«مكافحة المخدرات» تقبض على شخص بجازان لترويجه مادة الإمفيتامين المخدر    ألكساندر أرنولد : ليفربول سيبذل قصارى جهده لإنهاء الموسم بشكل جيد    محترف العين: طعم الانتصار على الهلال لا يُوصف    "أبل" تسحب واتساب وثريدز من الصين    بينالي البندقية يعزز التبادل الثقافي بين المملكة وإيطاليا    الزبادي ينظم ضغط الدم ويحمي من السكري    زيدان يقترب من تدريب بايرن    ثلث أطفال بريطانيا بين سن الخامسة والسابعة يستخدمون شبكات التواصل الاجتماعي    وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسبب المرض    «CIA» تحذّر: أوكرانيا مهددة بخسارة الحرب    بعد الفيتو الأمريكي.. استياء عربي لرفض عضوية فلسطين في الأمم المتحدة    السديري يفتتح الجناح السعودي المشارك في معرض جنيف الدولي للاختراعات 49    موعد مباراة السعودية وتايلاند اليوم    التلفزيون الإيراني: منشآت أصفهان «آمنة تماماً».. والمنشآت النووية لم تتضرر    السينما في السعودية.. الإيرادات تتجاوز 3.7 مليار ريال.. وبيع 61 مليون تذكرة    خطيب الحرم المكي يوصى المسلمين بتقوى الله وعبادته والتقرب إليه    رسالة من كاراسكو لجماهير الشباب بعد الفوز على أبها    خطيب المسجد النبوي: أفضل أدوية القلوب القاسية كثرة ذكر الله تعالى    الشاب محمد حرب يرزق بمولوده الأول    أمين مجلس التعاون : عدم الاعتراف بالدولة الفلسطينية يعتبر خطوة للوراء في جهود تحقيق السلام    أمانة حائل تواصل أعمالها الميدانية لمعالجة التشوه البصري    قطار "الرياض الخضراء" في ثامن محطاته    "الجدعان": النفط والغاز أساس الطاقة العالمية    مسح أثري شامل ل"محمية المؤسس"    يوتيوب تختبر التفاعل مع المحتوى ب"الذكاء"    الطقس: أمطار رعدية على معظم مناطق المملكة    "العقعق".. جهود ترفض انقراض طائر عسير الشارد    فوائد بذور البطيخ الصحية    هيئة التراث ‏تقيم فعالية تزامناً اليوم العالمي للتراث بمنطقة نجران    «استمطار السحب»: 415 رحلة استهدفت 6 مناطق العام الماضي    الطائي يصارع الهبوط    أقوال وإيحاءات فاضحة !    تخلَّص من الاكتئاب والنسيان بالروائح الجميلة    غاز الضحك !    الفقر يؤثر على الصحة العقلية    مجلس جامعة جازان يعيد نظام الفصلين الدراسيين من العام القادم    الاحمدي يكتب.. العمادة الرياضية.. وحداوية    سلطان البازعي:"الأوبرا" تمثل مرحلة جديدة للثقافة السعودية    "أيوفي" تعقد جلسة استماع بشأن معايير الحوكمة    مصر تأسف لعدم منح عضوية كاملة للفلسطينيين في الأمم المتحدة    أمير الرياض يعتمد أسماء الفائزين بجائزة فيصل بن بندر للتميز والإبداع    تَضاعُف حجم الاستثمار في الشركات الناشئة 21 مرة    المستقبل سعودي    فيصل بن تركي وأيام النصر    في حب مكة !    اليحيى يتفقد سير العمل بجوازات مطار البحر الأحمر الدولي    الجامعات وتأهيل المحامين لسوق العمل    المفتي العام ونائبه يتسلّمان تقرير فرع عسير    أمير الرياض يستقبل مدير التعليم    الرويلي ورئيس أركان الدفاع الإيطالي يبحثان علاقات التعاون الدفاعي والعسكري    نائب أمير الرياض يقدم تعازيه ومواساته في وفاة عبدالله ابن جريس    وزارة الداخلية تعلن بداية من اليوم الخميس تطبيق تخفيض سداد غرامات المخالفات المرورية المتراكمة بنسبة 50%    أمير الباحة: القيادة حريصة على تنفيذ مشروعات ترفع مستوى الخدمات    محافظ جدة يشيد بالخطط الأمنية    شقة الزوجية !    تآخي مقاصد الشريعة مع الواقع !    أمير الرياض يؤدي صلاة الميت على محمد بن معمر    سمو أمير منطقة الباحة يلتقى المسؤولين والأهالي خلال جلسته الأسبوعية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عودة الشيخين رجوع للحق.. وضربة لأعداء الإسلام والرابضين في الظل
" علماء ومشائخ" ل اليوم مباركين عودة الخضير والفهد عن فتاواهما:
نشر في اليوم يوم 24 - 11 - 2003

بارك عدد من العلماء والمشائخ عودة الشيخين علي بن خضير الخضير وناصر بن حمد الفهد عن فتاواهما التي تسببت في العديد من المآسي وإزهاق أرواح الأبرياء وقالوا ان رجوعهما إنما هو رجوع إلى الصواب وإلى جادة الطريق ومنهج السلف المعتدل وعدم التمادي والإصرار على الباطل بعد أن تبين ما سببته هذه الفتاوى من خلخلة للأمن الذي هو مطلب كل مسلم والفائدة التي جناها أعداء الإسلام والرابضون في الظل وتكالب الفتن والأعداء على هذا الوطن الغالي الذي بذل ويبذل الغالي والنفيس في سبيل الإسلام ونصحوا شباب الأمة بالاعتدال وأخذ الفتوى من مصادرها وعدم التأويل أو الاجتهاد أو التبرير إلا لمن رسخ الله قلوبهم في العلم. ودعوا إلى الالتفاف حول ولاة الأمر ومناصرتهم ومناصحتهم بالقنوات الشرعية والمباحة وهذا هو ديدن السلف الصالح ودعوا الله أن يحفظ بلادنا ومقدساتنا من عداء المعتدين وخبث المندسين وترويع الآمنين. فإلى اللقاءات:
رجوع للحق
في البداية أكد عضو هيئة كبار العلماء خطيب المسجد الحرام الشيخ محمد السبيل أن تراجع الشيخ ناصر الفهد وقبله الشيخ علي بن خضير الخضير عن فتاواهما التكفيرية والتحريضية السابقة بمثابة رجوع إلى الحق والصواب وهو الأجدى بدلاً من الاستمرار في غياهب الباطل.. وقال الشيخ السبيل: على الخضير والفهد أن يعملا على الاتصال بمن يعرفان من أصحاب الفكر المتطرف ويصححا لهم خطأهم في فهم الدين ويدلانهم إلى المسار الديني الصحيح خصوصاً بعد ما تبينت لهما الحقيقة واتضحت وعسى الله أن ينفع بهما البلاد والعباد. وأضاف الشيخ السبيل: ان من يفتون بالقتل والتفجير فئة ضالة تتشبه بالخوارج ولابد أن يعلموا أن ماارتكبوه خلاف لما نزل في القرآن والسنة ويسيء إلى الإسلام.. وشدد على وجوب قتل من يتبنى الفكر المنحرف ويحاول الإفساد في الأرض ما لم يعدل عن رأيه ويعترف بخطئه.
