حمار هارب يشغل التواصل    الشباب يهزم الرائد بثنائية في "روشن"    سلطان الحربي حكماً لمباراة النصر والوحدة    غداً.. إقامة المؤتمر الدوري للقطاع الرياضي في الرياض    «مكافحة المخدرات» بحائل تقبض على شخص لترويجه «الأمفيتامين»    تعيين 261 مُلازم تحقيق بالنيابة العامة    حصر المباني الآيلة للسقوط بالدمام    تحذيرات من 5 أيام ممطرة    انطلاق شهر التصلب المتعدد    منصور بن متعب ينقل تعازي القيادة لرئيس دولة الإمارات في وفاة الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان    أمير الجوف يعزي معرّف جماعة الشلهوب بوفاة شقيقه    "فلكية جدة": شمس منتصف الليل ظاهرة صيفية    الديوان الملكي ينعى الأمير بدر بن عبدالمحسن    إعصار يضرب كينيا وتنزانيا وسط فيضانات مدمرة    رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمراً دوليّاً للقادة الدينيين.. الثلاثاء    الرياض تستضيف أكبر معرض دولي في صناعة الدواجن    «يويفا» يوافق على زيادة عدد اللاعبين في قوائم المنتخبات المشاركة بيورو 2024    نيابةً عن الملك.. وزير الخارجية يرأس وفد المملكة في الدورة ال 15 لمؤتمر القمة الإسلامي المنعقد في جامبيا    السعودية تؤكد ضرورة إعادة هيكلة منظمة التعاون الإسلامي وتطويرها    الديوان الملكي: الصلاة على البدر عصر غد    وزير الخارجية: السعودية تؤكد ضرورة إعادة هيكلة «التعاون الإسلامي» وتطويرها    160 ألف سيارة واردات المملكة خلال عامين    لن يغيب "البدر" لأن صفاءه في القلوب علامة    ضبط أكثر من 19600 مخالف لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود خلال أسبوع    بدر بن عبدالمحسن.. غاب البدر وانطفى ضيّ الحروف    ملتقى الصقارين ينطلق في الرياض بهدف استدامة هواية الصقارة    ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين في غزة إلى 34654    اللجنة الثلاثية «السعودية - التركية - الباكستانية» تناقش التعاون الدفاعي وتوطين التقنية    ضغوط على بايدن لوقف مبيعات السلاح لإسرائيل    "تسلا" تقاضي شركة هندية لانتهاك علامتها التجارية    مصر: الفنانة السورية نسرين طافش تستأنف على الحكم بحبسها 3 سنوات.. الأربعاء    "زرقاء اليمامة" تفسر أقدم الأساطير    رحل البدر..وفاة الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن عن عمر ناهز ال75 عاما    توافق سعودي – أذربيجاني على دعم استقرار "النفط"    الذكاء الاصطناعي يبتكر قهوة بنكهة مميزة    3 مخاطر لحقن "الفيلر" حول العينين    بدء إجراءات نقل السيامي "عائشة وأكيزا" للمملكة    إغلاق مؤشرات أسواق الأسهم الأمريكية مرتفعة    الجنيه الإسترليني يرتفع مقابل الدولار الأمريكي وينخفض مقابل اليورو الأوروبي    انخفاض أسعار النفط في أكبر خسارة أسبوعية في ثلاثة أشهر    بيان «الصحة» عكس الشفافية الكبيرة التي تتمتع بها الأجهزة الحكومية في المملكة    "الترفيه" تنظم عروض "سماكداون" و "ملك وملكة الحلبة" في جدة الشهر الجاري    بأمر الملك.. إلغاء لقب «معالي» عن «الخونة» و«الفاسدين»    محمية عروق بني معارض.. لوحات طبيعية بألوان الحياة الفطرية    «النصر والهلال» النهائي الفاخر..    أمانة الطائف تنفذ 136 مبادرة اجتماعية بمشاركة 4951 متطوعًا ومتطوعة    جريمة مروّعة بصعيد مصر.. والسبب «الشبو»    موعد مباراة الاتحاد القادمة بعد الخسارة أمام أبها    تركي الفيصل يرعى حفل جائزة عبد الله بن إدريس الثقافية    سحب لقب "معالي" من "الخونة" و"الفاسدين"    "الفقه الإسلامي" يُثمّن بيان كبار العلماء بشأن "الحج"    وزير الدفاع يفتتح مرافق كلية الملك فيصل الجوية    الخريجي يشارك في الاجتماع التحضيري لوزراء الخارجية للدورة 15 لمؤتمر القمة الإسلامي    انطلاق ميدياثون الحج والعمرة بمكتبة الملك فهد الوطنية    كيفية «حلب» الحبيب !    بيان صادر عن هيئة كبار العلماء بشأن عدم جواز الذهاب للحج دون تصريح    ما أصبر هؤلاء    هكذا تكون التربية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المنشآت الصغيرة والمتوسطة تعاني من الجهات الحكومية وتفتقد القرار والتمويل
دور الحاضنات الصناعية في تطوير الصناعة بدول التعاون الخليجي
نشر في اليوم يوم 12 - 10 - 2003


طابور الخريجين
ماذا نفعل لطابور الخريجين .. تلك الطاقة البشرية الهائلة التي إن وجدت الرعاية المناسبة فسوف تصعد بالوطن العربي إلى مصاف الدول المتقدمة وبالمقابل إن لم يجدوا هذه الرعاية فسوف يتحولون إلى مشكلة اجتماعية خطيرة ؟!.. أسأل نفسي هذا السؤال دوما وبخاصة عندما ألتقي يوميا - بطبيعة عملي- بشباب واعد لا ينقصه حس العمل الحر والطموح ولكنهم يصطدمون بأسعار العقارات المرتفعة اللازمة لبدء مشاريعهم الخاصة بالإضافة إلى صعوبة التمويل في ظل شروط تعجيزية مع نقص المعرفة والدراية بالشئون الفنية أو الإدارية.
ويمكن للحاضنات التكنولوجية أن تحتضن مشروع المستثمر وكأنه وليد يحتاج إلى الرعاية الفائقة والاهتمام الشامل، ثم تدفع به تدريجيا بعد ذلك لأسواق العمل الخارجية قويا قادرا على النماء ومؤهلا للمستقبل ومزودا بآليات النجاح.
