تدشين فعالية "الفن صديق البيئة"بالخبراء    لماذا شرعت روسيا في إجراء تدريبات نووية؟    الرئاسة الفلسطينية تحذر: إسرائيل تخطط ل«أكبر جريمة إبادة جماعية» في رفح    أغسطس «2020».. آخر فوز للراقي    بسبب الهلال..عقوبات من لجنة الانضباط ضد الاتحاد وحمدالله    مخبأة في حاوية بطاطس.. إحباط تهريب أكثر من 27 كيلوغراماً من الكوكايين بميناء جدة الإسلامي    "آلات" تطلق وحدتَي أعمال للتحول الكهربائي والبنية التحتية للذكاء الاصطناعي    تعليم الطائف ينظم اللقاء السنوي الأول لملاك ومالكات المدارس الأهلية والعالمية    تقديم الإختبارات النهائية للفصل الدراسي الثالث بمنطقة مكة المكرمة.    هيئة الأمر بالمعروف بنجران تفعّل حملة "الدين يسر" التوعوية    وحدة الأمن الفكري بالرئاسة العامة لهيئة "الأمر بالمعروف" تنفذ لقاءً علمياً    انطلاق "مهرجان الرياض للموهوبين 2024".. غداً    في نقد التدين والمتدين: التدين الحقيقي    مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية يُنظم مؤتمرًا دوليًا في كوريا    550 نباتاً تخلق بيئة نموذجية ب"محمية الملك"    وزير الدفاع يستعرض العلاقات الثنائية مع "كوليبالي"    "المرويّة العربية".. مؤتمر يُعيد حضارة العرب للواجهة    أمطار ورياح مثيرة للأتربة على عدد من المناطق    «كلاسيكو» تأكيد الانتصار أم رد الاعتبار ؟    اللذيذ: سددنا ديون الأندية ودعمناها بالنجوم    80 شركة سعودية تستعرض منتجاتها في قطر    مساعدات إيوائية لمتضرري سيول حضرموت    برعاية ولي العهد.. 600 خبير في ملتقى الرياض لمكافحة الفساد    السعودية.. الجُرأة السياسية    5 مشروبات تكبح الرغبة في تناول السكَّر    انطلاق بطولة كأس النخبة لكرة الطائرة غدا    محافظ الطائف يناقش إطلاق الملتقى العالمي الاول للورد والنباتات العطرية    سمو ولي العهد يهنئ ملك مملكة هولندا بذكرى يوم التحرير في بلاده    المجرشي يودع حياة العزوبية    «عكاظ» ترصد.. 205 ملايين ريال أرباح البنوك يومياً في 2024    تدخل عاجل ينقذ حياة سيدة تعرضت لحادث مروري    وصول التوءم السيامي الفلبيني إلى الرياض    بدر بن عبد المحسن المبدع الساعي للخلود الأدبي    أمير الرياض يؤدي صلاة الميت على بدر بن عبدالمحسن    فيصل بن نواف: جهود الجهات الأمنيّة محل تقدير الجميع    هدف لميسي وثلاثية لسواريس مع ميامي    100 مليون ريال لمشروعات صيانة وتشغيل «1332» مسجداً وجامعاً    القادسية لحسم الصعود أمام أحد.. الجبلين يواجه العين    وزير الموارد البشرية يفتتح المؤتمر الدولي للسلامة والصحة المهنية    السعودية وأميركا.. صفحة علاقات مختلفة ولكنها جديدة    فيصل بن مشعل: يشيد بالمنجزات الطبية في القصيم    «أكواليا» تستعرض جهودها في إدارة موارد المياه    وزير الدفاع يستعرض العلاقات الثنائية مع "كوليبالي"    الدور الحضاري    رحيل «البدر» الفاجع.. «ما بقى لي قلب»    المعمر، وحمدان، وأبو السمح، والخياط !    