"الترفيه" تنظم عروض "سماكداون" و "ملك وملكة الحلبة" في جدة الشهر الجاري    «الأونروا»: الصراع في غزة مستمر ك"حرب على النساء"    محمية عروق بني معارض.. لوحات طبيعية بألوان الحياة الفطرية    اليوم المُنتظر    «النصر والهلال» النهائي الفاخر..    بأمر الملك.. إلغاء لقب «معالي» عن «الخونة» و«الفاسدين»    أبها يتغلب على الاتحاد بثلاثية في دوري روشن وينعش آماله في البقاء    عقد المؤتمر الصحفي لبطولة "سماش السعودية 2024" في جدة    جريمة مروّعة بصعيد مصر.. والسبب «الشبو»    أمانة الطائف تنفذ 136 مبادرة اجتماعية بمشاركة 4951 متطوعًا ومتطوعة    رئيس مجلس القيادة الرئاسي يوجه بسرعة العمل على فتح الطرقات وتقديم المساعدة    المملكة وأذربيجان.. تعاون مشترك لاستدامة أسواق البترول ومعالجة التغير المناخي    صدور بيان مشترك بشأن التعاون في مجال الطاقة بين المملكة وجمهورية أذربيجان    موعد مباراة الاتحاد القادمة بعد الخسارة أمام أبها    ميتروفيتش: لم نحسم لقب الدوري حتى الآن    إدانة المنشأة الغذائية عن حادثة التسمم الغذائي وإغلاق فروعها بالرياض والخرج    "درع الوقاية 4".. مناورات سعودية – أمريكية بالظهران    بعد نحو شهر من حادثة سير.. وفاة نجل البرهان في تركيا    توسيع نطاق الاستثناء الخاص بالتصرف العقاري    31 مايو نهاية المهلة المجانية لترقيم الإبل    نمو الغطاء النباتي 8.5% بمحمية "الإمام تركي"    مدير «الصحة العالمية»: الهجوم الإسرائيلي على رفح قد يؤدي إلى «حمام دم»    غداً.. منع دخول المقيمين لمكة دون تصريح    تركي الفيصل يرعى حفل جائزة عبد الله بن إدريس الثقافية    «الدفاع المدني» محذراً: التزموا البقاء في أماكن آمنة وابتعدوا عن تجمُّعات السيول    موعد مباراة الهلال القادمة بعد الفوز على التعاون    المعرض السعودي للإضاءة والصوت SLS Expo 2024 يقود التحول في مستقبل الضوء الاحترافي والصوت    الشرطة تفرق اعتصاما مؤيدا للفلسطينيين في معهد الدراسات السياسية بباريس    الفوزان: : الحوار الزوجي يعزز التواصل الإيجابي والتقارب الأسري    رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء    جامعة الإمام عبدالرحمن تستضيف المؤتمر الوطني لكليات الحاسب بالجامعات السعودية.. الأربعاء    "ريف السعودية": انخفاض تكاليف حصاد المحاصيل البعلية بنسبة 90%    الجمعية السعودية للإعاقة السمعية تنظم "أسبوع الأصم العربي"    الصحة العالمية: الربو يتسبب في وفاة 455 ألف إنسان    إشعار المراسم الملكية بحالات سحب الأوسمة    سحب لقب "معالي" من "الخونة" و"الفاسدين"    تحويل حليب الإبل إلى لبن وإنتاج زبد يستوقف زوار مهرجان الألبان والأغذية بالخرج    الذهب يتجه للانخفاض للأسبوع الثاني    " عرب نيوز" تحصد 3 جوائز للتميز    "تقويم التعليم"تعتمد 45 مؤسسة وبرنامجًا أكاديمياً    "الفقه الإسلامي" يُثمّن بيان كبار العلماء بشأن "الحج"    المملكة: صعدنا هموم الدول الإسلامية للأمم المتحدة    وزير الدفاع يفتتح مرافق كلية الملك فيصل الجوية    وفيات وجلطات وتلف أدمغة.. لعنة لقاح «أسترازينيكا» تهزّ العالم !    ب 3 خطوات تقضي على النمل في المنزل    انطلاق ميدياثون الحج والعمرة بمكتبة الملك فهد الوطنية    الخريجي يشارك في الاجتماع التحضيري لوزراء الخارجية للدورة 15 لمؤتمر القمة الإسلامي    136 محطة تسجل هطول الأمطار في 11 منطقة بالمملكة    قصة القضاء والقدر    كيفية «حلب» الحبيب !    من المريض إلى المراجع    أمير جازان يطلق إشارة صيد سمك الحريد بجزيرة فرسان    بيان صادر عن هيئة كبار العلماء بشأن عدم جواز الذهاب للحج دون تصريح    نائب أمير الرياض يؤدي صلاة الميت على عبداللطيف بن عبدالرحمن آل الشيخ    مباحثات سعودية فرنسية لتوطين التقنيات الدفاعية    ما أصبر هؤلاء    هكذا تكون التربية    اطلع على المهام الأمنية والإنسانية.. نائب أمير مكة المكرمة يزور مركز العمليات الموحد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحوار الوطني قفزة كبيرة رغم العمر القصير
