هل بقى لعقاقير الجنس هذا الزخم وهذه الضجة الكبيرة بعد تلك الإعلانات المثيرة والإنفجار الإعلامي الذي صاحبها وارتفاع أسعارها الرهيب، والنهم لتجربتها من قبل الشباب والشيوخ؟ ولماذا يحتل الخليج العربي وعلى رأسه المملكة قمة سوق العقاقير الجنسية التي أنفق عليها في المملكة وفق أحصائية أخيرة ما يقرب من (140) مليون ريال؟ ولماذا هذا التهافت العربي على هذه العقاقير التي لم تعد الفياجرا وحدها المتفردة بل انضم إلى العائلة عقارا سيالسى وسنافي. وهل أجريت الدراسات لمعرفة واقع مشكلة الضعف الجنسي العربي وأسبابه وما الأمراض المسببة له هل هي عضوية أم نفسية افرزها تفشى مرض السكري والضغط والحروب والقيود وغيرها؟ أم أن ثورة التكنولوجيا وسهولة البث والتلقى للصورة المثيرة وانتشار الفيديو كليب والتواصل الصوتي والإعلانات الجنسية المقززة وغيرها لها دور في هذا الجانب؟ ولماذا يظل هذا الأمر مسكوتاً عنه ضمن قائمة (تابوهات) طويلة تبدأ بالسياسة ولا تنتهي بالجنس؟ إجابة ناقصة الأسئلة كثيرة أما الإجابة فعلمها عند الله وأن كانت شواهدها معروفة لدى البعض ومنهم تجار الأدوية، وإذا كان الضعف الجنسي يتنامى باطراد عالمياً وحسب آخر دراسة أنه بحلول عام 2020 سيكون هناك (300) مليون شخص يعانون الضعف الجنسي وفي مقدمة الدول المتضررة سكانها من ذلك أمريكا وبعض دول أوروبا كألمانيا وفرنسا وبالطبع للعالم العربي نصيب في ذلك، فتفشى الجهل وسوء التغذية ومرض السكر والشرايين والتدخين وقلة الحركة والضغط النفسي كل ذلك إضافة إلى عوامل أخرى وضعنا في القائمة.. وعلى ذمة ( إيلاف) استناد إلى دراسة أجرتها الشركة المنتجة لعقار فياجرا قبل ثلاث سنوات وجد أن المملكة تاسع سوق في العالم للعقار بينما تحتل المركز الرابع بالنسبة لعقار سالس.. وربما و( هذا اجتهاد شخصي) يكون سبب ذلك أن المملكة تحتضن ما يقرب من (7) ملايين وافد بعضهم يشتري العقار لأصدقائه في بلاده أو لنفسه وهذا يجعل الرقم متقدماً. المسكوت عنه إذا كانت هذه الاحصائيات والنسب المذكورة تطال الرجال فماذا عن النساء وهن لا يمكنهن التحدث عن البرود الجنسي أو الضعف خاصة أن الشركة المنتجة للفياجرا حاولت البحث عن عقار مواز للمرأة ولكنها توقفت مؤخراً عن ذلك؟. فالمرأة عادة لا تظهر ولا تكشف عن برودها الجنسي أو ضعفها فهو في دائرة المسكوت عنه وان كانت المؤشرات الطبية والنفسية والاجتماعية وارتفاع حالات الطلاق تؤكد ذلك بما مفاده ان الطلاق يبدأ من غرفة النوم كما يقول بعض الأطباء. الظاهرة تحتاج إلى دراسة وإلى وعي وليس الأمر بهذه السرية وإعلانات العقاقير تبث تلفزيونيا أمامنا كل يوم، فهل نقوم بذلك أم نترحم على الفحولة العربية وحكايات ألف ليلة وأيام زمان عندما كان الرجل ينجب أكثر من (40) طفلاً ويتزوج أكثر من عشر نساء؟