لا يبدو على مسرح السياسة الامريكية ان ثمة فارقا يذكر بين توجهات المرشح الديمقراطي للرئاسة والرئيس الحالي فيما له علاقة بالشأن الخارجي لاسيما فيما له صلة بأزمة الشرق الاوسط، بما يدفع للقول ان احتمالات التغيير في الموقف الامريكي من الصراع العربي الاسرائيلي في حالة فوز كيري ليست واردة على الاطلاق، بل ان الدلائل تشير الى ان سياسة المرشح للرئاسة تبدو أكثر انحيازا لاسرائيل عطفا على برنامجه الانتخابي الذي طرحه في مؤتمر حزبه دون الاشارة الى أي دور قد يقوم به لتسوية تلك الازمة، وتلك رسالة واضحة بأن التسوية التي ستؤديها الولاياتالمتحدةالامريكية في عهده هي تلك التي ستقرها اسرائيل على انفراد دون أية ضغوط امريكية، وتلك احتمالات يمكن استنتاجها من طبيعة العلاقات الامريكية الاسرائيلية التي لا توحي باحتمال حدوث تغييرات جوهرية أو غير جوهرية في عهد كيري حيال الموقف الامريكي تجاه قضايا الشرق الاوسط بشكل عام رغم ان المرشح الديمقراطي استنادا الى برنامجه المطروح يتوق الى ايجاد مخرج لتسوية الازمة العراقية دون التنازل عن الاهداف الاسراتيجية المعلنة والعمل على اخراج الولاياتالمتحدة من عزلتها بسبب انفرادها في اتخاذ قرار الحرب ضد العراق واعادة بناء الثقة بين حلفائها لمفهوم قيادتها النظام العالمي الجديد، وهو مفهوم قد يكون مقبولا من جانب الحلفاء اذا تخلت الولاياتالمتحدةالامريكية عن مسالك (الهيمنة) واذا ماحدث ذلك على مسرح السياسة الدولي فقد تكون المناخات مناسبة ومتاحة للبحث جديا في وضع مشروع خارطة الطريق الرباعية حيال اقامة الدولة الفلسطينية المرتقبة في الضفة وقطاع غزة موضع التنفيذ وتوفير غطاء سياسي لخروج امريكي مأمون من العراق، والمسألتان مرهونتان بطبيعة الحال بالتحركات التي سوف تطرأ بعد الانتخابات الامريكية المقبلة لاسيما ان الشعب الامريكي اضحى يميل الى الرغبة في انحسار قوى التطرف وترجيح قوة الاعتدال ليس لتسوية قضايا الشرق الاوسط العالقة فحسب بل لاقامة نظام عالمي جديد يتعامل مع سائر الازمات بشكل معتدل ومتوازن.