أثلج صدور المسلمين
كما أعرب أمير جماعة الدعوة إلى القرآن والسنة في أفغانستان سميع الله نجيب الله عن حزنه وألمه لما حصل من المحاولات التخريبية ببلد الله الحرام مكة المكرمة ومن التفجيرات الإجرامية مؤخراً بالرياض وقال ان تراجع الشيخين علي الخضير وناصر الفهد عن فتاواهما قد أثلج صدور المسلمين سيكون إن شاء الله في صالح الإسلام والمسلمين في كل مكان لأن الرجوع إلى الحق فضيلة ووصفها بالرجوع الشجاع والمبارك وسأل الله أن يحفظ بلاد الحرمين وبلاد المسلمين من كل مكروه.
رجوعهما مبارك
كما عبر نائب أمير جمعية أهل الحديث بباكستان محمد أبو تراب عن سروره بعودة الشيخين علي الخضير وناصر الفهد عن فتاواهما التي سببت المآسي والأعمال التخريبية في أرض الحرمين الشريفين.. وعبر عن حزنه وألمه الشديدين لما تعرضت له المملكة من اعتداءات بشعة استهدفت زعزعة الاستقرار غير مكترثة بحرمة الدماء المعصومة والمتمثلة في كشف عدد من المخططات الإرهابية في بلد الله الحرام وفي مدينة الرياض. وقال ان موقف جمعية أهل الحديث في باكستان هو الاستنكار والشجب وسأل الله أن يحفظ بلاد الحرمين الشريفين وجميع بلاد المسلمين.
محامد كثيرة
كما تحدث مدير مكتب هيئة الإغاثة بالأحساء وامام وخطيب جامع آل ثاني بالهفوف الشيخ أحمد ابن حمد البوعلي فقال: رجوع الشيخ علي الخضير والشيخ ناصر الفهد عن فتواهما لاشك أن في ذلك محامد كثيرة ولي عدة وقفات مع هذا الحدث.. فرجوعهما دليل على علمها الكثير وعقلهما الكبيرين والعالم إذا اجتهد فأصاب فله أجران وإذا اخطأ فله أجر واحد. فليس عيباً التراجع ولكن العيب هو معرفة الخطأ والخلل والاستمرار على ذلك، فالرجوع للحق شرف ورفعة وشجاعة، مرحبين بخطوة الشيخين وتراجعهما وفقهما الله. ومن الواجب على المجتمع أن يتفهم هذا التراجع دون أي تأويلات وتفسيرات غير لائقة وعدم الدخول إلى نيات الناس وما تكنه نفوسهم والمؤمن مأمور بمعرفة ظواهر الأمور وعدم الدخول إلى النيات. كما ينبغي على الشباب الذين اقتنعوا بفتاوى الشيخين علي أن يقتنعوا برجوعهما ويعودوا إلى صوابهم لأنهما أفتيا بعمل ورجعا بعلم. وكما يعلم الجميع أن الإرهاب فاجعة وانحراف فكري دخيل على مجتمعاتنا وعاداتنا، فالإرهاب لن يغير سياسة ولن يكسب تعاطفاً ولا يعرف وطناً ولا جنساً ولا زمناً. نحن بحاجة لبحث الأسباب والعلاج فالتخريب والغلو أمران لم يقرهما الإسلام ولا الأديان السماوية، والغلو حذر منه الحبيب - صلى الله عليه وسلم - فقال: ( إياكم والغلو) سواء في الطاعات أو الفتوى أو في تبني الآراء.. والغلو منهج الخوارج، فكيف إذا كان التعدي على النفوس المؤمنة أو المعاهدة في شهر رمضان المبارك، وجاء في الحديث الصحيح ( لا يزال المرء في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً) وبلادنا ليست غير بلاد العالم فهي تبتلى كغيرها وما وقع في الرياض وقبله أحد الابتلاءات لبلادنا وأهلها وقيادتها وعلمائها.. وأضاف الشيخ أحمد البوعلي: نحن في حاجة إلى المزيد من المؤسسات الدينية والتربوية والاجتماعية التي تعين المجتمع على تأصيل مبادئ الدين الحق على الكتاب والسنة بمفهوم سلف الأمة وذلك من خلال العلماء الراسخين والدعاة أصحاب التجارب الطويلة والمختصين لدراسة أوضاع المجتمعات لمعرفة سبب الخلل وكيفية الحل الناجع، إضافة إلى ما تقدمه الدولة وفقها الله، فبلادنا أحوج