أهمية الصناعات الصغيرة والمتوسطة
يعد موضوع تنمية الصناعات الصغيرة والمتوسطة من أهم الموضوعات التي تشغل حيزاً كبيراً من قضية التنمية الاجتماعية والاقتصادية في دول مجلس التعاون ، حيث تمثل المنشآت الصغيرة والمتوسطة أهمية بالغة في تنمية اقتصاديات هذه الدول و تؤدى عملها جنبا إلى جنب مع المنشآت الكبيرة إلى تكامل وتجانس الهياكل الاقتصادية ، مما يساعد على تحقيق التنمية الاجتماعية و الاقتصادية الشاملة. ونظراً للحاجة المتزايدة إلى إيجاد فرص عمل وتقليل حجم البطالة في دول مجلس التعاون ، إلى جانب وجود تحديات عالمية فرضتها التغيرات الاقتصادية العالمية ، فقد تولدت الحاجة إلى إيجاد قطاع قوى وقادر على المنافسة من الصناعات الصغيرة والمتوسطة ، لكي يتسنى له أن يلعب دوراً ريادياً في عملية التنمية . وتتجسد أهمية الصناعات الصغيرة والمتوسطة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية وذلك لقدرتها على توليد وتوطين وظائف بمعدلات أكبر وتكلفة أقل من مثيلاتها بالصناعات الكبيرة. وإمكانية اعتبارها كحاضنة لإعداد جيل من رجال الأعمال ومختبر لصناعات جديدة. وقيامها بدور الصناعات المغذية للمشروعات الكبيرة مما يؤدى لتخفيف العبء عن المشروعات الكبيرة وتتيح في نفس الوقت فرصا جديدة للعمل والإنتاج والتوظف. وتنويع مصادر الدخل والتخفيف من أخطار التقلبات الاقتصادية والمساهمة في زيادة معدلات النمو والتنمية وتوسيع القاعدة الإنتاجية واستخدام الموارد المحلية المتوافرة بصورة مثلى وتخفيض نسبة الفاقد والهدر والضياع في هذه الموارد. والمساهمة في توليد الدخل وزيادة القيمة المضافة خاصة في فترات إعادة الهيكلة وسياسات الإصلاح الاقتصادي وما ينجم عنه من فائض في قوة العمل (برامج الخصخصة) مثلا.
المعوقات بدول التعاون
يمكن تصنيف المشاكل التي تجابهها المنشأة إلى نوعين مشاكل خارجية وأخرى داخلية ، فالمشاكل المرتبطة بالبيئة الخارجية هي المشاكل التي تحيط بالمنشأة والتي تكون خارجة عن إرادة المنشأة مثل: عدم وجود سياسة موحدة لدعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة.
فالمنشآت الصغيرة والمتوسطة بدول مجلس التعاون تحتاج إلى وضع استراتيجية واضحة وسياسة موحدة لأسباب عديدة منها.
تنظيم الجهود والخبرات المتنوعة والفرص الاستثمارية لتشجيع المنشآت الصغيرة والمتوسطة. وبناء مناخ صحي ومشجع للمنشآت الصغيرة و المتوسطة لضمان استمرارها ودعمها للتغلب على المنافسة المحمومة فيما بينها. والتغلب على المشاكل التي تواجه المنشآت الصغيرة والمتوسطة القائمة والبادئة بحيث تضمن تنمية المنشآت القائمة وتوجيه أصحاب المشروعات الجديدة باختيار نوعيات وأنشطة يحتاجها السوق بالفعل.
وتفادي تضارب القوانين وعدم استقرارها الذي يؤدي إلى فقدان الثقة بين أصحاب المنشآت الصغيرة والمتوسطة من جهة والجهات الحكومية والرقابية من جهة أخرى وينجم عنه أيضا صعوبة التنبؤ بأي سياسات مستقبلية والتخطيط السليم للتوسع في حجم أعمال المنشآت الصغيرة والمتوسطة.
1- القرار
نرى أن الجمع بين متخذي القرارات الحكومية وعينة ممثلة للمنشآت الصغيرة و المتوسطة بكل دولة من دول مجلس التعاون تمثيلا فعليا والجهات المساندة للمنشآت الصغيرة و المتوسطة مثل الغرف التجارية والهيئات غير الحكومية المهتمة بهذا القطاع والهيئات البحثية والتعليمية والتكنولوجية المرتبطة بالمنشآت الصغيرة والمتوسطة يمكن أن يسهم في وضع هذه الاستراتيجية.
2- التمويل
تأتي مشكلة التمويل على رأس المشاكل التي تعترض المنشآت الصغيرة والمتوسطة ، وتتجلى بعض الظواهر المتعلقة بهذه المشكلة على النحو التالي:عدم وجود مرونة لمنح القروض للمنشآت الصغيرة و المتوسطة من جانب القطاع المصرفي. وعدم مراعاة نوع وطبيعة وحجم النشاط ، ظروف السوق المتقلبة، موسمية النشاط، تغير أسعار الفائدة في السوق المصرفية. و قصور إلمام القائمين على إعطاء القروض بمعرفة طبيعة المنشآت الصغيرة والمتوسطة والمتابعة الجيدة للعميل وإرشاده. وعدم
وجود تنوع في قنوات الائتمان حسب نوع واستخدام القرض ودرجة أهمية الصناعة.
3- العلاقة مع الجهات الحكومية
تشكو أغلب المنشآت الصغيرة والمتوسطة من العلاقة مع بعض الجهات الحكومية مثل الجمارك ومكتب العمل ومكتب الاستقدام والدفاع المدني والجهات المشرفة على منح التراخيص، و ارتفاع تكلفة الحصول على أرض المشروع وذلك في حالة توافرها أصلا للمستثمر الصغير.
4- التسويق
نشأت مشكلة التسويق من عدة أسباب بعضها خارج بيئة المنشأة والأخرى داخل بيئة المنشأة ، تشتمل بعض الأسباب الخارجية المؤدية إلى ظهور هذه المشكلة على ما يلي: تقليص حجم الأعمال نتيجة ضغط الإنفاق الحكومي.
