أبدى العديد من رؤساء الغرف الفلاحية تخوفاتهم بشأن مستقبل الموسم الزراعي لهذه السنة في ظل الأحوال المناخية الحالية التي تشهدها مختلف المناطق المغربية نتيجة غياب الأمطار والتأثير السلبي للبرد القاسي المسمى محليا ب "الجريحة" على المزروعات، التي تعيش على أمل استئناف سقوط الامطار خلال الأسابيع المتبقية من شهر فبراير الحالي وبداية شهر مارس المقبل لما لأمطار هذين الشهرين من أهمية بالغة على الدورتين الزراعية والنباتية لاسيما الحبوب والغطاء النباتي الذي يساهم في توفير الكلأ للمواشي. في هذا الإطار قال المهدي عثمون رئيس إحدى الغرف الفلاحية المغربية إذا لم تسقط الأمطار في غضون الأسبوعين المقبلين فإن وضعية الفلاحة ستكون صعبة، معتبرا أن انحباس الأمطار و استمرار ظاهرة البرد القاسي "الجريحة" المسببة لاصفرار الحبوب وتجفيفها ما يشكل خطورة بالغة على نتائج الموسم الفلاحي لهذه السنة. ونبه المسؤول المذكور إلى أن استمرار الأحوال المناخية الحالية قد يؤثر بالسلب على قطاع الحبوب "من قمح وشعير وذرة" وعلى أثمان المواشي التي من المتوقع أن تعرف انخفظات حادة في أسعارها على خلفية ارتفاع أسعار الأعلاف والكلأ. إلى ذلك أشار بلاغ لوزارة الفلاحة والتنمية القروية المغربية أنها رصدت حالات اصفرار في بعض الأراضي التي زرعت في وقت متأخر. وعزت الوزارة هذا الاصفرار إلى موجة البرد القارس التي شهدها المغرب خلال الأسبوعين الأخيرين من شهر يناير المنصرم، مما أحدث تأخرا في نمو الحبوب، مبينة في الوقت نفسه أن ذلك لن يؤثر بشكل كبير على الإنتاج، إذ يمكن تدارك الوضع خلال الأسبوعين المقبلين في حال تساقط الأمطار. إلى ذلك سجلت مجلة "أخبار فلاحية" التي تصدر عن وزارة الفلاحة أن المساحة الإجمالية المزروعة بالحبوب الخريفية والقطاني الغذائية منذ بداية الموسم الفلاحي، وحتى يناير الماضي ناهزت 5 ملايين 266 ألف هكتار، أي بارتفاع يصل إلى 11 % بالنسبة للحبوب و6 % بالنسبة للقطاني مقارنة مع السنة الماضية. وأضاف نفس المصدر أن الحبوب الخريفية توجد في وضعية إنباتية مرضية على العموم، نتيجة التساقطات المطرية الهامة التي عرفتها مختلف المناطق المغربية.