ما تكون في هذا الوقت لرص الصفوف وتوحيد الكلمة ومعالجة الخلل بالحكمة والموعظة الحسنة. وأردف مدير مكتب هيئة الإغاثة بالأحساء قائلاً: كما يجب أن يكون الأمن والمحافظة عليه شعارنا جميعاً في بلدنا الحبيب فبدونه لا نستطيع أن نصلي، أو نحج ونعتمر وأن نطور أنفسنا ونصحح مسارنا وتزدهر بلادنا ونلحق بركب الأمم المتطورة، بل بدونه لا يمكن للإنسان أن ينام هادئاً، فالأمن الموجود في بلادنا يزعج النفوس المريضة والعقول الحاقدة، فبلادنا حصن الدين وقاعدته المتينة ومنطلق الدعوة وخادمة للحرمين الشريفين، ملتزمة بالقرآن والسنة الصحيحة منهجاً، مطبقة الشريعة الإسلامية طريقاً وحكماً وهذه والله نعمة من أجل النعم، في زمن تخلى الناس فيه عن مبادئهم وعقيدتهم وأخلاقهم وماضيهم، ان كيان هذه البلاد المباركة يعكس منهج أهله في الجمع بين المحافظة على شرع الله، مع ما يتطلبه الوقت من تحديث مشروع في التربية والتعليم والاقتصاد وصنع القرار. مع إيماننا بهذا البلاء، ونحمد الله على كل حال، لكن المهم كيفية مواجهة هذا البلاء، وما الوسائل الشرعية التي تتخذ حياله، ينبغي مع قوة الحادث والروعة والصدمة إيجاد الحلول الراسخة والمناسبة للحدث.. واقترح معاليه بأنه ينبغي إعادة هيكلة وتطوير الكثير من المؤسسات ودورها التربوي. ويجب تعويد الطلبة والأبناء ذكورا واناثا على الحوار الهادئ وتحمل المخالف في المنزل والمدرسة والشارع، يقود ذلك علماء اجلاء ودعاة فضلاء، بعدل وانصاف وتحمل هفوات الصغار، وعدم تبني أساليب العنف ولا يمكن بأي حال أن يكون العنف قانوناً محترماً أو مسلكاً مقبولاً، من المهم أن ندرك أن غياب البيت عن المدرسة أحد أبرز الأسباب لمشكلات الطلاب وانحرافهم، لأن ولي الأمر لا يعرف أبناءه إلا وقت الطعام، وقد ترك التوجيه لأم ضعيفة أو فضائيات منوعة، فمن الخطأ أن نصف مناهجنا بأنها تربي على الإرهاب. ان على المربين والموجهين التربويين أن يدركوا في هذا الوقت زيادة الحاجة إلى طرق تقنية حديثة تتناسب مع عقول أبنائنا في خضم التغيرات السريعة، وليكونوا أكثر انفتاحا مع الطلبة لإيجاد جو أسري جميل، يسد ما يوجد من نقص في البيت، مع أهمية إعادة النظر في مادة الوطنية من حيث المادة ومن حيث التدريس لتعزيز مفهوم المواطنة الصالحة، وتحصينهم بالثقافة التي نريدها. وقال ان من الأهمية بمكان وجود محاضن شبابية تعلم الشباب الدين الصحيح والمنهج الوسطي الواضح ولتبني أجسامهم وتنمي عقولهم وتغذي أرواحهم لكي يخرج شباب معتدلون في أمورهم مسؤولون عن تصرفاتهم، جمعوا بين محاسن الأمور، علم صحيح وترفيه بريء، مفاتيح للخير مغاليق للشر.
ان المطالبة بإصلاحات في البلد سواء كانت دينية أو دنيوية أمر مطلوب، فمجتمعنا كبير ونحن بشر، فلدينا الصواب والخطأ ولدينا نجاح وفشل ولدينا خير وشر، ولكن الماء إذا بلغ القلتين لم يحمل الخبث ولا نزكي أنفسنا، فلا يكون الحل لهذه الأمور بهذه الطريقة، فهناك قنوات كثيرة ووسائل شرعية لإيجاد الحلول المناسبة.
والإعلام عليه مسؤولية كبرى لتوجيه الأمة، كما أن على أولياء الأمور مهمة خاصة في التربية وبالذات الأم، لذا ينبغي العناية بها وتوعيتها ومع ذلك، فالإعلام أهم وسيلة لأي أمة لإيجاد البرامج الحيوية التي تساند في التوجيه وتعين على التربية وتكون مساندة لتحقيق وبسط الأمن في البلاد من خلال برامج تتواكب مع طبيعة البلد وتراثها.