واصدارالتراخيص لمنشآت متكررة بنفس المنطقة الجغرافية أدى إلى خفض الأسعار وخروج العديد من المنشآت الصغيرة من السوق.
5- المعلومات
لا تستفيد معظم المنشآت الصغيرة والمتوسطة بإمكانيات مراكز المعلومات بالغرف ، أو من مصادر معلوماتية أخرى كالإنترنت وغيرها وذلك نظرا لجهل البعض جدوى هذه المعلومات أو عدم الحماس بصفة عامة للمشاركة بأنشطة الغرف المختلفة.
مشاكل بيئة المؤسسة
ومن المشاكل المرتبطة بالبيئة الداخلية للمنشأة ما يلي :
1-اللجوء إلى التقليد
من أهم أسباب فشل المنشآت الصغيرة بالمنطقة هي محاكاة المنشآت الأخرى الناجحة وتنفيذ مشروعات مماثلة بنفس المنطقة الجغرافية الذي يؤدي إلى المنافسة المدمرة فيما بينها بالإضافة لافتقارهم التجديد والابتكار.
2-ضعف المهارات الإدارية
لوحظ أن النمط الإداري السائد هو نمط المدير المالك غير المحترف والذي يتدخل في كافة الأعمال والتي تحتاج إلى خبرات خاصة بالإضافة إلى حداثة عهد المالك بمزاولة الإدارة.
3-سياسة التوسع غير المخطط
يقدم بعض مالكي المنشآت الصغيرة والمتوسطة على التوسع السريع وغير الرشيد في حجم النشاط وزيادة الأموال المستثمرة دون تخطيط مدروس وتقدير الظروف الاقتصادية المستقبلية مما يؤدي إلى أعباء اقتصادية جمة على المنشأة.
4-المشكلة التسويقية
نتجت هذه المشكلة داخل بيئة المنشأة بسبب نقص المعرفة والخبرة بالمزيج التسويقي الملائم للمنشأة .
ماذا تعني حاضنات المشروعات الصغيرة
إن حاضنات الأعمال هي منظومة متكاملة تعتبر كل مشروع صغير كأنه وليد يحتاج إلى الرعاية الفائقة والاهتمام الشامل، ولذلك يحتاج إلى حضانة تضمه منذ مولده لتحميه من المخاطر التي تحيط به وتمده بطاقة الاستمرارية، وتدفع به تدريجيا بعد ذلك قويا قادرا على النماء ومؤهلا للمستقبل ومزودا بفعاليات وآليات النجاح. ولعلنا لاحظنا أن فكرة الحاضنات مستوحاة من الحاضنة التي يتم وضع الأطفال بها ممن يحتاجون فور ولادتهم إلى دعم ومساندة أجهزة متخصصة تساعدهم على تخطى صعوبات الظروف المحيطة بهم والتي يحتاجون فيها إلى رعاية خاصة، ثم يغادر الوليد الحاضنة بعد أن يمنحه أخصائيو الرعاية الطبية شهادة تؤكد صلابته وقدرته على النمو والحياة الطبيعية وسط الآخرين. وهي نفس الفكرة التي أخذت بها الدول المختلفة حيث أكد خبراء الاقتصاد أهمية إقامة مثل هذه الحاضنات الخاصة بحماية المشروعات التي تكون في بدايتها في حاجة إلى دعم خاص ومساندة وحماية تمكنها فيما بعد من الانتقال إلى أسواق العمل الخارجية.
أهداف الحاضنة
1-تطوير أفكار جديدة لإيجاد مشروعات تكنولوجية جديدة أو المساعدة في توسعة مشروعات قائمة.
2-مساعدة أصحاب الابتكارات والاختراعات في تحويل أفكارهم إلى منتجات أو نماذج أو عمليات قابلة للتسويق.
3-توفير الدعم والتمويل والخدمات الإرشادية والتسهيلات المتاحة لمنتسبيها .
4-توفير خدمات للجهات التمويلية من حيث الأبحاث والمعرفة والتدريب والإشراف والمراقبة لزيادة وتعزيز النمو.
5- مراجعة عمليات التشغيل لمنتسبيها بصورة دورية لتحقيق الأهداف المرسومة.
انشطة الحاضنة
1-توفير الاحتياجات والمساندة اللازمة للتكنولوجيا.
2-إرشاد وتوجيه منتسبي الحاضنة.
3-تدريب موظفي المشروعات المنتسبة.
4-بناء هيكل نموذجي لإنشاء وتأسيس الأعمال والشركات الجديدة.
5-توفير مواقع كافية لاستقبال عملاء المنتسبين والمختبرات والورش المساعدة.
6-توفير المساندة والمساعدة الإدارية والتسويقية.
7-توفير المساعدة والاستشارة المالية.
8-التعرف على المستثمرين والشركاء الاستراتيجيين.
تجارب عربية ودولية
لقد أوضحت التجارب والخبرات الدولية أنه يلزم لتنفيذ استراتيجية طموحة لتنمية المشروعات الصغيرة مساهمة وتضافر جهود مختلف الجهات والأجهزة والهيئات العاملة في مجال الحاضنات التكنولوجية ، إلا أن الحاجة ضرورية لإيجاد هيئة مركزية لإدارة وتنفيذ ومتابعة هذه الاستراتيجية ، كما أثبتت خبرات الدول التي سبقتنا في هذا المجال أهمية رعاية الدولة للحاضنات التكنولوجية كما هو الحال في الولايات المتحدة الأمريكية Small Business Administration (SBA) التي تتبع إدارة الرئاسة الأمريكية ، وفي فرنسا وماليزيا من خلال وزارة خاصة بالمنشآت الصغيرة والمتوسطة ، وفي جمهورية مصر العربية ممثلة في الصندوق الاجتماعي للتنمية التابع لرئاسة مجلس الوزراء.