المفكر الشيخ موسى بوخمسين:
نشر في اليوم يوم 06 - 05 - 2004

المفكر الإسلامي.. والباحث التربوي.. العلامة الشيخ موسى عبد الهادي بوخمسين حفيد الشيخ موسى بن الشيخ عبد الله بن الشيخ حسين بن الشيخ محمد الكبير آل أبي خمسين.. من مواليد حي الفوارس بمدينة الهفوف بالأحساء عام 1370ه. ترعرع في أجواء دينية.. وأسرة علمية معروفة.. ونشأ على تغذية التعاليم والمفاهيم الإسلامية التي كان ينهلها من آبائه وأجداده. كان من طلاب كلية الطب بجامعة الملك سعود بالرياض ثم تخصص في الفكر الإسلامي والبحوث التربوية الهادفة. تنقل بين الدول الأوروبية والولايات المتحدة والهند وأندونيسيا وجزر الفلبين وإيران وتركيا والدول العربية للتثقيف العلمي والإرشاد الديني. تتلمذ على أيادي فطاحل الأساتذة والمفكرين التربويين الإسلاميين. من مؤلفاته المتعددة: الإسلام طريق المستقبل والسياسات التعليمية في الوطن العربي ورواد في الفضيلة وكتاب ابن أبي جمهور الأحسائي رجل العلم والعمل وكتاب في محراب الشيخ محمد آل أبي خمسين وبحث تربوي هادف بعنوان (الغيبة معول الدمار)، (اليوم) التقت به عبر الحوار التالي:
المهور القليلة
@ طالعتنا صحيفة ( اليوم) مؤخراً بأخبار مجموعة من الفتيات بقرى الأحساء قبلن بمهور قليلة بعضها وصل إلى 100 ريال لا غير؟.
الزواج سنة إلهية صاغتها رسالة السماء كأفضل طريقة للتكاثر الإنساني وبقاء النوع البشري، وقد أرادها الله بسيطة دون تعقيد حيث اشترط الصلاح ورفض القيم المادية كمقياس للتفاضل إذ قال تعالى: ( وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم، إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خيركن أقلكن مهوراً) من هنا فإن قلة المهور بركة وزيادة خير لبناء الأسرة المسلمة القائمة على القيم الرسالية لاسيما الخلق القويم والدين الحنيف كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا جاءكم من ترتضون خلقه ودينه فزوجوه) وما جاءت به (اليوم) ليس غريباً على هذا المجتمع الطيب المؤمن أن تتحلى بعض فتياتنا بأخلاقيات المسلمات في صدر الإسلام من حيث قلة المهور. أرجو أن تزداد هذه الظاهرة انتشاراً كما انتشرت ظاهرة الزواج الجماعي.. وأن يكثر أهل الخير بتشجيع صناديق الزواج الخيري!! وبالمقابل يا حبذا أن يكون التنافس في تبسيط إجراءات الزواج لا تعقيدها بوضع العراقيل والأعباء في وجوه الشباب والفتيات؟!!
الجمود الثقافي
@ تتهم المرأة الأحسائية بالجمود الثقافي والافلاس الفكري والاقتصار على الزوج والأولاد والوظيفة أن وجدت؟
بكل أسف أن التخلف الثقافي والفكري سمة في مجتمعنا العربي كله وليس سمة في المرأة الأحسائية على الخصوص وما نحن إلا جزء من كل نعيش مرحلة من الخواء الفكري والافلاس الثقافي وسط عالم يتماوج بتيارات الحداثة والعلمانية والعولمة والغزو الثقافي وسيادة الرؤى الاستهلاكية، والهيمنة الفكرية الغربية على وسائل الإعلام، ومراكز الاستقطاب والصراعات السياسية والاقتصادية. أقول يكاد المرء يفقد موقعه في هذا الخضم.. لأن واقع التخلف الذي يعيشه الرجل والمرأة في عالمنا الثالث والذي يجبر فيه المرء على الجري وراء لقمة عيشه يجعله بعيدا عن التطورات الثقافية والفكرية لأن البطن إذا صرخ خرس العقل، هذا من جانب، ومن جانب آخر ومناقض له في ذات الوقت، فإن الحالة الاسترخائية التي أدت إليها ثقافة الاستهلاك التي سيطرت على مجتمعنا في العقود الثلاثة الأخيرة جعلت عقولنا تنحدر وتنام.. كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا امتلأت المعدة نامت الفكرة) أما إذا اهتمت المرأة الأحسائية بزوجها وأولادها ووظيفتها ان وجدت فهذا أمر طيب ومطلوب ولكن لا يحبذ الاقتصار عليه كمفروض السؤال.