من المستفيد من تمزق الأمة؟ انهم أعداء الدين الذين يحاربون الله ورسوله فالله يقول: (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا) وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (ان الله يرضى لكم ثلاثاً ويكره لكم ثلاثاً، فيرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً، وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا، ويكره لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال) راجياً من الله أن يحفظ بلادنا بحفظه وسائر بلاد المسلمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تراجع الشيخين مبارك
كما تحدث الشيخ محمد بن عبد الرحمن النافع مدير الندوة العالمية للشباب الإسلامي بالأحساء عن تراجع الخضير قائلا: سأبني كلامي على محورين أساسيين حول تراجع الشيخين علي الخضير وناصر الفهد في فتاواهما التكفيرية الأول: أن التفجيرات والعمليات الإرهابية أعمال إجرامية تتنافى ومبادئ الدين الإسلامي الحنيف الذي بعث به نبينا رحمة للعالمين، لأن الدين الإسلامي إنما جاء لرفع الظلم ونشر الرحمة والتسامح مصداقاً لقول الحق تبارك وتعالى: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) ومثل هذه الأعمال الإرهابية إنما هي صد عن سبيل الله لما لها من أثر في تشويه صورة الإسلام والحضارة الإسلامية. ولأن المملكة منذ قيامها على يد الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود- رحمه الله- أخذت على عاتقها خدمة العقيدة الإسلامية الصحيحة ونشرها في أرجاء المعمورة رغبة في إسعاد البشرية وهدايتها، وأن جهودها في دعم المسلمين ونصرة قضاياهم ظاهرة للعيان لا ينكرها إلا جاحد مغالط، وعليه فإن الالتفاف حول قيادتها وعلمائها والعمل على حماية مكتسباتها وحفظ أمنها هما من أوجب الواجبات على كل مسلم. وأرى أن الفئة التي تنفذ رغبات العدا إنما هي أقلية شاذة لا تمثل شباب هذا الوطن المبارك الذين تلقوا تعاليم الدين الحنيف على أيدي علمائنا وفي مدارسنا وجامعاتنا، الذين يمثلون النماذج المشرفة للشباب المسلم الصالح والذين يعملون بإخلاص وتفان خدمة لوطنهم وأمتهم وعليه فإننا نحذر من مغبة التعميم وإلصاق التهم جزافاً بالشباب والنيل منهم والمساس بالوحدة الوطنية، ونؤكد أهمية الوقوف صفاً واحداً في مواجهة الأخطار. كما أدعو شباب المسلمين عامة وشباب هذا الوطن على وجه الخصوص إلى الحذر كل الحذر ممن يروج لمثل هذه الأفكار الشاذة وأؤكد على أهمية الرجوع إلى علمائنا والاسترشاد بعلمهم والصدور عن رأيهم. ولا أفوت الفرصة لأدعو كافة المهتمين من المسؤولين بالشأن الشبابي والتربوي بالعناية بالشباب ورعايتهم وصياغة البرامج والخطط اللازمة لاستيعابهم وحل مشكلاتهم والحرص على عدم تركهم نهباً للأوهام والأفكار الهدامة وفريسة سهلة في أيدي الطامعين. والمحور الثاني في حديثي ينصب على أن الإنسان ينبغي له دائماً الرجوع إلى الحق وألا تأخذه في ذلك لومة لائم ثم ان الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أولى بها فإذا وجد المؤمن خصوصاً طالب العلم دليلاً يدل على الحق رجع إليه. ويجب التنبه لخطورة الكلمة وتبعية الفتوى وأن الرجوع إلى الحق فضيلة ويجب أن يدرك كل عاقل خطورة الفتوى وما ينجم عنها من آثار في الدنيا والآخرة. فإن أي كلمة تبقى تبعيتها وآثارها ولو بعد حين. وعليه فإننا نحتاج إلى فتح أبواب الحوار الذي يقوده علماؤنا في حوار بناء حتى تصل الأمة جميعاً بشبابها إلى ساحة الأمن الفكري الوسط في التدين والمنهج والخطاب.
وأضاف الشيخ النافع: والشباب إذا ابتعد عن العلم الصحيح والعلماء الراسخين ولم تتبين له رؤية واعية تتزاخم في فكره خطرات نفسية وسوانح فكرية وتختلط عنده المفاهيم وينقلب فيها الصواب خطأ والحق باطلاً فيجب الاهتمام بالناشئة والشباب وتلمس احتياجاتهم وهمومهم واهتماماتهم وعمل البرامج التوجيهية لهم مثل المحاضرات والدروس والندوات والأمسيات والمسابقات المشوقة لهم والرحلات والزيارات والدورات التي يتم من خلالها تأهيلهم ليكونوا مواطنين صالحين في المجتمع والمخيمات والأنشطة الشبابية التي يقبلون عليها مثل المراكز الصيفية التي تحتويهم وتوجه فكرهم التوجيه الصحيح، وإن الندوة العالمية للشباب الإسلامي أخذت على عاتقها حملا كبيراً في الحفاظ على الشباب وعمل البرامج المفيدة لهم ورفعت شعارين وهما ( الريادة والتميز في البرامج الشبابية) و(معا من أجل بلادي) فالواجب على كل محب لهذا الوطن المعطاء أن يقدم ما يستطيع من دعم مادي أو معنوي لننجح في رسالتنا وهدفنا. ختاماً حفظ الله على هذه البلاد دينها وأمنها، ورد عنها كيد الكائدين وحقد الحاقدين، وزادها تمسكا واجتماعا وألفة واتحاداً، وأن يوفق قادتنا لما فيه الخير والصلاح وأن يصلح أحوال المسلمين في كل مكان، إنه سميع مجيب . والحمد لله رب العالمين .
الرجوع إلى الصواب
كما تحدث رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمدينة العيون بمحافظة الاحساء فرحان ابن خليف العنزي فقال : لقد سرنا كثيراً ما سمعناه من تراجع بعض المشايخ عن فتاوى لهم سابقة تبين لهم أنهم تسرعوا فيها وأخطأوا في بعضها وهذا ليس بغريب عن علمائنا ومشائخنا فالرجوع إلى الحق سمة من سمات علمائنا ودعاتنا في هذه البلاد المباركة ولقد تربينا على أيدي علماء ودعاة يقولون الحق ولا يخافون في الله لومة لائم بل ويتراجعون عن الخطأ إن وقع ويعودون إلى الصواب والحق وهذا هو المنهج السليم فالرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل والرجوع إلى الحق من العالم والداعية أولى من غيره ورجوع العالم عن فتاوى سابقة لايعيبه فهو بشر وليس بمعصوم بل معرض للخطأ والزلل ورجوعه هذا يثبت صدقه في معرفة الحق . وقال إننا ولله الحمد نعيش في هذه البلاد في نعمة عظيمة يغبطنا عليها كثير من المسلمين في بقاع الأرض وهي تلاحم المجتمع السعودي بكافة شرائحه وطبقاته فالعلماء والعوام والحكام والمحكومون والأغنياء والفقراء كتلة واحدة . كما أننا ننعم بنعمة قول الحق من علمائنا ودعاتنا ونعمة قبولها من ولاة أمرنا.. هذه والله نعم عظيمة قد حرم منها الكثير من البلاد الإسلامية أما نحن فالأمراء لدينا والمسؤولون في الدولة تعودنا منهم سماع النصيحة وقبول الحق إذا أسديت لهم النصيحة بشروطها وضوابطها الشرعية .
