عبدالله ابراهيم المقهوي

تقاعد احد اقاربنا من العمل بعد خدمة خمس وثلاثين سنة في العمل حيث صرف له مبلغ مليون ونصف المليون ريال بالاضافة الى راتب شهري يفوق العشرين الف ريال بالمناسبة عمر قريبنا ابو سالم يبلغ الستين عاما تباشر الاهل والاصدقاء عندما علموا برغبة ابو سالم باستثمار مارزقه الله في قريتهم. ابو سالم يفتخر بانه خريج احدى الكليات العلمية من اوروبا وانه تمرس في مجال الاستثمارات والمشاريع وادارة المصانع كجزء من عمله.
يفختر قريبنا بانه على يديه تخرج الكثير من رواد بلدنا في التجارة والصناعة كل هذه المؤهلات جعلت اقاربنا يهللون لاستثمارات ابو سالم لعل العولمة تكون على يديه وتكون استثماراته فاتحة خير لتوظيف الشباب والفتيات في مشاريعه.
بعد الفراغ من اقامة العزائم وجفاف الحلوق من المدح اتجهت الابصار السمراء نحو بيل غيتس قريتنا لكي يطرح علينا مشاريعه الموازية لثروته ودراسته وخبرته قال قريبنا الفعل ماترون لا ماتسمعون! تفاجأ معارفنا بان بطلنا المغوار تزوج بامرأة ثانية تصغره باربعين سنة فقط شكره الجميع لانه تزوج من قريتنا نعم استثمار داخل البلد بعد ذلك قفزت اسعار المزارع والأراضي المحيطة بنالان قريبنا اشترى الكثير واحتكرها لكي يتحكم في سعرها ولانه يشجع على شراء الدجاج الطازج بدلا من المجمد فقد قرر شراء نتافات الدجاج في القرية على ان يوظف فيها عمالا اجانب لانه لايريد لايدي ابنائنا ان تتسخ بالدجاج علت الاصوات النشاز في بلدتنا حيث قالوا انهم توقعوا من قريبنا ان يؤسس مصنعا يختص بمنتجات النخيل أو مركز تدريب على الحاسب الالي ولم يأبه قريبنا باصوات الاعضاء الدائمين في مجلس الامن وقرر شراء مطاعم الرز البخاري ومحلات تغيير الزيت ومحلات الحلاقة.. وليته ياسادة ياكرام اتي باشياء وتقنية جديدة تضيف الى ما ذكر من استثمارات.
نعم استثمارات قريبنا يلم بها الامي والارملة والعامل الاجنبي ولكن ياقريبنا المبجل هل من الممكن ان تكون استثماراتك موازية لشهاداتك الاوروبية وخبراتك التجارية ام الاستثمار في نتافة الدجاج يبعدك عن تقلبات اسعار السندات في بورصة نيويورك وواشنطن؟ ليتك ماتقاعدت!