مشاركة ضعيفة
@ كيف تقيم مشاركة المرأة السعودية في جلسات الحوار الفكري الوطني؟
المشاركة ضعيفة من حيث الكم، ولكنها لا بأس بها من حيث الحضور، إذ تسنى لهذه المشاركة أن تسجل موقفاً إيجابياً في سبيل الانتصار للمرأة ولكن لا يمكن القول أن ذلك الموقف كان كافياً لتحقيق وجودها وإثبات مشاركتها نأمل أن يكون الحضور النسائي في المرة القادمة أكثر فاعلية ومجتمعنا والحمد لله لا يعدم أن يقدم للحياة الفكرية والسياسية نماذج طيبة من مثقفاتنا وشخصياتنا النسائية بحيث تكشف للعالم عن قدراتنا الحقيقية وكفاءاتنا النسوية الفعلية.
المرأة والمؤتمر
@ هل استطاعت المرأة السعودية في الحوار الفكري الثاني أن تعبر عن قضايا النساء السعوديات..؟
إلى حد ما فالفرصة المتاحة كانت ضيقة، والمجال محدوداً ولم يكن للمشاركات ورقة عمل لتبين مدى قدرتهن على الحوار والاستفادة من أجوائه لصالح المرأة السعودية وقضاياها التي لم يفصح عن الكثير منها..!
العضوية في النادي
@ نادى الكثير من مثقفات الأحساء بضرورة عضوية المرأة في نادي الشرقية الأدبي..؟
أضم صوتي إلى أصواتهن، وأبارك لهن هذا النداء، ولو تأتى أن يقوم ملتقى ثقافي نسائي لمثقفات الأحساء، كفرع نسائي للنادي الثقافي، فهو الأولى لأن احتضانه ورعايته لاسيما في بداياته سيكون من الميسور لاسيما وأن إدارة النادي المشار إليه صار لها قدم راسخة في المجال الثقافي وأضحى لمخزون التجارب التي مر بها النادي كفاءة وقدرة على إقامة مثل هذا الملتقى في أكثر من مكان. أما فيما يختص بجمعية الثقافة والفنون فإني أعتقد أن القطاع النسائي لديه في مجال الفن ما يفوق ويتفوق على القطاع الرجالي، وهن قادرات على إنشاء تجمع خاص بهن يظهر ويتميز بما لديهن من قدرات فنية عالية.. لما تمتاز به المرأة عموماً من رقة وشاعرية في مجالات الفن المختلفة.
حقوق الإنسان
@ هل تعتقد أن الجمعية الوطنية الأهلية لحقوق الإنسان ستهتم بقضايا المرأة؟.
نعم، أعتقد ذلك وإلا لماذا تأسست، أو ليست المرأة إنساناً ولها حقوق كما للرجل حقوق؟ أجل ان وجود المرأة إلى جانب الرجل في هذه الجمعية سيزيد من فاعلية ونشاط هذه الجمعية، ولن تغفل حقاً يقره الإسلام ومبادئ حقوق الإنسان وصادق عليه مجلس الوزراء الموقر ووافق عليه سمو ولي العهد حفظه الله. مرة أخرى أقول ان هذه الجمعية خطوة إيجابية نحو الانفتاح والوعي، ونافذة أخرى تطل على ما للمواطن من حقوق، ولابد للمرأة أن ينبثق لها صوت من داخل هذه الجمعية.