ان الأعداء الذين يريدون أن نفترق ويريدون تشتيت شملنا وتفريق كلمتنا وصفنا. أقول ينبغي علينا أن نتوحد وأن نجتمع على الخير وأن نعتصم بكتاب الله وألا نترك للأعداء فرصة النيل والدخول بيننا وينبغي أن يتلاحم الشعب عامة بجميع طبقاته وشرائحه مع ولاة أمرهم وعلمائهم وأن يسمعوا ويطيعوا لهم في غير معصية الله.. فالله سبحانه يقول (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ...) ومعنى الاعتصام هو التمسك بشرع الله . وحبل الله هو القرآن والإسلام واتباع حبيبنا ورسولنا عليه الصلاة والسلام فممن تمسك بذلك نجا . وعزا الشيخ العنزي أسباب التسرع في مثل هذه الأمور الى انها من أسباب التفرق ومخالفة منهج السلف من الصحابة رضي الله عنهم والتابعين وأتباعهم . فالسلف لهم منهج يسيرون عليه.. منهج في الاعتقاد ومنهج في الدعوة ومنهج في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومنهج في الحكم بين الناس وهذا المنهج كله متوحد في كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام وهذا هو منهجنا في هذه البلاد المباركة يعرف ذلك القاصي والداني فهذه البلاد كانت وما زالت تسير على منهج السلف الصالح في العقيدة وفي الدعوة وفي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفي الحكم بين الناس بما أنزل الله كل هذا موجود في هذه البلاد لا ينكر ذلك إلا مكابر أو جاهل. ولكن هناك مع الأسف من يريد أن نتنكر لهذا المنهج ويريدنا أن نستورد مناهج من هنا وهناك وبالتالي نفترق ونصبح جماعات كل جماعة لها منهج وكل جماعة تخالف الأخرى وتكفرها !! والسؤال هو: لماذا نستورد مبادئ ومناهج من هنا وهناك ونحن أمة واحدة وديننا واحد هو الإسلام ومنهجنا هو منهج محمد صلى الله عليه وسلم ومنهج صحابته رضي الله عنهم!
ونحن دليلنا ومصدرنا ومرجعنا هو كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام . وهو المنهج السليم فالواجب علينا ألا نخضع لأي أفكار أو مناهج أو مبادئ دخيلة علينا وأن نصدر منهجنا السلفي الصحيح للعالم قاطبة كما قال تعالى (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ..) ومن أسباب التسرع والتفرق والاختلاف الاستماع إلى الأكاذيب والوشايات والإرجافات التي يروجها بيننا ضعاف الإيمان أو المنافقون أو المغرضون من الداخل والخارج وهم قلة ولله الحمد هؤلاء الذين لا يريدون أن نجتمع على دين واحد ولا منهج واحد ولا عقيدة واحدة .
فالواجب علينا التثبت وعدم التسرع والله سبحانه أمرنا بالتثبت فيما يختص بالعامة من الأمة وجعل أمور السلم والحرب والأمور العامة جعل المرجع فيها إلى ولاة الأمور وإلى العلماء خاصة ولا يجوز لأفراد الناس أن يتدخلوا فيها لأن هذا يشتت الأمر ويفرق الوحدة ويتيح الفرصة لأصحاب الأغراض السيئة الذين يتربصون بالمسلمين الدوائر.
فهناك أمور هي من اختصاص ولاة الأمور ومن اختصاص علماء الأمة أما أفرادنا فإنه لا ينبغي لهم أن يتدخلوا فيها لأنها ليست من شئونهم وإذا تدخل فيها كل واحد فسدت .
يقول الله سبحانه وتعالى (وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا) فأمور الأمن والخوف وأمور الحرب والسلم والمعاهدات هذه من شئون ولاة أمور المسلمين ومن شئون أهل الحل والعقد وهم الذين يدرسونها وهم الذين يتولونها وفيهم ولله الحمد الثقة والأمانة والكفاية . أما إذا صارت مباحة لكل واحد وتدخل فيها فإن هذا مما يفسد الأمر ومما يبلبل الأفكار ويشغل الناس بعضهم ببعض ومما يفقد الثقة بين المسلمين وبين الراعي والرعية وبين الأفراد والجماعات وتصبح شغل الناس الشاغل وفي النهاية لا يتوصلون إلى شيء وهذا ما يريده الأعداء. فنصيحتي التثبت ثم التثبت والتحري وعدم التسرع قال الله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين) والفاسق هو الخارج عن طاعة الله والفاسق عند أهل السنة والجماعة هو من ارتكب كبيرة من كبائر الذنوب دون الشرك فهذا فاسق ساقط العدالة لا تقبل شهادته ولا يقبل خبره وهو ليس بكافر بل هو مؤمن ولكنه ناقص الإيمان لا تقبل شهادته ولا يعتبر عدلا حتى يتوب إلى الله مما ارتكب ثم تعود إليه العدالة قال تعالى ( والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون . إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم) ولهذا كان علماء المسلمين وعلماء الرواية والحديث لا يقبلون الرواية إلا ممن توافرت فيه شروط العدالة والضبط والإتقان هذا في باب التثبت في أخبار النبي - صلى الله عليه وسلم - هذا شأن الأمة التثبت في الرواة فالواجب أن نتثبت من أخبار الرواة ومن الرواة أنفسهم حتى ولو كانوا صالحين .