عزل المجلس المؤقت    "سلمان للإغاثة" يُدشِّن البرنامج الطبي التطوعي لجراحة القلب المفتوح والقسطرة بالجمهورية اليمنية    البحث عن حمار هارب يشغل مواقع التواصل    تأملاّيه سياسية في الحالة العربية    أمراء ومسؤولون وقيادات عسكرية يعزون آل العنقاوي في الفريق طلال    فلكية جدة : شمس منتصف الليل ظاهرة طبيعية    باسم يحتفل بعقد قرانه    تقدير دعم المملكة ل "التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب"    مهرجان الحريد    إستشارية: الساعة البيولوجية تتعطَّل بعد الولادة    آل معمر يشكرون خادم الحرمين الشريفين وولي العهد    لا توجد حسابات لأئمة الحرمين في مواقع التواصل... ولا صحة لما ينشر فيها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حاملو الثانوية يروون مرارة التوظيف
نشر في اليوم يوم 02 - 01 - 2003

تخرجوا من الثانوية، كانوا يطمحون لدخول الجامعة أو الكلية، ولكنهم لم يستطيعوا الدخول.. حاولوا الالتحاق بوظائف، لم تقبلهم إلا الشركات ذات الرواتب المنخفضة.. رضوا بالهم فلم يرض بهم.. يمرون بظروف صعبة للغاية في أعمالهم، ولكنهم يصرون على مواصلة المشوار.. فأين يذهبون إذا لم يواصلوه. (اليوم) جمعتهم.. سألتهم عن أحلامهم.. ظروفهم الصعبة.. كيف يتغلبون عليها.. نظرة المجتمع لهم.. نظرتهم للمجتمع.. وأشياء أخرى ضمن هذه الندوة:
الجامعات رفضتنا
@ (اليوم): حين تخرجت هل توجهتم إلى الكليات أو الجامعات للالتحاق بها؟
ماجد العصيل: توجهت إلى الكلية، ولكنني رفُضت، لأن معدلي منخفض.
يوسف الشهاب: حاولت الالتحاق بكلية الجبيل الصناعية، كانت نسبتي عالية، ولكنني رُفضت لأنني لم أوفق في اختبار القبول الذي أُجري ليّ.
أحمد الحسن: حاولت الالتحاق بالجامعات فلم أُقبل، رغم ان معدلي 84 بالمائة، فالتحقت بالعمل في إحدى محلات السوبرماركت الكبرى، وبعد فترة قُبلت في جامعة الأمام محمد بن سعود الإسلامية، فعدلت دوامي، بحيث أدرس في الصباح وأعمل في المساء، ولكنني لم استطع التوفيق بين الدراسة والعمل فتركت الجامعة، بعد فصل دراسي واحد.
أحمد البجحان: حاولت الالتحاق بكلية الجبيل الصناعية والكلية التقنية في الأحساء فلم يتم قبوليّ.
حيدر البن حسن: تخرجت من الثانوية قبل 3 أعوام، حاولت الالتحاق بإحدى الكليات أو الجامعات فلم يقبلوني، أخذت دورة في الكمبيوتر في أحد المعاهد لمدة 6 أشهر، وبحثت عن عمل ولكن دون جدوى، أخذت 3 أخرى في اللغة الإنجليزية، وحصلت على رخصة قيادة عمومي، حتى تساندني في العثور على عمل مناسب، ولكن دون فائدة، تصور أنني اشتريت درزنين ملفات (24 ملفاً) كلها خلصت ولم أقبل إلى الآن في أي من تلك الشركات، أصبحت أعرف كل مكاتب الشركات والأثاث الموجود فيها.
دخول سوق العمل
@ (اليوم): حين لم يتم قبولكم في الجامعات والكليات لماذا لم تسعوا إلى الالتحاق بالوظائف البسيطة، مثل: السباكة، الصباغة، النجارة، الحلاقة ومحلات تغيير الزيت والبناشر.. الخ؟
البن حسن: بعد ان تخرجت من الثانوية ولم تقبلني الجامعات، قرر والدي بعد عام من ذلك تقريباً افتتاح مشروع بيع مواد غذائية بالجملة، فعملت معه براتب 1200 ريال، ولا أزال أعمل معه، ولكنني أطمح إلى عمل أفضل وأكثر دخلاً، حتى أستطيع ان أبني حياتي.. ولا أخفيك أنني شعرت في بعض اللحظات باليأس، وكانت الظروف التي حوليّ تساعدني على تجاوز حالة اليأس، فاقتنع أنني لو أخذت دورة جديدة في الكمبيوتر أو اللغة فقد أحصل على وظيفة، فالتحق بدورة، وأتخرج ولا أجد وظيفة، حتى أنفقت مبالغ كبيرة على تلك الدورات.