الحملة الأمريكية
@ أربكت الحملة الأمريكية على المنطقة الكثيرين، وكشفت حقائق هامة في البنى الثقافية والأمنية في الأمة.. فهل انتهت هذه الحملة وفشلت؟
عندما خلا الجو لأمريكا كقوة عظمى في العالم بعد سقوط الاتحاد السوفيتي ، أعتقد الأمريكان غروراً أن الساحة أصبحت لهم وأن الوقت قد حان ليتفردوا بالعالم، فنصبوا أنفسهم دعاة للحريات وحقوق الإنسان، وفي الوقت ذاته جعلوا أنفسهم قضاة وحماة فإذا بالأمريكي يتحول إلى شرطي في كل أنحاء العالم لا يحرس إلا مصالحه، الآن وقد جعلوا من الإسلام عدوا لهم، فجيشوا جيوشهم وسنوا أسلحتهم وقدموا إلى منطقتنا ان مباشرة كما في أفغانستان والعراق، أو نيابة كما في فلسطين، فإنهم لن يلبثوا حتى يركسوا في الوحل..ولن يقدروا على المواجهة وسيخزيهم الله بفضل الصمود والجهاد، وجنوب لبنان شاهد حي وصارخ وأذكر مرة في لقاء تلفزيوني مع رئيس الأركان الأمريكي في الأيام الأولى للاندحار الصهيوني من لبنان كان يقول: (أن أمريكا تريد ولكنها لا تقدر أن تحقق كل ما تريد، فنحن في جنوب لبنان لم نستطع أن نخضع جماعة صغيرة لإرادتنا.
من هنا فإني أقول وأن لم تفشل الحملة الأمريكية حتى الآن على منطقتنا إلا انها محكومة بالفشل ان شاء الله! والأيام بيننا!!
الانفتاح على الآخر
@ يقال أن الثقافة العربية تعيش في عزلة عن الثقافات الإنسانية فكيف؟
ان الثقافة العربية ثقافة حية تجدد نفسها بين الحين والآخر قد يعتريها الضعف والهزال حيناً لكنها سرعان ما تتعافي. تعيش في النور كما في الظل وتترعرع في الحضور كما تنتعش في المهجر، أما أنها تعيش عزلة عن الثقافات الإنسانية فهذا مالا أعتقده اليوم.. ربما كانت تعاني العزلة في فترة الهجوم الثقافي الغربي علينا، أما اليوم فثقافتنا حية تجتذب الآخرين وتبهرهم بدليل انتشار الإسلام الذي ينطلق من العربية بثقافتها وتراثها وآدابها، فكيف والحال هذا نتهم ثقافتنا بالانعزال، ونحن نرى الآخرين يرتعدون خوفاً من انتصاراتنا الثقافية والدينية.
المثقفون والإغراءات
@ هل سيصمد المثقفون العرب أمام الاغراءات المالية..الخ؟
نعم سيصمدون لأنهم أصحاب قضية عادلة وأهل مبادئ وقيم وان كان أعداؤنا حاولوا مع البعض وراهنوا عليه كسلمان رشدي فأين رشدي؟ وأعوانه كيف هم الآن.. وماذا جنى نجيب محفوظ من حصوله على جائزة نوبل التي قدموها له عن كتابه (أولاد حارتنا)..؟ وإذا كان عدد الذين انبهروا وانهاروا يعد بأصابع اليد فهل يجوز أن نسم الآلاف المؤلفة من مثقفينا بهذه السمة..؟!
ثقافتنا والتحديات
@ هل الثقافة العربية قادرة في الأوضاع الراهنة على أن تقوم بدور رئيس في صنع الأحداث او صنع القرار؟
بكل تأكيد فما زالت ثقافتنا العربية الأصيلة ذلك الينبوع الثر الدافق بالنور والحياة, تبعث الروح في الجسد الميت ، وكفى بثقافتنا عزا أن يكون القرآن رافدها والله تعالى شأنه يقول: (ان هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم)
إننا حينما نقرر ان نمتلك ارادتنا , ونصنع خطواتنا بأنفسنا فحينها سيتوقف التاريخ هنيهة لا ليستريح , ولكن ليلتقط الأوامر من مواطئ أقدامنا , عندها فقط سيتصدر القرارات الخطيرة من عواصمنا وسيصبح أبطالنا هم صناع القرار ... وهم صناع التاريخ .. وكأن هذه اللحظات بدأت تذر بقرونها !!
"اصبروا .. وصابروا .." و"ان الله مع الصابرين"
@ هل أسهمت المجالس الأدبية في التشكل الثقافي بالاحساء . وكيف ترى أثرا لنادي الأدبي بالمنطقة الشرقية على ثقافة الاحساء ومثقفيها؟
لا ريب في إسهام المجالس الأدبية في التشكل الثقافي بالاحساء, فالمجالس الادبية تثري الثقافة واللقاءات الأدبية مطلوبة لذاتها فكيف ونتائجها الإيجابية تتبدى فيما ينضح عنها من بحوث فكرية ومشاركات ادبية وحوارات ومداخلات نراها كتبا ومقالات تطفح بها ساحتنا عبر الصحافة والمنابر المسموعة والمرئية أما اثر النادي الأدبي بالمنطقة فبالرغم من دعمه المادي للكتاب والمؤلفين الا انه لا يزال دون المستوى الذي نرغب فيه ونطمح اليه!!
