أفاد مصدر حكومي إسباني في مدريد بأن شمال المغرب وجنوبأسبانيا سيرتبطان عبر خط مزدوج للقطارات يتم إنجازه بمضيق جبل طارق على طول 38.7 كلم منها 27.7 كلم تحت البحر فيما تحفر المسافة المتبقية داخل التراب الإسباني والتراب المغربي. وأضاف ذات المصدر أن هذا القرار هو ثمرة لقاء عقد في الثاني من شهر ديسمبر الجاري بالعاصمة الأسبانية بين كريم غلاب وزير التجهيز والنقل المغربي و فرانسيسكو الفاريز كاسكوس الوزير الأسباني للتنمية على هامش اجتماع اللجنة المشتركة للربط القاري بين أفريقيا وأوروبا. وتمت خلال هذا اللقاء المصادقة على مخطط عمل للفترة من 2004 إلى2006 بغلاف مالي يصل إلى 27 مليون يورو والذي ستعهد مهمة إنجازه للشركة المغربية لدراسات المضيق (سنيد)، والشركة الأسبانية للربط القاري (سيسيكزا). وأوضح بلاغ لوزارة التنمية الأسبانية بثته على موقعها الإلكتروني أن النفق سيكون على عمق يقارب 100 متر تحت البحر على الرغم من أن الرسم والعمق النهائيين سيتم تحديدهما وفق الدراسات الجيولوجية والجيو تقنية لباطن الأرض مشيرا إلى أن عمق جبل طارق يصل إلى 300 متر فقط. وكانت اللجنة المغربية الأسبانية للربط القاري عبر جبل طارق التي اجتمعت في الثاني من ديسمبر الجاري في مدريد قد وافقت على مخطط عمل يشمل برنامج جيو تقني ودراسات هندسية بكلفة 27 مليون يورو يمولها الطرفان بشكل متساو وتوجه لإنجاز دراسات العمق على أن تنتهي من جمع كل المعلومات التقنية والاقتصادية والاجتماعية بحلول 2008. وأيضا أن تجري اتصالات مع اللجنة الأوروبية من للحصول على المساعدة لإنجاز المشروع النهائي. وحسب المصدر نفسه فان النفق الذي سيتألف من ثلاثة ممرات اثنان أساسيان والثالث خاص بالطوارئ سيمكن من ربط بونتا مالابطا بضواحي مدينة طنجة شمال أقصى المغرب وبلدة بونتا بالاموس بضواحي مدينة طريفة أقصى جنوب إسبانيا. وكان وزير التجهيز والنقل المغربي قد أبرز في وقت سابق أن "الموافقة على مخطط العمل هذا الذي سيمكن بالتأكيد من إعطاء دفع قوي لتفعيل دراسات تركيب هذا المشروع تعطي الضوء الأخضر لانطلاق حملة الحفر المتوقعة في خريف 2004. ويقضى مخطط العمل بالقيام بعمليات حفر عميق أكثر من 500 متر تحت مستوى البحر من أجل المعرفة الجيدة للوسط الجيوليوجي مما يشكل تحديا تقنيا كبيرا في حد ذاته، موضحا أن مرحلة الحفر ستمنح، عندما تنجح، المشروع جميع المعلومات التي ستمكنه من الدخول في المرحلة التقليدية للمشاريع الكبرى للبناء مضيفا أنها ستقود أيضا إلى إنجاز مشروع أولي مفصل سيشكل أساسا موثوقا به للانتقال إلى مراحل تمويل المشروع.