@@ يقولون ان (البرتو مورافيا) القاص الايطالي الشهير.. كانت رجله اليسرى أقصر قليلا من اليمنى.. كان يعرج ولكن عقله... لم يكن يعرج على الاطلاق.. @@ و(البرتو مورافيا) لم يكن وسيما.. بل كان اقرب الى الدمامة.. ولكنه كان نظيفا على الدوام.. وكان يذهب الى المرحاض كل ساعتين لتنظيف أسنانه.. من رائحة السيجار الذي لا يفارقه الا قبل النوم بقليل. @@ والبرتو كان عاشقا سيئا.. فقد اغرمت به معظم جميلات هوليوود. .وفي مقدمتهم (صوفيا لورين) الايطالية الأصل.. ولكنه لم يكن يعير هذه العلاقات المؤقتة والسريعة اهتماما.. وعندما كتب روايته الشهيرة السأم قالت اليزابث تايلور انها قرأتها ثلاث مرات ولكنها لم تفهم.. وقد رد عليها بسخرية مريرة.. قائلا ان حدود فهمها.. لا تبعد كثيرا عن قدمها.. وان اجهدت نفسها اكثر فقد يبلغ فهمها الى اسفل بطنها.. وهي بالكاد تهضم!! وقد ردت هي الأخرى تقول: ماذا يقصد هذا الأعرج القبيح؟ @@ وضحك اصدقاؤها.. وتغامزوا ولم يعلق أحد بشيء.. ويقولون ان البرتو قد أوصى قبل وفاته بجزء كبير من ثروته لكلابه الأربعة والذي أصبح أحدها نجما مميزا في السينما. @@ وبرغم ما اشتهر عن الايطاليين من الصخب والمرح.. والاختلاط بالناس.. وهم بطبعهم اجتماعيون الا أن البرتو مورافيا كان ميالا إلى العزلة ولا يحضر الاجتماعات.. ولا المؤتمرات.. ولم يسبق له ان انضم الى هيئة او جماعة.. ولا يتحدث في التلفزيون.. ولا يحب نشر صوره في الصحف.. وكان ودودا برغم كل ذلك.. ويرى انه لابد ان يعيش الكتاب والمؤلفون والمبدعون بأقل ما يمكن من الضجة.. فالضجيج يقصر العمر.. وهو لا يود أن يخسر حياته. .ويقول بكل تواضع.. انه غالبا يسرد حكايات ميتة لا تهم احدا.. ومع هذا يهتم الناس بما يكتب.. أما هو فلايعنيه كل تلك الجوائز الكبرى التي منحت له عن اعماله.. وهو لا يريد أن يموت بطريقة (موزارت) المؤلف الموسيقى الشهير الذي بلغت ..ملحناته.. سيمفونياته. اكثر من مائة ملحنة ومات وهو لم يبلغ الخامسة والثلاثين.. لقد مات صغيرا.. وغريما. ومعدما وفقيرا.. لقد كان (موزارت) اعظم موسيقي في عصره.. ومع هذا مات دون أن يمشي في جنازته احد.. ولم يهتم به أحد.. @@ على العموم لقد مات (البرتو مورافيا) بعد ان عاش حياة عظيمة بطريقته وترك ثروة هائلة لترثها الكلاب من بعده.. لأنها في تقديره أهم من جحود الانسان.. ولا أزيد!!