ادب الشللية
@ يتهم البعض الأدب الاحسائي بانه أدب الشللية كيف ترد؟
لم افهم بالضبط المقصود بالشللية , وعلى كل حال هو اتهام لم يفصح صاحبه عن نفسه فان كان صادقا نسأل الله أن ينقذنا من السقوط في الشللية والفئوية لأنها ضعف ونذير شؤم , وان كان كاذبا سامحه الله.
انا أقف على النقيض من هذا الاتهام واقول ان الادبي الاحسائي الذي يشعرك بعزة الانتماء الى تاريخنا المجيد, وحلاوة الارتباط بالأرض الولود . ودفء العواطف المتدفقة مع المياه الصافية من جوف الثرى كل تلك الخصال المتمازجة في الأدب الاحسائي يضفي عليه النزعة الإنسانية الودود .. لا الشللية الكؤود!!
المقص والفضاء المفتوح
@ هل لا يزال لدينا مقص رقيب رغم الفضاء المفتوح ,والشبكات العنكبوتية والحدود الملغاة . وكيف يجب أن نتعامل مع ذلك بما يخدم الوطن بشموليته؟
سيتبين بعد هذا اللقاء ان كان لا يزال لدينا مقص رقيب , وعلى كل حال لا يستطيع المرء أن ينكر ما لحرية الكلمة من مساحة تزداد يوما بعد يوم في بلادنا الحبيبة , وكلما اتسعت الصدور واخذ الرأي الآخر بعين الاعتبار وازدادت رقعة التعبير عن الرأي تقلص دور مقص الرقيب , الذي لا ندعو الى إلغائه ولكن لترشيده نحو انتقاء الأفضل بما يكفل احترام جميع الآراء على اختلاف المشارب والتوجهات ويلبي احتياجاتهم الفكرية والدينية , ويكفل لكل مبدع ومؤلف ان ينال حظه من الظهور الإعلامي , والإدلاء بوجهه نظره عبر مقالاته مؤلفته فإذا وقف له مقص الرقيب بالمرصاد فكيف بكلمته أن تسمع . أجل ان إتاحة المجال للجميع حق يكفله القانون وتكافؤ الفرص هو المطلوب لما يخدم الوطن بشموليته!!
@ هناك من يقول ان المجتمع الاحسائي يعيش ضمن ازمة حوار نتيجة عدم توازي التمدن العمراني مع حركة التمدن الثقافي والفكري.. كيف ترون؟
لماذا أزمة حوار ؟ أنها القطيعة والتقاعس عن ابسط حقوق الاخوة والمجاورة ا لا وهي التواصل والتزاور , فقد جاء في الحديث ان من حق أخيك عليك الدعاء له في السفر , وزيارته في الحضر ., فهل نحن نفعل ذلك اننا لو لم نتقاعس عن اداء هذا الحوار لم نصل الى أزمة الحوار التي أشرتم إليها!!
أما عدم توازي حركتي التمدن العمراني والثقافي فيأتي في المرتبة الثانية لأن الانغماس في القشريات والركض وراء الشكليات يقصف عمر الانسان ويذهب ببهائه فالقشرية مضيعة للوقت والمظاهر غالبا ما تكون على حساب الجوهر.
الخطباء ومواجهة الإرهاب
@ كيف ترون دور خطباء المنابر والتربوين والأكاديميين ومثقفي المجتمع في مكافحة الإرهاب ونبذ التطرف والغلو؟
* دور الخطاء والموجهين التربويين ومثقفي المجتمع مهم للغاية من اجل كبح ظاهرة الإرهاب والتطرف , فهذه الشريحة يتحملون بصورة أو أخرى اختيار الأفكار التي تغرس في عقول الناشئة لمعالجة التوجيه التربوي وقضايا التعليم أما الشباب المتعطش لتبوأ مكان مرموق في المستقبل وهم على اتم الاستعداد لتلقي البرامج التثقيفية التي ترسم لهم الخطى وتحدد معالم المسيرة هنا يبرز دور المثقفين والأكاديميين لتحديد المنهج الثقافي الذي يتعاطاه الشباب ولو أن برامج الإثراء الثقافي ركزت على ما يوليه الإسلام من حرمة للدماء بشكل خاص وان الفتوى فيما يخص الدماء والأموال العامة والأعراض المحترمة ليست متروكة سائبة يطلقها من شاء كيف شاء وأنها خاضعة لضوابط صارمة يحددها مبدأ الاجتهاد في استنباط الأحكام الشرعية من مصادرها الدينية , لكان للتعامل مع مسائل التطرف والغلو شأن آخر نسأل الله تعالى أن يجنب ناشئتنا وشبابنا هذا الخطر وان يصون بلادنا ومجتمعاتنا الإسلامية من هذا البلاء.