1- تجربة مصر
تواجه الصناعات الصغيرة والمتوسطة العاملة في قطاع برامج الكمبيوتر في مصر العديد من التحديات المتعلقة بتوسعة حجم مشروعاتها والحصول على الائتمان الضروري الذي يساعدها علي الاستقرار في السوق وتوسعة حجم أعمالها وفتح أسواق جديدة لمنتجاتها في الخارج ، حيث تعاني إحجام القطاع المصرفي عن التعامل معها بسبب عدم تقديمها ضمانات كافية سواء في شكل أصول عقارية أو معدات ضخمة ويرجع ذلك إلى طبيعة عمل شركات البرمجيات والذي يقوم أساسا علي الإبداع الفكري والعقلي وليس على الآلات والمصانع والأراضي بالرغم من أن حجم صادرات قطاع البرمجيات بلغ حوالي 150 مليون دولار في االعام 2002 . وقد اعتمد الصندوق الاجتماعي للتنمية حاضنات الأعمال والتكنولوجيا كآلية لدعم إقامة المشروعات الصغيرة وتنمية مهارات العمل الحر لدى المبادرين التكنولوجيين ، وعلى ذلك جاءت فكرة إنشاء الجمعية المصرية لحاضنات المشروعات الصغيرة وهي جمعية أهلية (غير حكومية) تم إشهارها في مارس 1995 بأعضاء جمعية عمومية ومجلس إدارة من رجال أعمال ووزراء سابقين ، لقد وضع الصندوق الاجتماعي خطة لإنشاء30 حاضنة في مصر، تم إنشاء 9حاضنات حتى الآن وجار توقيع عقود6حاضنات حتى يصبح العدد 15 حاضنة قبل نهاية هذا العام ثم يتم استكمال إنشاء 15حاضنة في الفترة القادمة. وهناك حاضنات تعتمد على تكنولوجيا مبسطة في تقديم الخدمات أو التصنيع الخفيف كما تعتمد علي المشروعات ذات المعرفة والمعلومات مثل حاضنة المنصورة وتلا وأسيوط ، أي أنها حاضنة للصناعة العادية والحرفية المميزة وذات الجودة العالية وهناك حاضنات التكنولوجيا وهي موجودة بالقرب أو داخل الجامعات والمراكز العلمية والتكنولوجية مثل حاضنة التبين وجامعة المنصورة وحاضنات متخصصة بالمعلوماتية والتكنولوجيا في المعهد العالي للإلكترونيات في مدينة بنها وفي مدينة مبارك العلمية بالإسكندرية .إن الحاضنة الواحدة تستوعب حوالي 40 مشروعا لتستمر داخل الحاضنة لمدة 3 سنوات ثم يتم التخرج مع وجود علاقة انتساب لمساعدة المشروعات بعد تخرجها من الحاضنة ، وتشير الإحصاءات إلى أن 520 منتسبا سوف يتمتعون بخدمات الحاضنات حتى عام 2006 ، وتبلغ تكلفة إنشاء الحاضنة الواحدة من 2 إلى 3 ملايين جنيه مصري ما بين تأهيل الموقع والتشغيل لمدة 3سنوات. وتحتاج الحاضنة لدعم مادي خلال أول ثلاث سنوات لتغطية الفارق بين المصروفات والإيرادات ، ثم بعد ذلك يتم الاعتماد ذاتيا على النفس من خلال زيادة مواردها.
2- تجربة حاضنة أوستن التكنولوجية بالولايات المتحدة الأمريكية
بدأت التجربة الأمريكية بسبب فشل ما يقارب من 50% من المشروعات الصغيرة عند بدء العمل بها وذلك لضعف الإدارة وأساليب اتخاذ القرار وقلة الخبرة بمتطلبات واحتياجات الأسواق. ويوجد حاليا ما يزيد على ستمائة حاضنة تكنولوجية بالولايات المتحدة وحدها. وقد تم إنشاء حاضنة أوستن التكنولوجية للحد من نسبة الفشل للمشروعات الجديدة. تم تخرج 50 مشروعا من الحاضنة. وجار انتساب 19 مشروعا داخل الحاضنة. قامت الحاضنة بتوليد 1.900 وظيفة جديدة وإجمالي عوائد فاقت مبلغ 720 مليون دولار في السنوات العشر الماضية. وكمثال فإن شركة PSW التي تعمل بمجال التجارة الالكترونية قد بدأت داخل الحاضنة بعدد من الموظفين لا يتجاوز عشرة ، يعمل بها الآن 400 موظف بأغلب الولايات وبلغت أرباحها للربع الأول بالعام 2001 إلى 10.4 مليون دولار والربع الثاني بنفس العام إلى 11 مليون دولار. أيضا شركة CEDRA التي تعمل بالعلوم والأبحاث الصيدلانية دخلت الحاضنة عام 1992 وتراوح معدل النمو السنوي من 30 إلى 40% ، ببداية عمل الشركة كان بها خمسة موظفين والآن يزيدون على 120 موظفا ، تختص الشركة بتقديم خدمات الدراسات والأبحاث بمجالات التكنولوجيات الحيوية والصناعات الصيدلانية .. وهناك العديد من الأمثلة المشابهة بمختلف الحاضنات التكنولوجية داخل وخارج الولايات المتحدة الأمريكية.
انواع الحضنات
هناك العديد من التصنيفات المختلفة لأنواع الحاضنات وذلك حسب الهدف الذي أنشئت من أجله الحاضنة. ومن وجهة نظرنا نرى أن أنواع الحاضنات يمكن أن تشتمل على الأنواع التالية:
الحاضنة الإقليمية
تخدم هذه الحاضنة منطقة جغرافية معينة بهدف تنميتها وتعمل على استخدام الموارد المحلية من الخامات والخدمات واستثمار الطاقات الشبابية العاطلة في هذه المنطقة أو خدمة أقليات معينة أو شريحة من المجتمع مثل المرأة.
الحاضنة الدولية
تروج الحاضنة لاستقطاب رأس المال الأجنبي مع عملية نقل التكنولوجيا مؤكدة على الجودة العالية والتصدير للخارج.
الحاضنة الصناعية
وهي التي تقام داخل منطقة صناعية بعد تحديد احتياجات هذه المنطقة من الصناعات المغذية والخدمات المساندة حيث يتم تبادل المنافع لكل من المصانع الكبيرة والمشروعات الصغيرة المنتسبة للحاضنة مع التركيز على المعرفة والدعم التكنولوجي من المصانع الكبيرة.
