لاشيء.. استفاق على أعتاب الذاكرة الموءودة لا شيء.. استوى في موانىء الصهوة المحمومة المسافة ترسم حدود الرغبة ثم تتوقف عن السقوط من أي طوفان يطفح الوجه الدميم؟ في أي ارض تولد الزنابق في الزمن العقيم؟ كل شيء تساقط من الشجر الرطيب كل شيء هوى من أسوار الجسد الحنون لا يمكن ان نستعيد وجه البراءة والكآبة تمتص أجسادنا النحيلة هذه مسافات الغياب تدنو قليلا ثم تعود الى الجرح في جسدي ليبتدىء الفناء العاجل ويغرب جبين الريح في اتجاه الصدر الذبيح ليبصر تيار هذا الموت ونواح الياسمين لماذا تطوح بطفولتي الى الليل المنفي وانت تدرك أنني صباح من مرمر فالزمن الفسيح.. يطردني والنهار الجريح.. يقرأني والنسيان الصريح.. يسأمني كنت أفرد قامتي على أريكة ميتة في دمي كالمتشتبث بالاشباح القبيحة في الأساطير القديمة كأنني شهقة تنطوي في نزوات الغواية أمشي وحيدا حاملا دروب الضياع في كفي والهتافات الخرساء موصدة في جوفي هي لا تهرب من أسياج العتمة هي لا تتوارى خلف قطيع من شرانق الرحمة توغلت دموعي في الندم الرقيق لتغسل الحزن العتيق لعل هذا النور يتسامق في القلب ويضيىء زمنا آخر ويضيىء قمرا آخر مصطفى عطاالله