الانفتاح على الآخر
@ يدعو القادة والمسؤولون والمفكرون الى ضرورة الانفتاح على الآخر والتعايش السلمي.. هل لنا أن ننفتح على الفكر الآخر؟
لا شك ان الانفتاح على الآخر , يفتح ذهنية الانسان على خيارات اوسع لانتقاء منهجية حياته وسبل عيشه , وهذا بعكس الانغلاق الذي يجعله يجمد على نمطية واحدة لا تغيير فيها ولا تجديد , وكذا التعايش السلمي الذي يعني تكاملية المجتمع وتراكم تجاربه وطاقاته الأمر الذي يؤدي الى التقدم والازدهار , اما التناحر والتمزق الاجتماعي فلا يقود الا الى الدمار والتخلف.
ومن الجانب الآخر فإن الانفتاح على الفكر الاخر ضرورة حضارية لان الحكمة ضالة المؤمن, وقد حمل التطور العلمي والفكري الأوربي الكثير من الأمور والأدوات النافعة التي من الحماقة ان ننغلق عنها ولا نستفيد منها , فالقرآن الكريم يقول: ( ولايجرمنكم شنآن قوم على الا تعدلوا .. اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله ) فكما اخذوا منا عندما كانوا نياما وكنا ايقاظا , فكذلك اليوم بعد هذه القفزات التقدمية التي حققوها فيما كنا نغط في سبات عميق , لا بد ان نأخذ منهم لنلحق بالركب .. وقد نتفوق عليهم .. وان شاء الله سنتفوق!!
انتشار الخطاب الإسلامي
@ كيف ينتشر الخطاب الإسلامي في أوروبا . وهل نستطيع غزو أوروبا بمنهجنا الإسلامي ولماذا يعتبر الغرب الإسلام إرهابا؟
ينتشر الخطاب الإسلامي في أوروبا عندما نهذبه ونشذبه من عبارات والفاظ التكفير .ونلجأ الى أسلوب البساطة الخالي من التعقيد .. ونركز على القضايا المشتركة كنظرة الإسلام لعيسى عليه السلام وانه كلمة الله ومريم العذراء كإمرأة فذة , فاقت رجال عصرها حتى اختار الله رسوله عيسى من أم دون أب , لأن رجلا في ذلك الحين لم يكن أهلا لكي يقترن بمريم (وليس الذكر كالأنثى) هكذا يقول القرآن اذ قدم الذكر (المشبه) على الأنثى (المشبه به) كمن يقول(وليس العود كالسيف) على كل حال .. لو لجأنا اليوم الى نفس الاسلوب الذي انتهجه جعفر بن أبي طالب رضوان الله عليه مع النجاشي لكان لنا اليوم شأن آخر اما الحديث عن الغزو فانه يعود بنا الى المربع الاول , فنحن الذين ننبذ الحروب وندين لغة العسكر قاريا في العلاقات الدولية , نعود لنتكلم عن الغزو اولسنا نرفض أن يتحدث الأوربيون عن الفتوحات الإسلامية وكأنها غزو للدول الجارة . فلماذا نقول اليوم ذات اللفظة (غزو) إننا ندعو إلى المنهج السلمي العقلي في الدعوة الى الله كي ندخل أوروبا وغيرها فاتحين لا محاربين كما دخل الإسلام في الصومال وإندونيسيا والصين , وكما ينتشر اليوم في أوروبا وأمريكا والبلدان الأفريقية بلا سيف ولا بندقية، وإنما بالكلمة الصادقة والمخلصة والمؤمنة، وفي هذا يتجلى ضعفنا وإذا ما اعتبر الغربيون الاسلام على أنه الارهاب بعينه، فإنهم إنما يريدون أن يحصنوا شعوبهم كيلا يتأثروا بالفكر الاسلامي وليحدوا من ظاهرة انتشار الاسلام في صفوفهم فهم عندما عجزوا عن غزونا العسكري وفشلوا في غزونا الثقافي، راعهم - برغم محاولاتهم المستميتة لتحويلنا إلى تابعين لهم، أو تحييدنا بنزع الاسلام من صدورنا- أن يروا النتيجة معكوسة فالذين تحولوا إلى الاسلام من أبنائهم يفوقون عدداً ونوعا من تنصر من المسلمين لخوائهم الفكري وضعفهم المادي.
