قدم المنتخب السعودي الاول لكرة اليد مباراة من اجمل المباريات التي لعبها منذ ما يقارب ال 12 عاما او انها الاجمل على الاطلاق منذ مشاركات المنتخب السعودي في بطولات كأس العالم الثلاث الماضية. يكفي هنا ان نذكر النتيجة 30/23 لتغني عن التحليل والكلام المباح وغير المباح. ويكفي ايضا ان نعرج قليلا على نتيجة الشوط الاول 14/10 لنعرف كيف قدم نجوم كرة اليد السعودية ملحمة فنية عنوانها اولا القتالية وثانيا المهارة وثالثا الاعجاب حينما صفق لهم كل من هم في الملعب حتى الفرنسيون. فنيا نجح الاخضر في ان يكون ندا لبطل العالم ولا نبالغ اذا قلنا ان بعض الاخطاء التحكيمية في الشوط الثاني ساهمت في اتساع الفارق الى سبعة اهداف، حيث كان من المفترض ان تنتهي بفارق ثلاثة او اربعة اهداف فقط. الدقائق العشر الاولى تعملق فيها نجومنا دفاعا وهجوما، رغم ان الحراسة من قبل مناف آل سعيد لم تكن في فورمتها، وعيب لاعبينا التسرع والاخطاء الهجومية السهلة بعد مرور الدقيقة 15 حيث استغل الفرنسيون خمس او ست دقائق فقط في توسيع الفارق، وما عدا تلك الدقائق كان نجوم الاخضر يقدمون فصلا فنيا اشبه بموسيقى بتهوفن بدون استثناء من جميع اللاعبين وامسك بندر الحربي بالمبادرة التسجيلية، وكان اول تعادل عن طريق المهندس ياسر الشاخور 4/4 واول تقدم لبندر الحربي 5/4. في الشوط الثاني فرض الفرنسيون سيطرتهم لعاملين الاول اللياقة البدنية العالية، والثاني الخبرة التي يتمتع بها جاكسون ورفاقه، ومع ذلك لم يستمر هذا التفوق كثيرا، حيث اعاد نجومنا انتفاضتهم بتألق الحارس مناف آل سعيد، وتركيز حسين اخوان في الهجوم، وابداع المهندس ياسر الشاخور في ضبط ايقاع اللعب، وتحركات القائد عبدالرحمن عايد في مركز الدائرة. واخطأ مدرب الاخضر زاخاروف في وقت حرج جدا من المباراة بوضع بندر الحربي وهاني هلال على دكة الاحتياط، وبمجرد دخولهما في اخر دقيقتين تقلص الفارق وساهم الليزر في تمويل بندر الحربي كرة (ورقة) سجل منها الأخير الهدف ال 23 للاخضر وسط هتاف جميع الجماهير البرتغالية والفرنسية لينتهي اللقاء 30/23 وهي نتيجة جيدة للاخضر في أول لقاءاته.