الحسن: لم أترك وظيفة إلا وطرقت بابها، ولكنني لم أقبل، وأخيراً قُبلت في محلات السوبرماركت. ورغم أنني قبلت فيما بعد في الجامعة إلا أنني لم أرغب في ترك الوظيفة، لأن والدي متوفى، وأنا أسكن مع والدتي، ومنزلنا بحاجة إلى مصاريف، ومكافأة الجامعة تتأخر بين 3 إلى 6 أشهر، فكيف أصرف على نفسي وعلى أمي، ولأنني كنت في الوقت نفسه أرغب في إكمال الدراسة، لذا حاولت التوفيق، ولكنني فشلت كما أسلفت. ولكنني أدرس حالياً اللغة الإنجليزية على أمل الحصول على الدبلوم في الجامعة، والدراسة على حسابي، حيث يكلفني الفصل الدراسي والحد 6250 ريالاً، علما ان الراتب الحالي (1800 ريال)، وهو يكفي لفاتورة الكهرباء والهاتف والماء والمستلزمات الأخرى، وأوفر بين 200 إلى 500 ريال كل شهر، ومن خلال ما أوفره أسدد أقساط الدراسة في الجامعة.
البجحان: حاولت ان التحق بأية وظيفة مهما كانت، حتى أبني مستقبلي بيدي، وأعتمد على نفسي، وأنفض عن نفسي غبار الكسل والخمول، وقد حاولت الالتحاق بالعسكرية، فقد كانت أمنيتي منذ الطفولة، كما ان راتبها مغر، وفيها ضمان للمستقبل، وتقدمت إلى أكثر من قطاع، ولكن لم يتم قبولي، ومع أنني اجتزت اختبار اللياقة البدنية، إلا أنهم قالوا ليّ أنك لم تنجح في الاختبار الحريري والمقابلة الشخصية. حينها بدأت البحث عن وظيفة في القطاع الخاص، وطرقت أبواب كثير من الشركات في الأحساء والدمام والجبيل والخبر، وإلى الآن لم أجد فائدة.
محرومون بسبب الواسطة
@ (اليوم): هل تعتقدون ان للواسطة دورا في حرمانكم من الوظائف؟
العصيل: أعتقد ان للواسطة دورا كبيرا في حرماننا من الوظائف، فلقد تقدمت للحصول على وظيفة في إحدى الدوائر الحكومية بالجبيل، وفوجئت عند التقديم ان هناك المئات ان لم يكن آلاف غيري جاؤوا لنفس الغرض، بينما كانت الوظائف المعروضة لا تتجاوز العشرين، وفيما بعد علمت أنها محجوزة مسبقاً من قبل موظفين في الدائرة لأقاربهم ومعارفهم، والإعلان عن الوظائف في الصحف لم يكن إلا لذر الرماد في العيون.. حينها تساءلت: ما ذنبنا نحن في المجيء من الأحساء إلى الجبيل والبقاء في الشمس والرطوبة؟ الا يسبب لنا ذلك الكسل واليأس؟
الشهاب: أعتقد ذلك، فلقد حصلت على وظيفتي عن طريق الواسطة، حين تحدث أحد أقاربي مع المسئولين في محل السوبرماركت الذي اعمل فيه حالياً.
معادلة الشهادة والخبرة
@ (اليوم): هل تعتقدون ان الشهادة بحد ذاتها هي الوحيدة التي تفتح الأبواب لمن يبحث عن عمل؟
البجحان: إذا تقدمت إلى أي قطاع فان أول ما تسأل عنه هو الشهادة والدورات والخبرات.
@ (اليوم): إذا درست 3 أشهر لغة إنجليزية فهل ستصبح قارداً على التحدث مع أوروبي في استعلامات فندق مثلاً بكل طلاقة؟
البن حسن: بعض الشركات أو المؤسسات لا تكتفي بدراسة المنتسب الجديد لها، بل تعمل على تطويره وتنمية قدراته، سواء في اللغة الإنجليزية أو الحاسب الآلي أو الجوانب الأخرى، حسبما تحتاج هي.