هذا في حق الجماعات وكذلك في حق الأفراد أيضا ينبغي التثبت والتحري قال تعالى ( ... ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا ..) هذه الآية نزلت بسبب أن جماعة من الصحابة خرجوا للجهاد فالتقوا براع يرعى غنمه فلما رآهم قال السلام عليكم ولكنهم لم يقبلوا منه السلام وقتلوه وأخذوا غنيمته وظنوا أنه إنما ألقى إليهم السلام من أجل أن يتستر على نفسه وأن يسلم على دمه وغنمه وأنه ما ألقى عليهم السلام لأنه مسلم وإنما قال هذا من باب التستر فالله جل وعلا عاتبهم على ذلك وقال ( يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله ) يعني سافرتم للجهاد (فتبينوا) يعني تثبتوا ( ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا) وما الذي يدريكم أنه ليس مؤمنا مادام أنه أظهر الإيمان واظهر الإسلام وسلم بتحية الإسلام فالواجب أن تتثبتوا ولا تتعجلوا عليه بالحكم وتقولوا (لست مؤمنا) فما الذي أدراكم انه ليس بمؤمن ! هل شققتم عن قلبه ! أما هذا التسرع والاستعجال في الأحكام فهذا لا يقره الله سبحانه حتى من أفضل خلقه بعد الأنبياء وهم الصحابة - رضي الله عنهم - فلما تسرعوا عاتبهم الله . وهذه قاعدة لهذه الأمة إلى أن تقوم الساعة ألا يتسرعوا في الأمور والأحكام على الناس فلا يحكموا على إنسان أنه ليس بمسلم إذا أظهر الإسلام .
من الذي يدري ؟! الله هو الذي يعلم أما نحن فليس لنا إلا الظاهر فمن أظهر الخير تقبلناه منه ونكل باطن أمره إلى الله يقول عليه الصلاة والسلام ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله ) فلا يحكم على من أظهر الإسلام أنه ليس مسلما إلا إذا تبين منه ما يدل على عدم صحة إسلامه من قول أو فعل يقتضي الردة عن الإسلام . وقيل إن هذه الآية نزلت في شأن أسامة بن زيد - رضي الله عنهما - وذلك أن أسامة طلب رجلا من الكفار ليقتله فلما أدركه قال الكافر أشهد أن لا إله إلا الله ولكن أسامة تسرع فقتله بعد ما قال لا إله إلا الله .
فلما علم النبي - صلى الله عليه وسلم - بذلك أنكر عليه وشدد الإنكار وقال له ( أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله) وما زال يكررها فقال يا رسول الله إنما قالها يتستر بها أو يتقي بها السيف فقال له رسول الله عليه الصلاة والسلام هل شققت عن قلبه ؟ فما زال يكررها ويقول أقتلته بعدما قال لا إله إلا الله ؟ وماذا تفعل بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة فعند ذلك ندم أسامة ندما شديداً وقال تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم ! وهذا درس عظيم للأمة بأسرها بأنهم لا يتسرعون في الأمور حتى يتثبتوا وحتى يتبين لهم الحق فالتثبت التثبت يا شباب الأمة ويا دعاة الأمة !! أوصيكم بالتثبت وعدم التسرع لكي لا نقع في الخطأ ونحن نريد الصواب ! فالتسرع دائما يؤدي إلى الندم وإلى مالا تحمد عقباه . فأعراض المسلمين يجب أن تصان وأن تحفظ وألا تلطخ بالشائعات والأخبار الكاذبة بل حتى لو ثبت أن مسلما صدرت منه جريمة أو وقع في جريمة فعلا فإنه يجب التستر عليه وعدم إشاعة ذلك بين الناس لأن المسلمين كالجسد الواحد والستر مطلوب . ولا يجوز تنقص المسلمين ولا إزدراؤهم ولا السخرية وسوء الظن بهم ولا غيبتهم حتى لو حصل منهم بعض المنكرات فالله سبحانه يقول ( يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ...) ويقول: ( يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا .. ) ونصيحتي لنفسي ولجميع المسلمين بالتثبت دائما وعدم التسرع في الأحكام على الناس وعدم العجلة في إطلاق الكلمات والألفاظ وعدم سوء الظن بالناس والتروي والاجتماع وعدم الفرقة وتصفية النفوس وإخلاص القول والعمل لله وحده والتجرد مما سوى ذلك .
وشهر رمضان فرصة للرجوع إلى الحق وإلى التوبة والاستغفار والإنابة فهو شهر المغفرة والرحمة والعتق من النار وشهر مضاعفة الحسنات أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجمع شمل المسلمين وأن يوحد صفهم ويقوي كلمتهم وأن يرد ضالهم إلى الحق وأن يتقبل من الجميع الصيام والقيام وسائر الأعمال وأن يحمينا وبلادنا ومجتمعنا من كل مكروه . والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته .
التراجع إلى الحق فضيلة
ويوضح الشيخ فهد محمد الغفيلي امام وخطيب جامع أنس بن مالك بالدمام أن ما ذكره الشيخ ناصر حمد الفهد من أن الرجوع إلى الحق خير من التمادي والاستمرار فيه يؤكد شجاعته في الاعتراف بما كان يقوم به من إصدار فتاوى مسبقة لا سيما أننا في هذا العصر جميعاً بحاجة إلى الالتفاف والتكاتف سوياً ضد ما يسمى بالإرهاب الذي أصبح يشكل بالنسبة لنا أمراً مفزعاً عندما يستباح فيه دماء المسلمين وغير المسلمين ، مما يظهر بصورة مشوهة للإسلام وأهله .
وأضاف انه يتطلب الرجوع في مسائل الفتوى التي تخص جانب الجهاد إلى العلماء والراسخين في العلم ممثلين في هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للإفتاء لمعرفة متى يكون الجهاد فرضاً على الجميع أم غيره ؟ حتى لا ينجرف الشباب المغرر بهم نحو ذلك دون الرجوع إلى المرجعية الأساسية في لجنة الإفتاء ودعا الجميع إلى الالتفاف حول ولاة الأمر والعلماء خاصة أن بلادنا وبفضل من الله تقوم على تطبيق تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف القويم في جميع الأمور .
الحق هو الذي يبقى
ويبين الشيخ عادل بن عبد الله الشنيبر إمام وخطيب جامع والدة الأمير محمد بن فهد بالخبر أن عودة الشيخ ناصر الفهد إلى جادة الصواب أكبر دليل على أن الحق هو الذي يبقى مهما بزغت على هذه الأرض الفتن، وظهر فيها أناس يجهلون الحقيقة، ولكن يجب على الجميع من طلبة العلم أو من غيرهم البحث عما ينفع دينهم بكل ما جاء بالكتاب والسنة، دون الخضوع إلى ما يشاع من فتاوى لا تسند إلى كبار هيئة العلماء بالمملكة .