الاسلام والارهاب
@ بعد أحداث 11 سبتمبر صار الأوروبيون والأمريكيون يتهمون الاسلام بالارهاب والاجرام كيف للمسلمين أن يعيدوا بلورة صورة مشرقة للاسلام لبث الطمأنينة في نفوسهم ووقف هذا الاعتداء الشنيع في حق الاسلام والمسلمين ؟!
بعد أحداث 11 سبتمبر وقبلها كانت القناعة التي وصل إليها الغربيون هي أن الاسلام عدو يتهددهم بالأحتواء والذوبان بدون سلاح أو حروب، لأن نور الاسلام بدأ ينتشر في أوساطهم لذلك راحوا يتحينون الفرص لاعلان الحرب على الاسلام وكان هذا التاريخ المشؤوم هو اليوم المناسب لاعلان هذه الحرب فإذا هم أرادوا بها ذبح الاسلام والمسلمين، فإن الاسلام يتحدى وها هي الاحصائيات التي تبين الاعداد الهائلة من المسيحيين الأوروبيين والأمريكيين الذين اعتنقوا الاسلام بسبب اطلاعهم أخيراً على هذا الدين فهم يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين .
أما إعادة بلورة صورة مشرقة للإسلام لتطمئن قلوبهم فيكمن كما قلنا آنفا في انتهاج أسلوب علمي سلمي بسيط لتبيان معالم ديننا بمفاهيمه وقيمه وعقائده، ونظرته المعتدلة إلى الحياة في جميع جوانبها ثم نظرته للآخرة، مع إحاطته بالحياة الشخصية والاجتماعية مع احترامه للإنسان كإنسان له حقوق وعليه واجبات .
الحوار الوطني
@ ماذا عن مفهومكم تجاه مصطلح الحوار الوطني ؟
مفهوم مصطلح (الحوار الوطني) يعني للوهلة الأولى : أولا : أن الوطن يزخر بآراء متنوعة واتجاهات متعددة وأن الإسلام خيمة واسعة تضم في حناياها مجموعة من الاجتهادات، كما أن المسيرة الوطنية لا تغذيها إلا الرؤى المتنوعة . ثانيا : الاعتراف بوجود الرأي الآخر وأن لكل رأي الحق في التعبير عن نفسه عبر تكافؤ الفرص للجميع .
ثالثا: الاعتراف بما عند كل طرف من فكر أو رؤية، والمراد أن يسمع كل طرف للطرف الآخر دون المساس بالمشاعر أو التجريح بأحد بل كما قال الشاعر:
أنت بما عندك راض
ونحن بما عندنا والرأي مختلف
رابعا : احترام كل طرف للطرف الآخر بآرائه وأفكاره دون أن يعني ذلك التنازل عن الرأي واعتناق الرأي الآخر.
خامسا : قبول كل طرف بالطرف الآخر والتراضي بالعيش السلمي والتعاون والتكافل في إطار المجتمع الأهلي الواحد والوطن المشترك بخيراته ومقدراته وقيادته الواحدة .
الخطوة المطلوبة
@ من وجهة نظركم هل الحوار الوطني هو الخطوة المطلوبة حاليا أم هناك ما هو أسبق وأهم على مستوى المشاريع النهضوية الوطنية ؟
أعتقد أن أبناء الشعب لا يملكون إلا الحوار الوطني ضمن الاطار والضوابط التي اشرت اليها آنفا ولكن على الصعيد الرسمي لانزال ننتظر من حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين أن تحث الجميع على الالتزام بما توصلوا إليه من نتائج إيجابية بعد المصادقة الرسمية على التوصيات التي أقرها كل الاطراف تحت نظر ورعاية سمو ولي العهد حفظه الله ومباركة رموز الدولة المحترمين .
جمعية حقوق الانسان
@ أيهما أفضل لجمعية حقوق الانسان، أن تكون وطنية أهلية أم وطنية حكومية ؟ وأيهما سيكون تأثيره أقوى ؟
لا فرق بين الاثنتين إن كان الهدف رعاية حقوق الانسان في الوطن الغالي، فاحترام الانسان والاهتمام بحقوقه كلنا ننشدها ونحرص عليها، ولكن لو شئنا التفريق بين وضعي اللجنة أهلية أو حكومية فلربما يكون لأعضاء اللجنة الأهلية القدرة على التحرك بشكل اكبر لأنها ستحرر آنئذ من القيود الرسمية، والبروتوكولات الحكومية، أما الحكومية فقد يكون لاعضائها القدرة على التنفيذ بشكل أكبر من الأولى لأن الأخيرة تستمد سلطاتها من الدولة ذاتها .