شراكة في مشاريع صغيرة
@ (اليوم): إلا تعتقدون ان هناك إمكانية لإنشاء مشاريع صغيرة حين تجمعون من بعضكم رأس مال صغير، وبجهدكم تبدأون المشروع؟
الشهاب: اقترح عليّ أحد الأصدقاء ذلك، ولكن من أين ليّ برأس المال؟
البن حسن: إذا اشترك 5 شباب من الطلبة حديثي التخرج أو العاطلين عن العمل فكيف سيتم توزيع الأرباح بينهم، أعتقد أنها لن تكفي.. ولكن أعتقد ان على هؤلاء الشباب قبل ان يبدأوا المشروع ان يعملوا كموظفين في مشروع قائم، حتى يكتسبوا الخبرة الكافية، ومن ثم يعملوا فيه، مهما كان المشروع صغيراً إلا أنه بحاجة إلى خبرة وتجربة. فأنا عملت في محل والدي كمحاسب، أقف على رجلي لمدة 8 ساعات، ولكنني تعلمت هذا العمل من خلال التجربة.
آلام وضجر وضيق
@ (اليوم): هل تشعر بآلام وضجر وضيق خلال ساعات العمل؟
الشهاب: من المؤكد ان المحاسب الذي يقف على رجله لثماني ساعات سيشعر بالضجر والتعب والآلام، ولكن آلام البطالة أكبر.
@ (اليوم): هل يحسم الناقص من الصندوق في نهاية الدوام من رواتبكم؟
الشهاب: أكيد يحسم من راتبي، والزيادة في الصندوق بعد الجرد تدخل في حساب الشركة، ولا نستفيد منها نحن الموظفين.
نظرة المجتمع
@ (اليوم): كيف ينظر المجتمع لكم أثناء العمل؟
الشهاب: المجتمع ينظر ليّ كما أنظر أنا لنفسي.. فأنا أقول أنني اعمل محاسباً في سوبرماركت بكل فخر لمن يسألنني.
(اليوم): بعضكم يعمل محاسباً في سوبرماركت أو مراسلاً بين المكاتب.. هل تشعرون بالخجل حين تقابلون في أعمالكم زملاءكم الذين التحقوا بالجامعات أو الكليات؟
العصيل: أنا أشعر بالخجل حين أرى أحد زملائي خلال الدراسة أو قريب ليّ يراني وأنا أحمل الملفات بين الاستعلامات والعيادات.. ولكنني في داخلي لا أشعر ان أي عمل معيب، طالما كان عملاً شريفاً، فالعيب والعار ان تذهب إلى والدك أو أحد أخوانك وتطلب منه مالاً بينما أنت قادر على العمل.
الشهاب: قبل فترة جاء صديق إلى محل السوبرماركت الذي أعمل فيه، رأيت في وجهه علامات عدم الارتياح من عمليّ، سألني منذ متى وأنت تعمل هنا؟ فقلت له: منذ عام ونصف وأنا والحمد لله مرتاح فيه.. وأضفت: العمل ليس عيباً طالما أنه كسب للرزق بالحلال ومن عرق الجبين.
البن حسن: مطلقاً لا اشعر بالعيب لأنني اعمل محاسبا في محل سوبرماركت، ولا أتورع ان أقوم بدور العامل الذي يضع مشتريات الزبون في الأكياس، حينما لا يكون العامل موجوداً.. فالعامل مهما كان عمله بسيطاً لا ينبغي ان يشعر بالعيب، بل عليه ان يشعر بالفخر، أما العيب فيتركه للعاطل عن العمل، الذي يحصل على المال من الآخرين.
المهن البسيطة
@ (اليوم): هل تعتقدون ان من العيب ان تعملوا في محطات وقود أو محلات تغيير الزيت والبنشر أو مؤسسة مقاولات أو تفتحوا محل نتافة دجاج أو أي حرفة يدوية أخرى؟
العصيل: العمل ليس عيباً، ولكنني شخصياً لو عملت في هذه المهن فأنني أفضل ان أعمل بعيداً عن منطقة سكني أو من يعرفني.
@ (اليوم): يعني أنك تشعر بالحرج من المجتمع؟
البن حسن: لا أعتقد أنه عيب ان أعمل في هذه الوظائف، ولكن الا تعتقد ان من الصحيح ان أعمل في هذه المجالات مع احترامي الشديد لمن يعمل فيها بعد 12 عاماً من الدراسة في المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية والحصول على 4 دورات في الحاسب الآلي واللغة الإنجليزية؟!
البجحان: بعض الأعمال البسيطة فيها مكسب كبير، مثل بيع الخضار، ولكن بشرط ان تكون أنت صاحب المشروع. مع أنها متعبة جداً، فأحد أقاربي يعمل بائع خضار، ولكنه يعمل ل 16 ساعة، وراتبه 1200 ريال.
