عزيزي رئيس التحرير قال الرسول صلى الله عليه وسلم : (من عزى مصابا فله مثل أجره) أي المقصود هو مشاركة أهل المصيبة في مصيبتهم ومواساتهم وتخفيف حزنهم وتصبيرهم والدعاء لهم والترحم على فقيدهم فمثلما نبحث عن الأفراح والسعادة يجب أن نتوقع مفاجأة الأحزان ولا أحزان تساوي حزن فراق العزيز عندما يرحل من الدنيا, ولاشك في أن الموت هو حق وهو مكتوب على كل إنسان ولكن وللأسف نشاهد من بعض المعزين عدم الالتزام بأصول التعزية فمنهم من يجلس بالساعات ليس لغرض تخفيف أحزان أهل العزاء ولكن هي فرصتهم لفتح باب التجارة والمناقصات مع انتظار وجبة الغداء أو العشاء فنشاهد جماعات كثيرة من المعزين وكأنها في وليمة زواج لا عزاء. وقد يكون صاحب المصاب الحزين فقير الحال فإن قدم لهم قدر استطاعته قيل إنه بخيل ولا يعرف معنى الواجب لضيوفه المعزين وإن استدان وتفاخر بالوليمة الكبرى قالوا: نعم هذا الرجل كريم ويعرف الواجب مما يساهم في زيادة تعبه وعنائه في مصيبته فيزداد شغلا فوق شغله ويزداد هما فوق همه وتزداد حيرته فيتضاعف حزنه علما بأنه هو الأحوج لمن يساعده ويعينه في مصيبته فهو في الأصل مشغول مع أهله في أحزانهم فكيف يفكر هذا المسكين؟ هل يفكر في همه وأحزانه على فقد عزيز أم يفكر في بعض المعزين ثقيلي الدم وكأنه يعيش في عزاءين عزاء فقيده العزيز على قلب وعزاء تفكيره فيمن حوله من الضيوف ثقيلي الدم والطينة. فيجب على كل معز أن يلتزم بأصول ومعنى العزاء في عدم الإطالة فإما أن يساهم في تخفيف الحمل الكبير عن أهل الفقيد بأن يساعدهم بدفع ما يتيسر لديه من المال أو أن يساعدهم في توفير وإحضار الوجبة لهم فإن لم يستطع على ذلك فلا يطيل عليهم الجلسة لأنه جاء ليخفف ويكسب الأجر لا أن يثقل عليهم والله يعين أهل العزاء في حزنهم على فقيدهم وفي أحزانهم التي تتضاعف. محمد علي الطويرة