تعيش الكرة المصرية الآن واحدة من أحرج فتراتها علي مدار تاريخها الطويل ، ويؤكد (الميدان) أن الأيام القادمة قد تحمل خطرا كبيرا علي الكرة المصرية بشكل عام وأن الأمر قد يصل إلي توقيع عقوبات مشددة من قبل الاتحاد الدولي علي الاتحاد المصري لكرة القدم . وسبب الأزمة التي تعيشها الكرة المصرية بالتحديد هو أزمتا اللاعبين إسلام الشاطر وإبراهيم سعيد بين ناديي الأهلي والزمالك واللتين شهدتا تطورا خطيرا بإصرار نادى الأهلي علي إيصال الأمر للفيفا وهو ما لو حدث فسيضع الكرة المصرية كلها علي حافة الانهيار حيث سيكون من المؤكد فرض عقوبات علي الكرة المصرية ، والمشكلة تكمن في أن الفيفا سيفرض عقوبات مشددة بالتأكيد علي نادى الزمالك نظرا لمخالفته تعليمات الفيفا ولجوئه للقضاء العادي ، ولكن المشكلة الأكبر أن الاتحاد المصري لن يتمكن من تنفيذ هذه العقوبات نظرا لأن الدستور المصري يبيح لأي طرف اللجوء للقضاء وهو ما يعتمد عليه مسؤولو نادى الزمالك ويراهنون من خلاله أن الاتحاد المصري أن يمكنه اللجوء للفيفا ، وفى النهاية ستكون النتيجة الوحيدة هى فرض عقوبات علي الكرة المصرية . والملفت للنظر في هذا الأمر أن قرارات الاتحاد المصري بلجانه المختلفة تأتى كلها في صالح الأهلي ، بينما تأتى كل أحكام القضاء المصري لصالح نادى الزمالك ، والملفت أكثر أن قرارات المحاكم المؤيدة للزمالك أتت من محكمة القضاء الإداري التي لا يجوز الطعن في أحكامها ، وأيضا تأتى القرارات المؤيدة للأهلي من لجنة التظلمات بالاتحاد المصري التي لا يجوز الطعن في قراراتها وهذا هو ما يزيد الأمر تعقيدا . وما يؤكد أن الاتحاد المصري بقيادة عصام عبد المنعم هو السبب الرئيسي وراء هذه الأزمة التى ستودى بالكرة المصرية هو أنه خالف بشخصه قرارات الاتحاد الدولي وطعن فى حكمي المحكمة لصالح نادى الزمالك وهو ما لو وصل به علم للفيفا فستذهب الكرة المصرية إلي الجحيم ، وكان الأجدر به كرئيس اتحاد كرة أن ينأى بنفسه عن الدخول في مهاترات الأندية ، و لكنه أدخل نفسه طرفا رئيسيا بها و هو ما أفقده مصداقيته كقائد للكرة المصرية ومدير شؤونها ونزل بالاتحاد نفسه إلي مرتبة أقل بكثير مما يستحقها . ويمكن أن نضع في قفص الاتهام أيضا وزير الشباب المصري أنس الفقي الذي ثبت بما لا يدع مجالا للشك تقاعسه فى حل أزمة الشاطر بالتحديد علي الرغم من إعلانه أكثر من مرة أنها لا تستحق كل هذه الضجة وأنه يجب حلها بسرعة وعدل ، ولكنه نأى بنفسه عن التدخل الجاد واكتفي بالجلوس مرة مع مسؤولي الزمالك ومرة مع مسؤولي الأهلي ، وفشل في جمع الطرفين علي مائدة التفاوض ، ويمكن التأكيد علي أن الوزير المصري يستطيع بالفعل حل هذه الأزمة في ساعة واحدة أولا لأن بيده سلطة تعديل القرارات غير العادلة ، والأهم أن كل الأطراف تعلم أنه علي علم بكل تفاصيل الأزمة ويعلم من هو الطرف الأحق باللاعب ، وأيضا يعلم من هو المتسبب في الأزمة والأطراف التي تلعب في الخفاء ومن ور! اء الستار لتأجيج الوضع لكنه - ولسبب غير معلوم - لم يتخذ حتى الآن قرارا واحدا يشير إلي وجود رغبة حقيقية لديه فى حل الأزمة ، وهو ما يجب أن يحدث بالتأكيد الآن قبل أن تهوى الكرة المصرية من حالق نحو قاع لا يعلم إلا الله تعالى أين قراره. اسلام الشاطر