@ (اليوم): ألا يعجبك الحصول على 1200 ريال راتبا شهريا؟
البن حسن: تعجبني اليوم وراض بها، ولكن هل ستكفيني حينما أتزوج ويصبح لدي أطفال؟!
@(اليوم): بعضكم جاء إلى هنا بسيارته الشخصية وفي أيدي بعضكم جوالات من أين تدفعون تكاليف الوقود وصيانة السيارة وفاتورة الجوال؟
البجحان: فاتورة جوالي أسددها أحياناً من مصروفي الشخصي الذي أحصل عليه من والدي، الذي يدفعه ليّ كنوع من المساعدة إلى ان أعثر على وظيفة، وبعدها أعتمد على نفسي، كما ان أخوتي يساعدونني.
دور الأب
@ (اليوم): وكيف تقيمون دور الأب (سلباً وإيجاباً) في قضية عمل أو بطالة الابن؟
البن حسن: هذا يعتمد على مقدرة الأب المادية وعدد الأولاد، فكلما زادت قدرته وقل عدد أولاده تمكن من مساعدتهم في إنشاء مشاريع صغيرة، يعتمدون من خلالها على أنفسهم. حتى يستقلوا تماماً عنه، فليس من المعقول ان يكون الابن متزوجاً ويأتي لأبيه ليطلب منه مصروفاً.
الحسن: هناك بعض الأباء سلبيين، والعكس، فهناك من يشجع أولاده على البحث عن عمل حتى يعتمد على نفسه.. وأنا شخصياً والدي متوفى، وأخواني بعضهم مشغولين بأنفسهم وظروف حياتهم، لذا لم أجد تشجيعاً منهم، فاعتمدت على نفسي وبحثت عن عمل.
البجحان: بعد تخرجي من الثانوية، وعدم قبولي في الجامعات والكليات ، شجعني والدي على البحث عن عمل بكل جهد وحماس، وأكد عليّ عدم اليأس.. وهو يردد دائماً: أبحث عن عمل وستجده يوماً طالما أنك تبحث.
@ (اليوم): توفير الأب للابن كافة مستلزماته الشخصية، أو عدم توفيره لها.. هل يؤثر على اندفاع الابن للبحث عن عمل أو انحرافه؟
الشهاب: يجب على الأب ان يضغط على ابنه ليبحث عن وظيفة، بطرق صحيحة، وفي نفس الوقت يوجهه ويساعده في العثور على وظيفة بعلاقاته. وإذا لم يلمس الابن متابعة من والده فقد ينحرف لا سمح الله. فالابن بحاجة إلى توجيه ونصح، يحتاج إلى من يشعره ان الحياة صعبة وقاسية وتحتاج إلى كفاح، وأفضل من يلعب هذا الدور هم الأبوان، والأب بدرجة أولى.
الزواج أثناء الدراسة
@ (اليوم): بعض الشباب يتزوجون أثناء الدراسة أو قبل الحصول على وظيفة.. كيف تنظرون إلى هذا الأمر؟
الشهاب: لا أعتقد ان هذا صحيح، فالزوج الشاب سيعتمد على والده الى ان يتخرج ويمكن لما بعد ذلك. حتى يجد وظيفة، وأحياناً حتى بعد ان يجد وظيفة قد يبقى يعتمد على والده. فالزوجة والأولاد بحاجة إلى مصاريف كثيرة، خصوصاً في هذا الزمن الصعب، وأرى ان على الشاب ان يؤجل مشروع الزواج لما بعد التخرج والحصول على وظيفة وتجميع كافة تكاليف الزواج وبناء عش الزوجية، ثم يفكر في الزواج، حتى أنه حينها سيكون ناضجاً ليس مالياً بل نفسياً، وسيكون زواجه أكثر نجاحاً.
@ (اليوم): يحرص بعض الشباب على الحصول على وظيفة مرموقة، خوفاً من ان يرفض من قبل أهل الزوجة حينما يتقدم للخطوبة.. كيف تنظرون إلى الأمر؟
الحسن: لا شك ان نوعية العمل تؤثر على قرار البنت وأهلها في القبول أو الرفض، فالأهل سيترددون في قبول الشاب الذي يعمل في وظيفة غير مضمونة، قد يفصل فيها الزوج في أية لحظة، أو غير ذات دخل يمكنها وزوجها من الحياة بهناء وسعادة.