حاضنة القطاع المحدد
تهدف هذه الحاضنة إلى خدمة قطاع أو نشاط محدد مثل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أو الصناعات الهندسية على سبيل المثال ، وتدار بواسطة خبراء متخصصين بالنشاط المراد التركيز عليه.
الحاضنة التكنولوجية
تتميز المشروعات الصغيرة داخل الحاضنة بمستوى التكنولوجيا المتقدم مع استثمار تصميمات متقدمة لمنتجات جديدة غير تقليدية مع امتلاكها معدات وأجهزة متقدمة.
الحاضنة البحثية
عادة ما تكون هذه الحاضنة داخل حرم جامعي أو مركز أبحاث لتطوير أفكار وأبحاث وتصميمات أعضاء هيئة التدريس بالإضافة للاستفادة من الورش والمعامل المتوافرة بالجامعة.
الحاضنة الافتراضية
هي حاضنة بدون جدران ، حيث يتم تقديم خدمات الحاضنة المعتادة باستثناء احتضانها بالعقار الذي يتوافر بالأنواع السابقة ، وتعد مراكز تنمية المنشآت الصغيرة والمتوسطة بالغرف التجارية الصناعية مثالا جيدا للحاضنات الافتراضية.
حاضنة الإنترنت
ُتعرَّف من حيث المبدأ بأنها مؤسسة تساعد شركات الإنترنت والبرمجيات الناشئة على النمو حتى الوصول لمرحلة النضج . وقد أشار مركز أبحاث سوق التكنولوجيا ومقره بنجالور بالهند في فبراير 2003 أن عدد مستخدمي الانترنت في العالم سوف يصل إلى نحو 05ر1 مليار مستخدم بنهاية العام 2006، صعوداً من الرقم 570 مليون مستخدم. في حين أن عدد مستخدمي الإنترنت في الوطن العربي وصل بنهاية العام 2002م إلى 12 مليون مستخدم ، وتشير الإحصاءات أيضا إلى أن عدد المستخدمين من البلاد العربية سوف يتجاوز 40 مليون بحلول عام 2005م. ونتيجة هذا التزايد الملحوظ في عدد مستخدمي الإنترنت يتوقع أن يستمر ازدياد حجم التجارة التي تتم عبر الإنترنت وبالتالي سوف تزداد الحاجة إلى حاضنات أكثر تطورا لتلبية احتياجات الأعداد المتزايدة من المستخدمين.
( مزايا الانتساب للحاضنة)
إن المبتكر صاحب المشروع المنتسب للحاضنة يحصل على عدة فوائد منها:
1- مكان المشروع ينتج ويبدع ويسوق منه ويستقبل عملاءه فيه.
2- دعم مالي من خلال الاستفادة من قرض ميسر وتملك معدات المشروع.
3- الاستفادة من التسهيلات المتوافرة بالحاضنة مثل موظف لاستقبال عملائه، وهاتف خاص، وفاكس، وحاسب آلي متصل بالإنترنت، وطابعة مستندات.. وغيرها.
4- دعم فني من خلال المساعدة بعمل دراسات جدوى للمشروع وتلقي استشارات في مختلف المجالات مثل الإدارة والتسويق والتصميم والإنتاج والمحاسبة والأمور القانونية.
5-تنمية المهارات من خلال التدريب المستمر تبعا لاحتياجات المشروع مثل فنون البيع والتفاوض والمناقصات.. وغيرها.
6-اختصار الوقت المستهلك في التراخيص والسجل التجاري والأمور ذات العلاقة مع الجهات الحكومية.
7-الاستفادة من علاقات وتعاون الحاضنة مع مختلف الجهات ذات العلاقة مع المشروع المنتسب وذلك داخل وخارج الدولة.
8-دعم تسويقي من خلال معاونة صاحب المشروع المنتسب في الاشتراك بالمعارض المحلية والدولية ومساعدته بتسويق منتجاته من خلال شركة متعاونة مع الحاضنة.
وعلى ذلك فإننا من خلال هذه الورقة نتقدم بمقترح أولي لإنشاء حاضنة تعتمد على إبداعات شباب دول مجلس التعاون على النحو التالي:
نموذج الحاضنة المقترح
يمكن لجهات دعم إبداع الشباب العربي بالوطن العربي أن تبادر الى تأسيس وإنشاء هذه الحاضنات، وعلى سبيل المثال لا الحصر مؤسسة محمد بن راشد لدعم مشاريع الشباب في دبي و مؤسسة تشجيع الاستثمار في الأردن و المركز الفلسطيني لتطوير المشاريع الصغيرة في القدس و وزارة المؤسسات والصناعات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر و غرفة تجارة وصناعة البحرين في البحرين و برنامج سند في عمان ، ونذكر هنا مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية كمثال يمكن من خلاله تبني فكرة إنشاء أول حاضنة لمشروعات مرتبطة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات بدول مجلس التعاون الخليجي ، على أن تعمل كمشروع تجريبي Pilot Project ، ثم يتم تقييم أعمال الحاضنة كل ستة شهور وينظر في تكرار التجربة في مناطق أخرى من الخليج والوطن العربي على ضوء النتائج المحققة.
( موقع الحاضنة )
مبنى مؤجر في مدينة الرياض ، على أن يتم تأهيل المبنى وإمداده ببعض المعدات والأجهزة مثل آلة تصوير مستندات وجهاز فاكس وكمبيوتر متصل بشبكة الإنترنت بالإضافة لموظف استقبال منتسبي الحاضنة وعملائهم.
منتسبو الحاضنة
إن منتسب الحاضنة يجب أن يمثل بالشريحة الأولى بالرعاية من الشباب الواعد والذين هم بحاجة إلى تمويل ودعم فني وإداري لإخراج ابتكاراتهم إلى حيز الوجود كمنتجات جديدة تتمكن من غزو الأسواق ، وعلى ذلك يمكن أن توضع بعض المعايير كأن تتراوح أعمارهم من 21 - 45 سنة ، ويحملون الشهادة الثانوية كحد أدنى مع إعطاء الأولوية لخريجي الجامعات والذين تتضمن مشاريع تخرجهم أفكارا يمكن تحويلها لمشروعات واعدة.