وأضاف الشيخ الشنيبر ان العودة إلى الحق من الشيخ ناصر الفهد فيها مسألتان الأولى أنه يجب علينا أن نبارك للشيخ ونحمد الله على شجاعته بالاعتراف بما أوضح من فتاوى والتي اعتبرها تجربة مفيدة بالنسبة له لأنها من أصعب ما واجهه.
والمسألة الثانية أنه يجب علينا كطلبة علم ألا نبحث عن الفتوى إلا من هيئة كبار العلماء والمنبع الأساسي للعمل من كتاب الله وسنه نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم .
نحتاج إلى التكاتف والتمسك
ويقول الشيخ ذيب حمود المهاشير امام وخطيب جامع الثواب بعنك ان رجوع الشيخ الفهد لصوابه أمر موجود من عهد الصحابة رضوان الله عليهم، حيث يعتبر عنصراً من عناصر الشجاعة والجرأة لأن هذا الأمر يتطلب أن تؤخذ منه الفائدة لطالب العلم وللمعلم في مدرسته الا يأتي بأي أمر إلا بالرجوع إلى ما استند الى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وجاء بالقياس والإجماع من العلماء، وليس بما تهوى الأنفس أو الرغبات أو متابعة الغير فيما قالوا أو ما هم عليه، فإن ذلك لا ينفع لهذه الأمة مجدها وعزتها , خاصة ونحن في هذا العصر ما أحوجنا إلى التماسك والتكاتف مع بعضنا لرفع شأن ديننا الذي فيه صلاح أمرنا , لأن ما حدث من تفجيرات بالرياض مؤخرا يؤكد أن هناك أفكارا خاطئة يفسرها البعض بأنها صواب وإنما هي ضرر على هذا الدين كما فسرها الشيخ ناصر في حديثه ونسأل الله أن يحفظ لهذه البلاد أمنها وولاة أمرها.
شماتة الأعداء
ويعتبر الشيخ صالح بن محمد الخميس إمام مسجد القادسية بالدمام ان التضارب بالفتوى امر غير مفيد لنا كمسلمين لأنه يشمت فينا الأعداء , حيث يرون ان هذا الدين أهله يختلفون فيما بينهم , وبالتالي يتطلب منا ان نأخذ من عودة الشيخين الخضير والفهد الفائدة من ذلك بحيث لا نركن للفتوى من أي شخص بما دعاه أو نبهه عنه لأن الإنسان دائما يتطلب أن يتحكم بعقله وينظر إلى ما ينفعه ويبتعد عما يضره ويضر أمته ودينه خاصة أن الفتن لا تزيد الا الضرر بالإسلام قبل كل شيء وبلادنا ولله الحمد تنعم بالامان نسأل الله أن يديم عليها الأمن والامان ويبعدها عن كل مكروه وشر.
الاعتراف بالخطأ ليس عيبا
ويؤكد الشيخ عبد الله فهد الجناع إمام مسجد البابطين بالدمام ان رجوع الشيخ الفهد الى جادة صوابه إشارة الى أهمية الا يظل الإنسان بفكره ومعتقده , بل يجب أن يتنبه الى ما يضره ويسلك الطريق المتبع والاعتراف بالخطأ ليس هو الجريمة بحد ذاتها ولكن الخطأ هو الاستمرار والتمادي في الطريق الذي يتجه اليه الإنسان , فهذا يدعونا الى دعوة من كان يسير بهذا الفكر ان يأخذ المسار الصحيح من الاستقاء من من الفتوى من أصحاب الفضيلة العلماء الذين ينتهجون منهج ديننا القويم , فهم بعلمهم يدركون الجهاد متى سيكون فرض عين أو كفاية. اما ان تأتي الفتاوى جزافا فهذا لا ينبغي فعله , لا سيما أن الضرر لا يتبع شخصا واحدا فحسب , بل طلبة علم وعامة الناس مما يوقع بصاحب هذه الفتوى آثام من تبعوه وساروا على فكره وما عودة الشيخين الخضير والفهد الا دليل واضح على أنه يجب علينا الرجوع الى المسائل التي نحتاجها من كتاب الله وسنة نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم فهما اللذان لم يتركا لنا شاردة ولا واردة الا أرشدانا اليها ففيهما الصلاح للأمة الإسلامية.
واضاف الشيخ الجناع أن ما ذكره الشيخ الفهد بأن صورة الإسلام تغيرت عند الغرب فيما نعيشه وحتى بيننا كمسلمين عندما رأى رجل الأعمال ان هناك صورة مختلفة فيما توزع به الصدقات والزكوات الى الفقراء ورأى البعض ان كل ملتزم إرهابي , فإن هذه الأحداث كما ذكرها الشيخ الفهد قد تكون في صورة البعض وانما يتطلب ان يصحح هذا المفهوم بتبيان الحقيقة المثلى لما يتعرض إليه الإسلام من محاربة ونسأل الله ان ينصر الإسلام ويعز به المسلمين.
دلالة وحجة
وقال الشيخ/ محمد السليمان لا شك في ان اللقاء الذي بث مع الشيخ ناصر الفهد هو من الادلة والحجة الواضحة على عدم سلامة من ابتغى طريقا غير طريق أهل السنة والجماعة. وقال ان لقاء الشيخ حمل العديد من المضامين من أهمها ان طالب العالم لا بد أن يكون صادقا شجاعا امينا على دينه وعلمه مبتغيا الصلاح في سبيل الله وحريصا على مصلحة المسلمين.
لعل ذلك ما ذكره الشيخ في اكثر من مرة خلال لقائه وهو أن من مراجعاته وتدارسه تبين له خطأه وهو حريص بكل شجاعة على أن يبين ذلك وان يستفيد من تجربته الآخرون ممن لم يتبين واستمر في خطئه.
