لماذا ترتفع احصاءات سرقة السيارات في العطل والاجازات؟ فلا يكاد حي من الاحياء يسلم من هذه الظاهرة الانحرافية، بل لعله لا يوجد بيت لم يتضرر من تعرض سياراته للسرقة او سرقة محتوياتها والإضرار بها! فلم يحدث هذا؟ وهل قامت دراسات حول هذه الظاهرة وتقصي اسبابها ونتائجها؟ ونوعية الفئة المتسببة؟ وما الحل؟ وكم نسبة السيارات المسروقة التي ضبطتها الشرطة بأيدي المتسببين؟ وكم نسبة السيارات التي ضبطت بعد انتهاء الغرض من سرقتها ملقاة على قارعة الطريق محطمة ومدمرة؟ وهل نطلق على سرقة السيارات مسمى جريمة او انحراف؟ او مسمى آخر؟ اعترف بأنني لم اطلع على دراسات سابقة في الموضوع وهذا لتقصير مني ولبعده عن حقل اهتماماتي لكن القضية ليست اهتماما علميا بقدر ما هي قضية تمس حياتنا وامن مجتمعنا، والمؤلم في الامر ان المرتكبين لهذا الفعل اكثرهم من المراهقين الذين يقترفون هذا الجرم للمرة الاولى وهأنا وقعت فيما اردت التحفظ عليه اجريمة هي ام سلوك منحرف؟ هذه التساؤلات والتحليلات اتركها لذوي الاختصاص، فما يعني المواطن الذي يريد ان يأمن على نفسه وممتلكاته هو العلاج. وعلى من تقع مسؤولية المبادرة بوضع الحلول؟ سأنحي عامل التربية الاخلاقية والدينية على اهميتها الان ولندخل الى الحل والكيفية، اهي مسؤولية رجل الامن فقط؟ هل نحلم بأن يكون في كل حي بل في كل شارع رجل امن؟ هل تتذكر عزيزي القارئ النظام القديم (رجل العس) الذي كان يسهر الليل يذرع الحارة يعرف الداخل والخارج؟ إنها من اقدم الوظائف في تاريخ الدولة الاسلامية لكن اليوم تعقدت مهمات رجل الامن وتكفي قضية الارهاب التي تستنفر كل الطاقات فهل نحمل رجل الامن عبئا اضافيا؟ انني دائما انادي بأن المواطن شريك في العملية الأمنية وهذه من المجالات الحيوية التي ننادي المواطن ليتحمل مسؤولياته. المجتمعات العصرية بحاجة الى مجالس احياء وقد تكون (دورية الجيران) خير نواة لهذه المجالس وسبق ان كتبت في هذه الزاوية عن ضرورة تفعيل الدورية وألا يقتصر اللقاء على الضيافة فلو اجتمع الجيران على تقسيم مهمات امن الحي بينهم بالتناوب او جمع اموال يخصص مبلغ منها لتكليف شركة امن (قطاع خاص) تقوم على مراقبة الشارع، قد يكون هذا حلما بعيدا لكن استفحال ظاهرة سرقة السيارات او سرقة محتوياتها بعد تحطيمها امر يستدعي ان يكون الحلم حقيقة، قد يقول قائل ادخلوا السيارات الى داخل المنازل وذلكم حل على طريقة ماري انطوانيت عندما دعت الجماهير لاكل الجاتو والبسكويت اذا لم يجدوا الخبز، فكم عدد الاسر التي تقطن شققا ولا مواقف آمنة لها، وكم منزل لا يستوعب فناؤه سيارة واحدة، فما القول في اسرة تتعدد سياراتها والله وحده يعلم كيف تدبر اصحاب السيارات اثمانها. اعرف احدهم حطمت سيارته ولما يمض عليها شهر وسرقت محتوياتها من ادوات وعجل هذا غير ما حل بها من تدمير وعندما بلغ عن ذلك سئل هل هناك من تشك فيه؟ فاذا لم يكن هناك من يشك فيه فما الإجراء اللاحق؟ اقترح ان تبني مواقف سيارات (عمائر متعددة الطوابق) وهذا مشروع استثماري مربح على ان تنظم اشتراكات سنوية مع توفير الرقابة الامنية وهو حل سيخفف ازدحام المناطق السكنية بالسيارات الواقفة يتيح مجالا لقائدي السيارات التحرك مشيا الى الموقف وبهذا يجمع بين الحسنيين الأمن والرياضة.