فترة الانتساب
تتراوح فترة الانتساب بالحاضنة من سنة إلى ثلاث سنوات حسب معدل نمو المشروع واستعداده للتخرج من الحاضنة وذلك بعقد يجدد كل ستة شهور أو سنة مقابل إيجار رمزي يدفع كل ثلاثة شهور. وبعد التخرج من الحاضنة لا تنقطع الصلة بين المشروع والحاضنة الأم... ولكن يظل المشروع مستفيدا من بعض خدماتها وبخاصة التسويقية والمشاركة بالمعارض والحصول على المعلومات بصورة مستمرة ... وغيرها من الخدمات.
آلية الانتساب للحاضنة
تبدأ عندما يتقدم الراغب في الانتساب للحاضنة إلى مديرها بطلب الانتساب وتعبئة نموذج أوّلي يعطي فكرة ومعلومات مختصرة عن المتقدم ومؤهلاته وخبراته ونوع وطبيعة المشروع المطلوب انتسابه للحاضنة والمساحة المطلوبة وعدد العمال بالإضافة إلى حجم الاستثمار وتقديرا قيمة القرض المطلوب. وعلى ضوء هذه المعلومات يتم قبول أو رفض المشروع بواسطة مدير الحاضنة.
في حالة قبول المشروع يقوم صاحب المشروع بعمل دراسة جدوى اقتصادية بمساعدة مدير الحاضنة ومن ثم يتم عرض هذه الدراسة على اللجنة التنفيذية للحاضنة لقبول المشروع أو رفضه ، ثم يتم التعاقد عند قبول المشروع موضحا فيه كافة تفاصيل الانتساب للحاضنة.
كيف نحصل على أفكار
يضم أرشيف مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية عدداً وافراً من البراءات والأفكار والابتكارات القابلة للتطبيق كمشروعات صغيرة ، حيث يمكن انتقاء ما يصلح منها ومعايير الانتساب للحاضنة، كما يمكن دعوة أصحاب المبادرات من الشباب الذين يحملون أفكارا جديدة وحماسا لتنفيذها وإنجاحها وذلك بعد تأهيلهم ليكونوا رجال المستقبل ، وذلك بالإعلان عن مشروع الانضمام للحاضنة ، ومن ثم فحص أوراق ومقابلة الراغبين في الانتساب للحاضنة واختيار ما يصلح منهم لمشروعات الحاضنة.
مشروعات الحاضنة
يجب أن توضع مجموعة من المعايير للمشروعات المنتقاة للانتساب للحاضنة مثل أن يكون المنتج ذا صبغة تكنولوجية وخاماته متوفرة محليا وأن يكون مقبولا تسويقيا ويغطي احتياجا فعليا بالسوق ، وان يكون مقبولا بيئيا ولا ينتج عنه ملوثات ضارة... وغيره من المعايير.
سوف تركز الحاضنة المقترحة على مشروعات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الواعدة التي يتوقع أن يتخرج منها - طبقا للمساحة المتوافرة بالعقار الخاص بالحاضنة - عشرات المشروعات بالسنوات القادمة التي تعطي الفرصة لتوليد المئات من الوظائف الجديدة .
من يملك المبادرة
يمكن إيجاز هذه الجهات على النحو التالي:
1- جهات تمويلية :يمكن أن تساهم بعض الجهات مثل مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية ووزارة المالية والاقتصاد الوطني وصندوق الموارد البشرية وبنك التسليف السعودي وصندوق التنمية الصناعية وبرامج التأهيل في إمارات المناطق والغرف التجارية إذا أنيط بها تمويل البنية التحتية للحاضنة وإقراض منتسبيها وفقا لآلية معينة.
2-جهات دعم فني
يمكن للجمعيات المهنية أن تساهم بتقييم المشروعات المرشحة للانتساب بالحاضنة ، كما أن الجامعات يمكن لها أن توفر الدعم الفني والإداري والخدمات المساندة للحاضنة بما لديها من موارد بشرية خبيرة بمجال التكنولوجيا والإدارة بالإضافة للإمكانيات الكبيرة للمعامل والورش.
3-جهات تسويقية
إن الشركات الكبرى مثل آرامكو وسابك وشركة الإلكترونيات المتقدمة والشركة السعودية للكهرباء يمكن أن تكون السوق المحتمل لمنتجات الحاضنة حيث يتم تصنيع منتجات بديلة لما يتم استيراده من الخارج لصالح هذه الشركات.
4-جهات تنسيقية
إن الغرف التجارية والهيئة العامة للاستثمار ووزارة التجارة ومكتب العمل يمكن لهم أن يحددوا خريطة الاستثمار ومشروعات الشباب وشرائح المجتمع الأولى بالرعاية والانتساب للحاضنة بالإضافة إلى توفير الخبرات اللازمة لإنجاح عمل الحاضنة.
الهيكل التنظيمي للحاضنة
يتكون الهيكل التنظيمي للحاضنة من ثلاثة مستويات: اللجنة التنفيذية ومدير الحاضنة (سعودي الجنسية) ومستشار الحاضنة (من الخبرات العربية بهذا المجال) ، ويعد مستشار الحاضنة هو المسئول عن إدارة أعمال الحاضنة اليومية ويعاونه منسق إداري ( تسويق- محاسبة) وموظف استقبال ، تحت إشراف مدير الحاضنة.
تضم اللجنة التنفيذية للحاضنة في عضويتها سبعة أعضاء من جهات مختلفة على النحو التالي:
مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتكنولوجيا
شركة الاتصالات السعودية، جامعة الملك سعود ،آرامكو السعودية، شركة الالكترونيات المتقدمة ،الهيئة العامة للاستثمار . ممثل عن رجال الأعمال.
مهام اللجنة التنفيذية للحاضنة
تتضمن مهام اللجنة ما يلي:
1-وضع إقرار الإطار العام لأسلوب عمل الحاضنة من كافة النواحي الفنية والمالية والإدارية.
2-إقامة قنوات الاتصال مع جهات من شأنها إنجاح الحاضنة وتنمية ثقافة العمل الحر لدى الشباب.
