الأزهر؟
- الأزهر معروف بوسطيته وهو ما دفع جماعة الإخوان لمناصبته العداء، فالجماعة لم تجد فى الأزهر القوة التى تؤيد اتجاهاتهم وطموحاتهم وأهدافهم السياسية، فالإخوان أثناء حكمهم كانوا يدعون إلى الفرقة والطائفية والتمذهب وهذا كله ليس من الإسلام فى شىء، فقد قال الله تعالى: «إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم فى شيء إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون». والأزهر لا يحيد عن أخلاق الإسلام ولا يرضى بالتمذهب، لأن المسلمين أخوة، لذلك فإن قيادات الأزهر من البداية وفى مقدمتهم د. الطيب قاوموا الأخونة.
لقد أراد الإخوان أن يكون الأزهر بوتقة دعائية لأفكارهم، ومن هنا كان الصدام مع الأزهر الوسطى الذى لا يؤيد أى مصلحة شخصية تعلو على مصلحة الوطن، وقد بدا العداء واضحا بعد أن صدرت فتوى من المتأسلمين وقت أحداث الاتحادية تقول بحرمة الخروج على الحاكم، فأصدر الأزهر بياناً يقول بجواز المعارضة السلمية للحاكم، وهذا جعل الجماعة تثور عليه، وبدأت تحاك ضده المؤامرات لإقالة شيخ الأزهر.
 طلاب الأزهر المنتمون لجماعة الإخوان هم من أشعل الحرائق، وعطل الدراسة وأهدر المال العام.. كيف تفسر ذلك؟
- ما يحدث من بعض طلاب الأزهر من تظاهرات وتخريب واعتداء على أملاك الدولة، وكذلك الاعتداء على أساتذة الجامعة أمر مؤسف للغاية ويخالف ما درسه الطلاب من صحيح الإسلام، هؤلاء لا يمثلون أكثر من 5% من طلاب الجامعة، غلبتهم النزعة لفصيل معين، وخرجوا فى شكل غير لائق ومضر بسمعة الأزهر، فهم يريدون أن يقدموا رسالة للخارج بأن الأوضاع غير مستقرة فأغلب طلاب الأزهر من جنسيات مختلفة، وهذا إن دل على شيء يدل على أن هناك مخططا لإفشال المرحلة الانتقالية وتوصيل رسالة خاطئة للمجتمع الدولى.
لكن الحلول الأمنية وحدها لا تكفى خاصة أننا أمام طلاب صغار السن بعضهم مخدوع لذا تجب مواجهة الأفكار التى تسربت إليهم وتحرضهم على العنف.
 المسألة ليست قاصرة على طلاب مندفعين، ولكن هناك مشايخ أو أزهريون كبار يحرضون على العنف؟
- بالفعل هناك البعض يحرض على العنف لكنهم نسبة تكاد لا تذكر، فقد نجحت الجماعة فى استقطاب بعض من مشايخ الأزهر إما فى سن صغيرة فشكلوهم على الشكل الذى نراه الآن، أغدقوا عليهم بالمال حتى تكون لهم كلمتهم المسموعة واستطاعوا أن يحدثوا شرخا فى المجتمع وهذا يتعارض كليا مع الإسلام، لذلك فإن المصالحة والاندماج فى المجتمع دون اضطهاد هو الحل الأمثل لما نحن فيه الآن.
 لكن دعوات المصالحة لن تجدى نفعا فأنت أمام فصيل يرفع السلاح فى وجه الدولة؟
- الدعوة لمواجهة العنف بالفكر لا تعنى أن يأخذ القانون إجازة بل ينبغى على المسئولين فى الجامعة أن يتعاملوا مع هؤلاء الطلاب بكل حسم وحزم لإحباط مخطط إشاعة الفوضى، وإنقاذ العملية التعليمية ووقف الإساءات لشيخ الأزهر ورئيس الجامعة والاعتداء على الأساتذة وبغير ذلك سندخل فى نفق مظلم.
كذلك يجب أن يكون لمجالس التأديب فى الجامعات وللقضاء دخل فى حل هذه المعضلة، كأن يحاسب الطلاب المخربون والمعطلون لسير الدراسة بالجامعة من قبل مجالس التأديب بالجامعة، ويتم عرض الطلاب المعتدين على المال العام وعلى الأساتذة على القضاء، ولكن يتطلب هذا الأمر عدالة سريعة وناجزة حتى يمكن أن يعود الهدوء مرة أخرى لجامعة الأزهر والجامعات المصرية الأخرى.
فى المقابل يجب أيضا أن نصحح لهؤلاء الشباب ما تسرب إليهم من مفاهيم وصلت بهم لما هم فيه الآن.. أما الكلام عن المصالحة فهو أمر حميد من صحيح الدين ولكن بشروط.
