لا يساورني أدنى شك في أن التقليد لا يزال المبدأ الاقتصادي الأبرز والأهم في عالم البزنس في مجتمعنا.. وظني أنه سيبقى الأداة التي يحتكم إليها بني آدم اللي عنده شوية أرقام صحيحة مسبوقة من اليمين بستة أصفار وبلشان منها لأنه لابد ان يصير رجل أعمال مثل بقية الخلق والناس ممن أكرمهم الخالق بالبسطة في المال والأجسام.. ما يثبت لكم صحة هذا الكلام هو الظهور السريع والاختفاء الأسرع لكثير من المحلات التجارية والأسواق.. وكله يقلد بعض، ولا أي منطق اقتصاد هذا اللي يغري رجل أعمال بدخول عالم المضغوط والرز البخاري؟! لا والأسوأ في مسألة التقليد الأعمى هذه لا تقتصر على فكرة النشاط الرائج وحسب وإنما مجاورته.. ففي شارع تجاري بطول 500م مثلا تجد فيه على الأقل 5 صيدليات لا تباعد احداها الاخرى اكثر من 50 إلى 100م، أو ربما عشرة محلات خياطة رجالية أو نسائية وهلم جرا.. خذوا مثلا الظاهرة الموضة هالأيام ألا وهي معاهد ومراكز تطوير المهارات وتنمية القدرات في كل شيء طبعا.. اعلانات خرافية في شكل مطويات وبروشورات تطاردك في عيادة طبيب او سوبرماركت ويمكن حتى في بيوت الله.. وكلها مجازة من الهيئة ودبلوماتها تهيئك لأمتن وظيفة في البلد وفوق هذا وذاك الخبراء غير العاديين لديهم واللي ممكن يضخون في رأسك وفي أيام معدودات أبرع الأساليب والآليات حتى واذا كان دماغك معطوبة وعندك مشاكل الدنيا والآخرة لا مشكلة بطبيعة الحال، هناك مراكز جادة ويديرها اناس مؤهلون ولهم تجارب عملية طيبة وحققوا فعلا سمعة طيبة في هذا النشاط مع جهات حكومية وغير حكومية.. لكن الغالب الأعم من هذه المراكز ينطبق عليه ما على الرز البخاري والمشاوي والمضغوط والمكتوم وما ادراك ما المكتوم! أنا فعلا أتساءل بعيدا عن العقلية المحدودة لأصحاب الحسابات البنكية المميزة والبلاتينية واللي كل يوم وهم في شأن جديد مرة في العقار ومرة في هدوم المواليد والمرضعات ومرة في نقليات المعلمات للبراري والقفار، اقول فعلا يبدو أن امور البزنس مفتوحة على بعض ومافيه شيء اسمه شروط مهنة ومواصفات رخصة ةوخبرة وضمانات مالية تضبط مسائل الدخول في نشاط تجاري للارتقاء بالخدمات وجودتها وحماية لجيوب رؤوس عباد الله من اللي ينضحك عليهم في بزنس متحرك مزاجي وماله امان.