3- إقرار اللائحة المالية والإدارية والموازنة التقديرية للحاضنة.
4-متابعة مدير الحاضنة في تنفيذ سياسات وتوصيات اللجنة.
ويمكن أن تجتمع اللجنة أربع مرات سنويا على الأقل.
تتكون اللجنة التنفيذية للحاضنة من ممثلين من الإدارة العليا للجهات المعنية ويمكن أن يضاف إليها ممثل من الإمارة أو أمانة الرياض لتذليل العقبات التي يمكن أن تواجه أعمال الحاضنة وتكون هذه اللجنة برئاسة رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية.
ميزانية الحاضنة
يتم رصد مبلغ 200.000 ريال بغرض تأهيل المبنى وشراء الأجهزة والمعدات اللازمة. بينما يتم رصد مبلغ 100.000 ريال كأجور المستشارين والخبراء الذين سوف يساعدون منتسبي الحاضنة.
كما أننا نتوقع عائدا ماليا يقدر بمبلغ 100.000 ريال يمكن أن يساهم في تغطية مصروفات الحاضنة ، وهذا العائد ناتج عن تأجير المساحات ورسوم استخدام بعض التسهيلات المتوافرة بالحاضنة.
إقراض منتسبي الحاضنة
كيف يتم إقراض منتسبي الحاضنة ؟... والإجابة عن هذا السؤال تختلف باختلاف نوعيات منتسبي الحاضنة وكذلك طبيعة منتجاتهم والأسواق التي سوف تستوعبها.. وعلى ذلك تختلف قيمة القرض المطلوب تبعا لطبيعة المشروع .
ونوضح فيما يلي تقديرا للتمويل المطلوب مع بيان مصادِره:
عدد المنتسبين بالسنة الأولى 10 منتسبين (مشروعا)
الحد الأقصى للقرض الممنوح لكل منتسب 100.000 ريال.
مبلغ الائتمان المطلوب لتغطية الإقراض مليون ريال.
توفر مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية مبلغ مليون ريال قرضا حسب الأنظمة الإسلامية الغراء لعشرة مشروعات بمعدل مائة ألف لكل مشروع.
ويمكن مضاعفة هذه الأرقام مع دخول مشروعات جديدة للحاضنة. علما بأن هناك جهات أخرى يمكن أن تساهم بنفس الأسلوب إذا تم الترويج لفكرة الحاضنة بصورة سليمة مثل صندوق المئوية وصندوق تنمية الموارد البشرية وصندوق التنمية الصناعية ووزارة المالية والاقتصاد الوطني وبنك التسليف السعودي وشركة الإلكترونيات المتقدمة والشركة السعودية للكهرباء وتحلية المياه.
أيضا نرى أن الفرصة مواتية لرجال الأعمال الكبار لتقديم رأس المال المخاطِر في مشروعات واعدة تتخطى فرص نجاحها 80% مقارنة ب 40% خارج الحاضنة حسب الإحصاءات العالمية.
ويراعى عند عمل الموازنة التقديرية للحاضنة احتساب الديون المعدومة ونسبة التعثر القياسية للمشروعات وغيرها من الأعباء والمصروفات التشغيلية والنثرية وغيرها.
آلية التمويل
يتم إنشاء إدارة أو وحدة إئتمان بمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية لمساعدة المنتسبين للحاضنة و تتلخص مهامها فيما يلي:
1- استقبال الشباب الراغب في الحصول على قروض وتعريفهم بشروط وإجراءات الحصول على القرض.
2- توفير المساعدات الفنية للشاب المبادر قبل حصوله على القرض من خلال توفير الدراسات والمعلومات وإعداد نماذج لدراسات الجدوى.
3- تقوم إدارة الائتمان بمتابعة وتحصيل أقساط المقترضين وتقديم تحليل دوري عنها.
4- تقوم الإدارة ببحث وإعداد دراسة كاملة عن المنتسبين المتعثرين لأسباب إنسانية ثم رفعها إلى اللجنة التنفيذية للنظر في إمكانية الإعفاء من سداد جزء من المديونية المتبقية أو كلها.
مراحل التعامل مع إدارة أو وحدة الائتمان
1- التعريف بشروط وإجراءات الحصول على القرض واستلام استمارة المستندات المطلوبة للمشروع من خلال موظفي إدارة الائتمان.
2- بعد انتهاء المبادر من إعداد المستندات الخاصة بمشروعه يتم تدريبه من خلال مستشار الحاضنة على إعداد دراسة الجدوى والتحليل المالي للمشروع ومعرفة مدى جدواه.
3- يتم عمل مقابلة للمبادر مع مدير الحاضنة لإقرار قبوله بالحاضنة من عدمه ومنحه القرض.
4- بعد الموافقة على حصول المبادر على القرض يتوجه بخطاب إلى الجهات الرسمية لتسهيل إجراءات التراخيص والسجل التجاري والتسجيل بالغرفة بناء على التسهيلات التي تتيحها الحاضنة للشباب.
5- يتم تسكين المبادر بالموقع الملائم لنشاطه داخل الحاضنة وذلك بعد توقيعه عقد استغلال عقار وتسهيلات وخدمات الحاضنة لفترة ستة شهور تجدد لفترات مماثلة حتى ثلاث سنوات.
عوامل نجاح الحاضنة
تتضمن ُسُبل نجاح الحاضنات عدة عوامل منها:
@ مستشار الحاضنة
يؤدي مستشار الحاضنة دورا أساسيا في نجاح الحاضنة حيث يجب أن تتوافر فيه بعض المهارات بمجال تخطيط الأعمال والإدارة والتسويق والمحاسبة بالإضافة إلى الوقت الذي يستطيع أن يقضيه مع المشروعات المنتسبة بداخل الحاضنة ويحتاج المستشار قبل كل شيء إلى القدرة العملية على العمل مع القائمين على المشروعات وتحليل نقاط القوة والضعف في كل منشأة ويتمكن من اكتشاف المشاكل قبل أن تتبلور.
