من المسؤول؟ هذا السؤال تتجه أجابته إلى الرجل.. فهل يصل الظلم إلى هذا الحد من العنف؟ ولماذا الهجر والإذلال والشريعة الإسلامية أوصتنا بالسراح الجميل. في الحلقة الماضية سردنا قصصا لبعض من يعانين من هذه المشكلة الخطيرة وأردنا أن نختم التحقيق بالتعرف على رأي العلماء في هذه الحلقة ولكن وجدنا أن القصص والحكايات التي لدينا عديدة وأنه يجب طرحها حتى تكون إضاءة للمجتمع لعل جهة ما تتحرك لفتح هذا الملف الصعب.. بالتأكيد هناك مآس كثيرة لمسناها.. لذا سنحاول أن تكون الحلقة القادمة لما أردنا أن تكونه هذه الحلقة من آراء مهمة يمكن الاستضاءة بها. تعالوا معنا لنعرف سويا معاناة بعض هؤلاء النسوة ولكن قبل ذلك فلنقرأ رأي الشيخ سامي المبارك إذ يقول: الطلاق أبغض الحلال إلى الله ولكن إذا ساءت العشرة الزوجية واستحالت بعد أن بذل من أجلها كل السبل والوسائل لكنها لم تفلح أبداً ووصلت إلى باب مسدود كما يقال فلعل الطلاق في هذه الحال هو الأنسب للطرفين أو لأحدهما وسيغني الله كلا من فضله.. نعم الطلاق ليس فيه رابح الكل خاسرا لكن قد يكون هذا هو الحل الأمثل رغم الخسائر المترتبة على ذلك إلا أنه يلاحظ على بعض الأزواج التعنت والرفض التام لمسألة الطلاق الذي لابد منه ويكون دافع الرفض اما العناد أو الانتقام أو غير ذلك من الأسباب ويريد أن يزرها معلقة والإسلام يرفض مثل هذا الأمر ولا يقره أبداً. أما مسألة طلب الزوج العوض مقابل الطلاق وهو ما يسمى في الشرع بالخُلع وهو أن تفدي المرأة نفسها من زوجها بأن ترد عليه المهر فهذا جائز في الشريعة الإسلامية ومن حق الزوج ذلك خصوصاً إذا لم يكن لطلب الزوجة ما يبرر طلبها الطلاق وقد حدث مثل هذا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وقال الرسول عليه الصلاة والسلام للمرأة التي طلبت الخلع من زوجها (هل تردين عليه حديقته) وكان قد أمهرها بها فقالت نعم فقال صلى الله عليه وسلم :(ردي عليه حديقته). إذا فمسألة الخلع في الإسلام واردة أما ترك الزوجة معلقة فهذا أمر لا يقره الشرع ولها أن تلجأ إلى القضاء وله الكلمة العليا في هذا الأمر وفق ما أوضحته الشريعة السمحاء. الزوجة الثانية تؤكد ( أم رنا) أن زوجها مضطرب نفسياً لأن شخصيته غريبة وتصرفاته عجيبة.. لكنها لا تستطيع تحديد مرضه النفسي بالضبط.. وتقول عن معاناتها إنها كانت معاناة شديدة، لأن زوجها متقلب المزاج وهوائي. فهو عصبي لدرجة الجنون، كما أنه قد ينطوي على نفسه لعدة أيام فلا يتحدث مع أحد.. ورغم غرابة أطواره إلا أنها صبرت عليه.. فما الذي حصل؟! تجيب قائلة: فوجئت به يتزوج علي. وكانت هذه هي الشعرة التي قصمت ظهر البعير.. فأنا الزوجة الصابرة المخلصة يكافئني زوجي بالزواج علي.. وهأنا معلقة في بيت أخي الكبير لأن والدي ووالدتي توفيا منذ سنين.. ولأنه لم يقم برد اعتباري أو مراضاتي وتركني طوال هذه المدة. رفض تطليقي شعاع.. قالت: لقد أثرت بسؤالك هذا جروحا باردة حاولت طوال سنوات التعايش معها.. فالعمر يسيل من بين أصابعي ومشكلتي مازالت مرفوضة من مجلس العائلة وأيضاً من مجلس القبيلة.. فهو ابن عمي وقد فرض علي فرضا بعد أن حصلت على الشهادة الجامعية والتحقت بالتدريس فأصر على تركي العمل والعيش معه في قريته النائية.. فأخترت مستقبلي الوظيفي مع رفض أهلي لهذا المبدأ ومساندتهم لمن حكم بتعليقي سنوات طويلة بلا أمل في الخلاص.. ورفض مبدأ مناقشة الطلاق أو حتى نطقة. بلا معين أم فاطمة قالت وبعصبية: الزوج عندما يتزوج وترضخ الزوجة لأحد الأمرين الطلاق أو الرضا.. يكون أول ما يفعله هو هجر منزله الأول وترك مسئولية أطفاله أو القيام بوظيفته ضارباً بكل القوانين عرض الحائط.. فهو الرجل ومن يجرؤ على انتهاك حقوقه أو مناقشته في أساليبه.. وتبقى الزوجة بلا معيل وبلا معين يقضي حجاتها الأسرية والنفسية. أم سارة قالت: لقد تزوجت وأنا في سن صغيرة من أحد أبناء المدينة وهو قريبي من بعيد.. وحملت بعدها مباشرة.. فحملني زوجي وتركني عند أهلي في البادية وقدر الله أن أرزق بتوأم ولد وبنت في مستشفى المدينة.. وكانت صحة الولد تحتاج إلى عناية فتركه في الحضانة وأخذني والدي معه إلى البادية.. فما كان من الزوج الهاجر سوى الذهاب إلى المستشفى وأخذ الولد والذهاب به إلى أمه.. والعام هذا يكمل خمس سنوات لم أشاهد فيها ابني ولم يزر ابنته ولم يقم بحقها الشرعي.. وأظل أنا اتنقل مع مع أهلي الذين يرحلون من مكان إلى آخر .. غير مهتمين بحل مشكلتي التي شلت حياتي..