ثمن عدد من الاقتصاديين موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على تمديد فترة الابتعاث الخارجي 5 سنوات للطلاب السعوديين. وقالوا ل «عكاظ»: إنه قرار حكيم يؤكد حرص قيادة المملكة على التركيز على التعليم كأساس في التنمية. ودعوا القطاع الخاص للاستعداد بتوفير الوظائف المناسبة للمبتعثين عند عودتهم ووفق تخصصاتهم. ابتعاث خريجي الأهلية بداية قال الدكتور عبدالله بن صادق دحلان رئيس مجلس أمناء جامعة الأعمال والتكنولوجيا: إن قرار خادم الحرمين الشريفين بتمديد برنامج الملك عبدالله للابتعاث الخارجي لمدة 5 سنوات يعتبر من أهم القرارات التي لها بعد استراتيجي وتنموي على المدى الطويل. وأضاف، لقد ساهم برنامج الملك عبدالله للابتعاث الخارجي في رفع مستوى الأداء وتطوير الإنتاجية وتعتبر مخرجات الابتعاث الخارجي إضافة متميزة ومكملة لمخرجات الجامعات السعودية، مؤكدا بأن استمرارية البرنامج للفترة القادمة ستسهم في سد العجز في بعض التخصصات التي يحتاجها سوق العمل السعودي، مؤملا أن تركز وزارة التعليم العالي على حصر الابتعاث للتخصصات الصحية مثل الطب بأنواعه والهندسة بأنواعها والحاسب الآلي والخدمات الصحية لمساندة. وأشار إلى أن قصر التخصصات الأخرى على طلبة الدراسات العليا لدرجة الماجستير والدكتوراه، حيث إن هناك عجزا كبيرا في أعضاء هيئة التدريس في الجامعات السعودية الحكومية والأهلية والتي تتنافس على استقطاب الكفاءات من حملة الدكتوراه السعوديين والأجانب. واقترح أن تخصص مجموعة من هذه البعثات للجامعات والكليات الأهلية لابتعاث المعيدين والمحاضرين لديهم لسد العجز لديهم. ودعا إلى التوسع في ضم الطلبة الذين يدرسون على حسابهم الخاص في الدراسات العليا والدراسات المتخصصة. توفير الوظائف أولا من جهته قال الدكتور حامد الهندي بجامعة الملك عبدالعزيز إن قرار تمديد الابتعاث هو مكرمة من خادم الحرمين الشريفين لشبابنا، لكي يتحصلوا على الشهادات العليا في المجالات المتخصصة، ولكن يجب توفر الوظائف للخريجين حتى لاتحدث هناك مشكلة عند عودتهم ولم يجدوا لهم الوظائف المناسبة، داعيا القطاعين الخاص والحكومي لتوفير الوظائف. ودعا الدكتور الهنيدي «أن يكون هناك تنسيق بين الأجهزة الحكومية والقطاع الخاص لتنظيم التوظيف والتخلص من العنصر غير السعودي في الوظائف ليحل محلهم الشباب بعد تدريبهم واكتسابهم الخبرة، وهذا تعمل عليه شركة أرمكو». مفصل حيوي ونقلة نوعية من جهته قال الدكتور أنمار مطاوع بجامعة الملك عبدالعزيز لا شك أن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث يعتبر مفصلا حيويا في النقلة النوعية التي تشهدها المملكة في كافة قطاعاتها وبرامجها، سواء على المستوى الاقتصادي، أو الاجتماعي، أو النهضوي بشكل عام. وأضاف أن فكرة تمديد البرنامج، أو طرحه لفترة أخرى، سيضاعف من تلك الفائدة، فكثير من الوظائف التي استحدثت في سنوات نهضة الملك عبدالله، خصوصا في المدن الصناعية، والمؤسسات التعليمية، والشركات الكبرى المستثمرة، تحتاج لكوادر مواكبة للتطلعات والطموحات والآمال، لتدار مقومات التنمية لدينا بأيد وطنية مؤهلة. كفاءات نوعية وأكد رجل الأعمال ناصر بن جزاء القحطاني على أهمية أن يستغل الشباب هذه الفرصة التي يتيحها لهم قائد الأمة من خلال برنامج الابتعاث الخارجي، بحيث يلتحقون بتخصصات يحتاجها سوق العمل ومن شأنها أن تساهم في تعزيز احتياجات التنمية بكفاءات نوعية. وأضاف، من جانبه يجب على رجال الأعمال أن يتفاعلوا مع هذا التوجه الإيجابي من القيادة، وذلك بالحرص على استقطاب خريجي الابتعاث في وظائف تتفق مع تخصصاتهم وتخدم خطط التنمية. فرحة للشباب أما يحيى عايض علي من القطاع الحكومي فقال إن المكرمة فرحة الشباب ليزدادوا علوما عليا في تخصصات الطب والهندسة وغيرها من المجالات التي يحتاج إليه سوق العمل، ودعا القطاع الخاص من الآن لإعداد البرامج ليشاركوا القطاع العام في توظيف خريجي الابتعاث الخارجي من شباب الوطن.