 وما شروط المصالحة فى وجهة نظرك؟
- بداية.. التصالح أمر إلهى جعله الله تعالى الحل الوحيد لأى انقسام بين أبناء الأمة، وما نشاهده الآن فى الشارع المصرى لا حل له سوى التصالح حقنا للدماء، فقد قال الله عز وجل: «وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما»، ولكن يجب أن يعلم الجميع أن الصلح يمكن أن يكون فى كل شيء إلا الدم، فلا يجوز التصالح مع من تلوثت يدهم بالدماء إلا بعد تقديمهم للمحاكمة العادلة الناجزة، كما أنه لا يجوز الصلح إلا مع من اعترف بخطئه وسعى بنفسه للصلح حتى تتأكد صدق نيته.
وحتى يتم الصلح يجب أن يتنازل أولياء الدم، فليس لولى الأمر حق العفو فى جرائم القصاص، ولكن لأولياء الدم حق العفو بمقابل أو بغير مقابل، لذلك لا يجوز الصلح العام إلا بعد تقرير أولياء الدم، فإن عفوا أو عفا أحدهم عاد كما كان قبل ارتكاب الجريمة، فالقصاص حق الأفراد ورثة المقتول، أما الصلح فهو حق الجماعة وولى أمر البلاد وهو الحاكم أو السلطة الحالية هو ممثل الجماعة وتقتضى المصلحة العامة حرمان ممثل الجماعة من حق العفو فى جرائم القصاص، تحقيقاً للعدل والمساواة وحفظاً للدماء.
وولي الأمر حين يعفو إنما يعفو عن حق الجماعة وهو حق عام، وأن ولى الدم حين يعفو عن حقه فى القصاص إنما يعفو عن حقه وهو حق خاص، ولكن هذا لا ينفى أن السلطة والنظام الحاكم هو من بيده زمام الأمر، وعليه أن يقوم بتطبيق القانون، وإعطاء الحقوق لأصحابها ومد جسور الثقة مع من يسعون للصلح ويعترفون بأخطائهم.
 التعليم الأزهرى شأنه شأن التعليم فى مصر أصابه الضعف والهوان وتراجع مستواه.. ما السبب فى ذلك؟
- الدولة على مدى 40 عاما لم تدرك قيمة العلم، بل كانت تعتبر الجهل رأس مال الحاكم، فالأمة الجاهلة قيادتها أسهل من الأمة المتعلمة، وهذه سياسة خاطئة ومقصودة ومتعمدة، فعندما نجعل أهم مؤسسة دينية تابعة للحاكم، هذا بالطبع يؤثر سلبا على كل القطاعات الخاصة بها ومن أهمها التعليم، فالأزهر يحتاج لدعم مادى كبير فجامعته به 70 كلية وميزانيتها أقل بكثير من الجامعات الأخرى التى لا يتعدى أقصى عدد كلياتها 30 كلية، وهذا كله له أثر فى العملية التعليمية، فضلا عن عدم وجود أشخاص مؤهلين على حمل رسالة العلم ومواكبة العصر، فعدم وجود من القدر الكافى من الأموال والميزانية المطلوبة أدى إلى إفشال العملية التعليمية وهذا قصد من الدولة حتى تكون هى المتحكم الأول والأخير وبيدها السلاح الاقتصادى.
 وكيف يمكن إصلاح التعليم الأزهرى؟.
- الحل الوحيد هو فى استقلال الأزهر، وأن تعود للأزهر أوقافه، كما أن الوسائل التعليمية ينبغى أن تتغير، وأسلوب التعليم القائم على الحفظ والتلقين لم يعد يناسب العصر ولم يُخرج لنا مجتهدًا يستطيع أن يواجه النوازل والأزمات، وكذلك تصميم المقررات الدراسية، وضعف مستوى الأساتذة، كل هذا مطلوب تحسينه.
وهناك خطوات جادة من الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر لتحسين مستوى التعليم فى الأزهر، فقد أنشأ شعبة للعلوم الإسلامية فى التعليم الثانوى الأزهرى، كما أعاد مرة أخرى تدريس المواد الشرعية من كتب التراث وليس من الكتب المؤلفة حديثا التى تتسم بالتهميش والبساطة وتخلو من العمق المطلوب فى أمهات الكتب الإسلامية، وقرر تخصيص مكافأة مالية لمن يلتحق بالكليات الشرعية من الحاصلين على مجموع أعلى من 80% مما يعد ذلك خطوة نحو تطوير التعليم الأزهرى فى مصر، فضلا عن القوافل الدعوية التى يرسلها الأزهر الشريف إلى العديد من المناطق المهمشة فى مصر، إذن هناك الكثير من الجهود لكنها تحتاج إلى الدعم المادى والمعنوى.
 أعمال شغب في جامعة الأزهر


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.