غياب غير مبرر

ان يكون كاتب بديلا لآخر فان هذه المسألة تمثل ازمة احيانا.. فكاتب هذه الزاوية الزميل سليمان العيسى اختفى عن كتابة زاويته اليوم لظروف اثق تماما ان لها علاقة بمناسبة عيد الفطر المبارك.. وهي مناسبة لها طعمها الخاص.. ومذاقها الخاص.. ولونها الخاص عند (أبو محمد).
اكتب هذه الزاوية نيابة عنه اليوم بحروف ذات اثر راجع لماض كان يملكه سليمان العيسى قبل اكثر من عشرين عاما.. حينما كان يمارس الركض وراء الحروف في قضايا الرياضة والشباب.. ونشاطه المتميز في تلك الأيام يدفعني الى رسم علامات استفهام كبيرة امام تغيبه عن كتابة زاويته اليوم حتى وان شغلته ظروف العيد، فما أعرفه عن الزميل سليمان من (ديناميكية) في الكتابة لا يضع امامي اعذارا عن تنصله من الالتزام بكتابة زاويته في هذا اليوم، وهو امر يشدني للإشارة هنا الى قضية التزام الكاتب مع قرائه، فعندما يتعود المعجبون على قراءة ارهاصات كاتب من الكتاب في يوم محدد، وزاوية محددة، فمن الصعوبة بمكان التخلي عن هذه العادة او الالتزام والا فإن مكانته (اي مكانة الكاتب) سوف تكون موضع شك من قراء طالما ركضوا وراء اطروحاته وآرائه.
وازاء ذلك اقول: ان غياب الزميل سليمان العيسى هو غياب غير مبرر.. وان حاولت أنا تبريره بمناسبة ظروف العيد.. فكيف يبرره له تاريخ هذا الكاتب؟ وكيف يبرره له قراؤه الكثر؟
وهنا تبرز قضية الالتزام بأنصع صورها امامي.. وهي قضية صعبة دون شك لا تحتملها الا قلة من كتاب الأعمدة، ولهذا فانهم يعدون على اصابع اليد الواحدة في العالم العربي كله, وتكاد اسماؤهم تكون معروفة، لاسيما اولئك الملتزمين بأعمدة يومية، وأعترف بأن الالتزام مسألة صعبة وشائكة وليست مركبا سهلا.. غير أنها تبدو هينة وسهلة على كاتب له تاريخه الطويل في مجال الكتابة والإبداع.. بما يدفعني للاستغراب غياب زاوية العيسى هذا الأسبوع.
لقد اقتحم الزميل محمد الصويغ مكتبي بعد ان أعيته الحيل في ملاحقة الزميل العيسى وطلب مني زاوية بديلة فكتبت هذه الكلمات على عجل فعساها تنفع بديلا.. وعساها تكون آخر مرة أحتل فيها زاوية لكاتب مرموق عشق الكتابة وشرب من كؤوسها حتى الثمالة.