لفت انتباهي أحد الحسابات على تويتر بمثل عنوان هذا المقال..تضمّن جزءين مهمين يمثلان اهتمامين من اهتمامات الوطن عموما والمجتمع خصوصا بل ومن مشكلاتهما..الأول تمثل في العطالة ولنقلها بطريقة أخرى «البطالة»والآخر هو الابتعاث الخارجي وإرهاصاته ، أو مخرجات التعليم العالي لدينا وخاصة فيما يتعلق بالدراسات العليا .. وكانت الشكوى من عدم توفر الوظائف عامة والوظائف في الجامعة خاصة هي اللون السائد على ما طرح في ذلك الحساب. وحمل هذا الحساب تعريفا اشتمل على عبارة مهمة وملفتة للمواطن العادي قبل المسئول وهي « نحن خريجي برنامج الابتعاث والجامعات المحلية؛ نسعى للحصول على حق العمل وتكافؤ الفرص « ويعني ذلك أن بعضهم لم يجد عملا يناسب شهادته التي ابتعث لأجل الحصول عليها أو التي حصل عليها هنا..والبعض الاخر هو أن من حصل على وظيفة فهي لا تناسب اما تخصصه أو درجته الوظيفية أو ان غيره من المتعاقدين يحل مكانه. الكثير من الجامعات ليست لديها عوامل جذب للتعاقد مع المتميزين..وبالتالي يتم التعاقد مع كفاءات ضعيفة..ويتجه البعض بالقول: إلى أنه على الرغم من وجود الكفء من السعوديين إلا أن التعاقد مع متعاقدين هو بسبب انخفاض رواتبهم و طاعتهم للإدارة دون نقاش. ولعل أبرز ما ظهر اللغط حوله هو ملف المتعاقدين بالجامعات السعودية الذي رآه البعض أنه ملف ينافس ملف توظيفهم ، أو استحقاقهم من الوظائف في الجامعات بالذات .. ورأوه أنه عائق في الحصول على الفرص الوظيفية من المفترض أن تكون متاحة لهم .. بل ذهب البعض إلى أن المسئول عن التعاقد أخرجه من كونه ضرورة واحتياجا مؤقتا إلى صياغة ظروف تبقيه دائما ، فيستثمره في اتجاهات غير مقبولة. الكثير من الجامعات ليست لديها عوامل جذب للتعاقد مع المتميزين..وبالتالي يتم التعاقد مع كفاءات ضعيفة..ويتجه البعض بالقول: إلى أنه على الرغم من وجود الكفء من السعوديين إلا أن التعاقد مع متعاقدين هو بسبب انخفاض رواتبهم و طاعتهم للإدارة دون نقاش..ويتأسى احدهم بقوله : يصعب تبرير استمرار المتعاقدين بالجامعات السعودية بعد كل هذه الدفعات من الخريجين خصوصا أن الكثير منهم أكثر تأهيلا وقدرة على التدريس لكن لا يجد فرصة..وتسامح البعض في أنه لا بأس إذا كان التعاقد في تخصص ، أو درجة نادرة وغير موجودة كفاءة سعودية تضاهيها.. و لكن الواقع غير ذلك..وتساءل البعض عن : هل وصل عدم سد الحاجة من المواطنين لنتعاقد من أجل مواد العلوم والثقافة الإسلامية وبلادنا منبع لتلك العلوم؟ وتكررت شكوى البعض من صعوبة فهم كلام المتعاقدين من جنسيات مختلفة وحتى العربية منها .. وأكدوا على إن كان ولابد فعليهم التعاقد مع متعاقدين قريبين للغتهم ..واستغرب بعضهم من فكرة أنه على الرغم من أن المبتعث جامعته معتمدة ومعروفة ومن أفضل الجامعات بالعالم ولكنه غير مرحب به في جامعاتنا. ختام القول: مع أن الجامعات تحجج بالبحث عن الجودة وتفاصيلها وأهميتها بالنسبة للسعودي..بينما يختفي هذا الحرص أمام المتعاقد..كما أن الكثير سمع أن هناك اشكاليات حول شهادات وهمية من قبل المتعاقدين والمتعاقدات و عززّ ذلك التعاقد مع أجانب من جامعات ضعيفة وفي تخصصات يتوفر بها فرص للمواطنين..والواقع كما ذكره البعض أن التعاقد بنظامه الحالي استنزاف لموارد الجامعات وقد آن الأوان لاعادة تقويمه وإسناده لجهة مختصة بالوزارة و لا عذر للجامعات حيث لدينا كفاءات وطنية من أقوى الجامعات بالعالم ،تحصلوا على الشهادات بإشراف الوزارة فهم أحق..ومع ادراكي أن هناك دواعي ثقافية وسياسية وحتى اقتصادية تستوجب التعاقد مع متعاقدين من الخارج إلا أن أعداد العائدين من الابتعاث وخريجي الجامعات لدينا تجعل مسألة النظر بجدية في منحهم الفرص هي مسألة أوجب. تويتر @aziz_alyousef