نصيحة للشباب
ويقول محيي الدين نعمان احد الناشرين ان من نعم الله أن يسر وسهل طرق نشر العلم في هذا الزمان وفي مقدمتها كتب العلم الشرعي الا ان لكل علم شيوخه فمن الواجب أن يكون لكل طالب علم عالما يتلقى منه , ولا شك في ان الاجتهاد والاستنباط لا يكونان الا للراسخين في العلم من العلماء , قال تعالى: ( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون).
واضاف ان ذلك مما أوقع الكثير للأسف في باب الجدل والخطأ وهو ما بينه الشيخ ناصر الفهد في لقائه الذي تم معه وبثه التلفاز وهو من باب النصيحة للشباب وقدوة في التراجع عن خطئهم باعتناق الأفكار الخاطئة.
نشر الخبر اثلج صدورنا
اما عبد الرحمن القايدي معلم فيقول: لقد فرحت كما فرح غيري من ابناء هذا الوطن بلقاء الشيخ ناصر الفهد وعودته عن اجتهاداته ومواقفه السابقة التي لم تكن تليق بمكانته ودرجته العلمية , الا ان الشيخ في لقائه بين أن هذه التجربة استفاد منها وتأكد من خلالها مدى الضرر الذي نتج عنها من تضييق على أبواب الخير الذي ينشده دين الإسلام ويسعى لنشره.
وكما فرحنا بتراجع الشيخ فإننا نرجو الله أن نفرح في هذه الأيام المباركة بعودة جميع من تبنوا نهجا وطريقا غير طريق أهل السنة والجماعة.
توضيح للأمور
وتحدث لنا الدكتور غازي عباس طبيب أسنان قائلا: لقد كان اللقاء الذي كان قد بث عقب الإفطار مع الشيخ / ناصر الفهد وهو يستعرض تراجعه عن مواقفه السابقة فرحة لنا جميعا وأفراد أسرتي , فرحة بالحق الذي يدمغ كل باطل , وفرحة بعودة الشيخ بمكانته وعلمه الى الطريق الصحيح والنهج الصادق , وفرحة بثباته على الحق واظهاره بإخلاص النصيحة لغيره ممن ما زالوا يسلكون الطريق الخطأ , وهو نهج نسأل الله ان يجزيه خير الجزاء , ويجزي القائمين ممن كانوا من المسؤولين والعلماء وراء توضيح مثل هذه الأمور وتصحيحها.
سلامة الطوية
ويعبر حماد مسلم الصفيان قائلا: ان عودة بعض الاخوة الى طريق الحق والتماسه , ومنهم الشيخ علي الخضير والشيخ ناصر الفهد تمثل حقيقة وهي سلامة نهج الدولة أيدها الله وصدق أقوالها وافعالها في اتباع الكتاب والسنة وهذا يدل أيضا على حرصها أن يكونوا في طريق أهل الحق.
ولا شك في أن بذل النصيحة دليل سلامة طوية وحرص على الحق واتباعه وسط هذه الفرحة فرحة بعودتهم الى طريق الحق وبذل النصيحة في بيان خطأ ما كانوا عليه من طريقة لا تمت لكتاب الله ولا لسنة نبيه باتباعهم نهجا مخالفا.
موقف محمود:
اما معلم الدراسات القرآنية/ عبد الحفيظ يوسف فيقول ان تراجع الشيخ / ناصر الفهد عما سبق له من آراء ومواقف فهو محمود له وهو مذهب قديم ومعروف عند أهل العلم الصادق والراسخ فكثير من الأئمة رحمهم الله لهم في المسألة الواحدة اكثر من قول في كثير من المسائل الشرعية وقد اوصى عمر بن الخطاب رضي الله عنه ابا موسى الاشعري رضي الله عنه (يمنعه قضاء قضاه ان يعود فيه اذا رأى فيه الصواب).
وقال ان الحق ضالة المسلم وهو احق أن يتبع وان التراجع عن الخطأ واتباع الحق يزيد الايمان , ويبعث الاطمئنان, فقد قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح (ان النصيحة لله ورسوله ولائمة المسلمين وعامتهم).
اللقاء بيان ونصيحة
وحول اللقاء تحدث أيضا خالد هياف المقاطي فقال: ان من الواجب أن يسهم كل من الشيخ / علي الخضير والشيخ / ناصر الفهد في إزالة ما علق في اذهان الكثير من الشباب من أفكار خاطئة نتج عنها تبنيهم العنف والتشدد وكل ما ينافي الدين من سماحة ولين ورفق , مما عاد على الوطن والمواطنين وعليهم وعلى أسرهم بزعزعة الأمن والخوف ونشر العنف والمواجهة.
ولا شك في ان الحوار الذي تم مع كل من الشيخ / علي الخضير والشيخ ناصر الفهد هو بيان ونصيحة تضمنت الاعتراف بالخطأ والندم على ما فات , وبذل النصيحة للمسلمين وشباب الأمة من خطر الوقوع في براثن هذا الفكر المنحرف.
مجتمع مسلم
وقال أحمد بدر الدين ان المتابع للقاء الذي تم مع الشيخ علي الخضير والشيخ ناصر الفهد استوقفته تلك السمة المميزة لأبناء هذا الوطن والتي ظهرت في شخصية كل واحد منهما , وهي الطيبة والعفوية وحب الخير وانها أصل مغروس وطبع مجبول عليه.
في كلا اللقاءين برزت تلك السمات بشكل واضح في حب الخير في ثنايا اللقاء والحرص على نشره, كيف لا وهو اصل الدين , وحتى في مراجعاتهم كانوا يتأسفون على ما فات واستندوا الى ان المفاسد والأثر السلبي الذي تركه منهجهم السابق في نفوس الكثير هم براء منه.
كما قال ان هذا اللقاء يسهم في دحض كل مرجف في إسلامية وسلامة نهج حكومتنا الرشيدة أيدها الله بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الامين وسمو النائب الثاني - حفظهم الله - والتزامها لأبنائها بالعودة والفرصة ما زالت متاحة لمن يريدون العودة عن أفعالهم.
الخوف على محيا طفل
ما ذنب هذا؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.