مؤسسات للتعارف
@ ما رأيك في فكرة إقامة مؤسسات اهلية تقوم بدور التعارف والتعريف بين مختلف التوجهات والمدارس الفكرية في البلد ؟
فكرة (الحوارالوطني) انما هي ترجمة لمثل هذا الاقتراح ولو تعددت مفردات هذه الفكرة عبر مؤسسات وتحت عناوين مختلفة لتسارعت الخطوات نحو إقامة المجتمع السلمي الأهلي المتعاون والمزدهر فمثلا لو أقيم مخيم وطني يضم فعاليات المجتمع السعودي من كل التوجهات، ببرنامج سياحي ثقافي في توأمه الشخصيات بكامل أفراد الأسرة ليقضوا إجازة في هذا المخيم ، وهكذا كذلك لو فعلنا بعض المفردات القائمة كالمعسكرات الكشفية والنوادي الرياضية، والجمعيات الخيرية، وزودناها ببرنامج يخدم هذا الهدف فهو من صميم فكرتنا .
آمال الشعب
@ هل تعتقد أن المشاركين في الحوار الوطني استطاعوا أن يعبروا عن آمال الشعب السعودي ؟ وهل سيستطيعون أن يحققوا الأهداف من الحوار ؟
أظن أن المشاركين في الحوار الوطني قد غطوا مساحة كبيرة من الآمال والتطلعات التي نطمح أن نراها في بلادنا، والتي نأمل أن ترى النور على الصعيد التطبيقي في واقع الحياة اليومية، أما أن المشاركين سيستطيعون أن يحققوا الأهداف من الحوار، فذلك رهن بمدى قناعة كل مشارك والتزامه بما طرحه في الحوار وقدرته على ترجمته في الواقع العملي، وكذلك يعتمد على الدور الذي ستوليه الحكومة في اعتماد وتطبيق التوصيات التي خرج بها المؤتمر، ونسأل الباري أن يبارك في جهود الجميع أداء وتعاونا واهتماما .
مسيرة الاصلاح
@ في ضوء الجهود الجبارة التي تقوم بها قيادة المملكة في الاصلاحات نرى وسائل إعلام خارجية أخذت على عاتقها التشويش ما موقفكم منها؟
اقول إن القافلة عندما تسير لا يضيرها النباح، ولا حتى قصف الرعود وهنا لي كلمتان كلمة لمن يبذلون الجهود المخلصة في بلادنا الحبيبة من القيادة العليا إلى رموز المجتمع الفاعلين علينا بذل الجهد كيلا ندع للآخرين مجالا ينفذون منه، أو يتخذونه ذريعة للتطبيل الاعلامي، وكلمة لمن هم في الخارج ان الكلام سهل والعمل هو الفيصل وقد قال الله تعالى ( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) صدق الله العظيم .
الحوار الثالث
@ تستضيف مدينة الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم الحوار الفكري الوطني الثالث بمشيئة الله تعالى في شهر ربيع الثاني ومحوره عن المرأة والتعليم ما تطلعاتكم ؟
نحن متفائلون والحمد لله، وكما رأينا كيف تحققت قفزة كبيرة ما بين المنتدى الأول والثاني، سنرى بمشيئة الله قفزة أخرى في المنتدى القادم شكلا ومضمونا لان العاقل يستفيد من تجاربه وتجارب غيره، والمسيرة في تقدم مطرد إن شاء الله، وثقتنا في القائمين على هذا العمل وادائه كبير لذا فتطلعاتنا بمستوى ثقتنا بالقادم الميمون إن شاء الله تعالى، أما عن نجاح المرأة في التعبير عن هموم وآمال بنات جنسها فكما قلنا، ثقتنا بالمشاركين والمشاركات كبيرة، وإن شاء الله ستتكلل المساعي بالنجاح والتوفيق.
تطبيق التوصيات
@ هل تعتقد أن التوصيات التي أصدرها الحوار الوطني السابق ستأخذ طريقها في التنفيذ الفعلي، أم أنها ستكون حبيسة أسوار مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني بالرياض ؟
في اعتقادنا أن التوصيات تلك ستأخذ وقتا لأنها تحتاجه لكي تترجم على أرض الواقع ففي المرحلة الأولى لابد من التبشير بها وترويجها، وإيصالها إلى أكبر قطاع من المجتمع، لكي تتحول إلى قناعات يؤمن بها الناس، ومن ثم تدأب الرموز الاجتماعية على تبينيها وتطبيقها في الواقع كل من دائرة تأثيره حتى تكبر وتتسع الدوائر وهذا رهين بالإخلاص الذي لا نشك في وجوده، وبالوقت نسأل الباري تعالى أن يعيننا على تخطي كل العقبات والصعاب.
الشيخ موسى بو خمسين


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.