البن حسن: إذا توظف الشاب براتب 1000 أو 1200 ريال، فكيف سيدفع إيجار الشقة التي سيسكنها مع زوجته، إذا طلبت منه السكن بعيداً عن أهله؟ وكيف سيدفع فواتير الكهرباء والهاتف والماء؟ ثم كيف سيأتي بالأكل؟ ومن أين سيوفر لها الملابس.. طبعاً الراتب لن يكفي لتوفير الأساسيات، فضلاً عن الكماليات، التي تحول بعضها لدى بعض الفتيات إلى أساسيات، بحكم الزمن وتأثير الانفتاح الثقافي والاجتماعي والفضائيات.
الراتب
(اليوم): مع ان رواتبكم قليلة لكن ماذا تفعلون بها؟
الشهاب: الراتب مكنني من شراء ما أريد، وكذلك مساعدة والدي في تحمل قسط كبير من مصاريف المنزل ( الخضار، اللحوم، الأسماك، الدجاج وفاتورة الكهرباء)، لقد شعرت أنني أحمل مسئولية.
الحسن: باعتباري الوحيد الذي أسكن مع الوالدة، لذا صرت المسئول عن توفير كل احتياجات المنزل، لذا ما استلم الراتب حتى أحدد المصروفات وأجدول الميزانية.. والحمد لله الأمور ماشية.
السعودة
@ (اليوم): وكيف تنظرون إلى السعودة؟
الحسن: عندما تطبق السعودة بشكلها الصحيح تصبح مجدية، أما إذا لم تطبق فلن تكون كذلك. الشركات تفضل الأجنبي على السعودي، لأن راتبه أقل من راتب السعودي، كما يعتقد بعضهم ان الأجنبي يتقن عمله بصورة أفضل. تصور ان أحد زملائي السعوديين خصم منه 3 أيام لأنه تناول العلكة في عمله، وهو ليس موظف إداري بل مجرد عامل في محل سوبرماركت.
الشهاب: الشركة التي أعمل فيها تكاد تسمى شركة الإهانات، لكثرة ما توجه لنا نحن العاملين السعوديين من إهانات، لأتفه الأسباب وأبسطها. الخصم من الراتب سهل جداً، بينما المكافآت لا نحصل عليها مهما بذلنا من جهد. تصور خلال شهر رمضان نبذل نحن العاملين في محلات السوبرماركت جهداً كبيراً، لذا قررت الإدارة الرئيسية لشركتنا ان تصرف مكافآت للعاملين، وحينما جاء القرار للإدارة في الأحساء حجبت عن كثير من السعوديين، وقررت صرفها للأجانب، ومن ترضى عنهم.
القطاع الخاص
@ (اليوم): ماذا تقولون للشركات والمؤسسات في القطاع الخاص؟
الحسن: ان يعطوا الشباب السعودي فرصة في العمل، وان يغيروا فكرتهم الخاطئة عنا، ومتى ما أثبتوا كفاءتهم يتم تشجيعهم.
الشهاب: نتمنى من الشركات الكبرى في المملكة ان تفتح فروعاً لها في الأحساء، حتى تتاح المزيد من فرص العمل للشباب في المحافظة.
العصيل: فقط أتمنى ان تتاح لنا الفرصة.
البن حسن: هناك شركات ومؤسسات (صغيرة وكبيرة) طبقت السعودة بنسبة 100 بالمائة، دون ان يطلب منها أحد ذلك.. لهؤلاء أقول كثر الله من أمثالكم.
البجحان: نحن نقبل بكل ما تريدونه منا.. ولكن هل تقبلونا أنتم؟
المشاركون في الندوة
احمد الحسن : طالب بالجامعة.. ويعمل في محل سوبرماركت مراسلا
ماجد العصيل : يعمل مراسلا باحد المستشفيات
يوسف الشهاب : يعمل في محل سوبرماركت خريج الثانوية العامة
احمد البجحان : عاطل خريج الثانوية العامة
حيدر البن حسن : يعمل مع والده في محل لبيع المواد الغذائية بالجملة خريج الثانوية العامة
الشباب يتحدثون في الندوة
حيدر يعرض شهادته الثانوية وشهادة الحاسب واللغة التي حصل عليها


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.