@ دعم المجتمع
نظرا لأن معظم المنشآت المتخرجة من الحاضنة تتخذ مقرا لها في نفس المنطقة المحلية لذلك من المهم أن تكسب الحاضنات الدعم المعنوي والعلاقات التجارية للسكان المحليين. وقد يأتي الدعم من الإمارة أو المحافظة أو من الجامعات أو الشركات الكبيرة ، وعندما يتضح أن الحاضنة تمثل انعكاسا لأهداف المجتمع ولها ميزة إيجابية للتنمية الاقتصادية , فإنها تتمكن عندئذ من اجتذاب دعم له قاعدة أوسع انطلاقا.
@ انتقاء مشروعات الحاضنة
كلما كانت معايير الاختيار واضحة ومحددة زادت فرص اجتذاب أفكار تمتلك القدرة على النجاح. وتتباين هذه المعايير فيمكن أن تتضمن امتلاك القدرة على النمو السريع Exponential growth وأن تكون متعلقة بتكنولوجيات متقدمة ، تقديم خطة عمل تفصيلية ومحددة ، أن تكون لدى صاحب المشروع المتقدم فكرة مبتكرة أو اختراع..الخ.
@ إمكانية الحصول على التمويل
إن المتقدمين عادة للانتساب للحاضنة بحاجة إلى التمويل ومعرفة بدائله المختلفة. وبمقدور الحاضنة أن تجمع معلومات جيدة عن مختلف مصادر وأنواع التمويل البنكي أو المؤسسي والمنح وصناديق القروض المختلفة وكبار المستثمرين ، وبلورة متطلبات المنتسبين والعمل كحلقة وصل بين منتسبيها وبين الممولين والمستثمرين الكبار.
ايجاد فرص النجاح
يمكن تحسين صورة الحاضنة من خلال وجود المبنى المجدد ، وجود صلات بالمؤسسات المحلية الرئيسية ، وجود صلات جيدة بالصحافة وعلاقات عامة محلية ، ووجود كل من مستشار ناجح على رأس العمل ومنشآت واعدة ومنشآت متخرجة ناجحة.
إن الارتباط بالحاضنة وقصص النجاح التي تصنعها ، كلها أمور تساعد في ايجاد فرص النجاح مما يفيد الحاضنة ومنشآتها المختلفة.
*التقييم والتحسين المستمر
إن الحاضنة بحاجة إلى تقييم عملياتها وأدائها على نحو منتظم ، ولا يشمل ذلك مجرد مراقبة الأداء من حيث نمو المنشآت المنتسبة وحسب، ولكن يشمل أيضا نمو وتطور الشركات بعد تخرجها من الحاضنة ، ومثل هذه المعلومات تفيد الحاضنة في تخطيط وتقديم خدماتها ، والأهم من ذلك تسويق نفسها واجتذاب مشروعات ذات نوعية واعدة ومتوقع نموها بصورة غير تقليدية.
توصيات
1-في ظل الأخطار المحدقة بالوطن العربي وتداعيات النظام العالمي الجديد ، يجب الاهتمام بالعلم والتكنولوجيا وتبني اختراعات وابتكارات الشباب وتشجيع فكر العمل الحر.
2-يتوجب على العالم العربي الاقتناع بأن تعزيز القدرات البشرية وتحقيق التقدم التكنولوجي هما السبيلان الوحيدان لنهضة تكنولوجية متقدمة ، وهو ما يتطلب تنفيذ إستراتيجية تكنولوجية جادة، حفاظاً على وجوده وبقائه على الخريطة العالمية.
3-على دول مجلس التعاون صياغة سياساتها، كلّ حسب اعتباراته الخاصة وظروفه المحليّة (البنية التحتية، مهارات تكنولوجيا المعلومات،التعليم.. الخ )
ولكن من الأهمية بمكان أن تدرك الحكومات أنّ فرص مواكبة ركب الدول المتقدّمة محدودة ويتعيّن عليها بالتالي السعي دونما مماطلة من أجل دعم تقدّم تكنولوجيا الاتّصالات والمعلومات في بلادها.
4-تصميم خطة واضحة وشاملة لتطوير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، تدعمها أعلى السلطات السياسية.
5-سنّ أنظمة وقوانين في قطاع تكنولوجيا المعلومات الاتصالات تشجّع المنافسة عن طريق إعادة تنظيم هذا القطاع.
6-وضع برامج تأهيل وتدريب الكوادر البشرية لتحسين قابليّة العاملين في السوق للاستفادة من منافع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
7-تقليل الهوّة الرقمية من خلال اتخاذ مبادرات إيجابية وسط فئات المجتمع الأقل إقبالاً على خدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
8-تشجيع الإلمام بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات من خلال التدريب وبرامج التوعية والتثقيف وبناء الثقة.
9-تضمين المناهج التعليمية المعرفة والمهارات المتعلّقة بتكنولوجيا المعلومات والاتّصالات.
10-تعد حاضنات المشروعات المرتبطة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات من الأساليب الحديثة لتجسيد ابتكارات الشباب الخليجي وخروجها إلى حيز التنفيذ على أساس اقتصادي واعد.
11-تعمل الحاضنات على زيادة نسبة نجاح المشروعات البادئة من 50% إلى 80% حسب إحصائيات حديثة من الاتحاد الأوروبي.
12-الجهات الداعمة وذات العلاقة مع مشروع الحاضنات يمكن تصنيفها إلى جهات تمويلية وجهات دعم فني وجهات تسويقية وجهات تنسيقية.
13-على سبيل المثال ، يمكن لمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتكنولوجيا وبالتعاون مع جهات أخرى أن تساهم في تأسيس حاضنة مشروعات مرتبطة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
14-يمكن إنشاء هذه الحاضنة بمدينة الرياض أو بمدينة خليجية أخرى كمشروع تجريبي ثم يتم تعميم هذه التجربة بعد تقييمها وصولاً للنموذج الأمثل للتطبيق بدول مجلس التعاون.
15-تعد هذه الورقة نموذجا مقترحا كأطروحة قابلة للنقاش ، وللوصول للنموذج الأمثل للتطبيق بدول مجلس التعاون ، يلزم إعداد دراسة موسعة على أن يتم تمويل ودعم هذه الدراسة من قبل إحدى الجهات المختصة .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.