قال النائب اللبناني مروان حمادة ان خطاب حسن نصرالله "تضمّن حيثيات وانطباعات مغلوطة ومفعمة بتفاؤل مفرط حول غلبة النظام السوري والقوى الحليفة له والمناخين الاقليمي والدولي فقفز الى استنتاجات خاطئة، والاهم مما قيل هو ما لم يقل. واضاف: نصرالله لم يقل ماذا سيفعل بآلاف المقاتلين الذين يتابعون الحرب في سوريا؟ وكيف سيعود الى الحوار وهو تنكر قبل صياح الديك لاعلان بعبدا؟". من جهتها, قالت "المستقبل" اللبنانية: غريباً كان خطاب حسن نصرالله, وغرابته كانت استثنائية، إذ إنه بنى أكثر من نصفه على أكاذيب كبرى، وقدّمها باعتبارها حقائق حاسمة ولا تُجادل، وهي على أي حال، عادة متأصلة في سلوكه وسلوك حزبه مع لبنان واللبنانيين منذ سنوات. واضافت: يتهم سعد الحريري من دون أن يسمّيه بأنه قال إنه لن يعود إلى لبنان إلا عن طريق دمشق. واليقين الذي يعرفه نصرالله من دون أدنى شك، هو أن سعد الحريري لم يقل ذلك الكلام على الإطلاق، بل هو في إحدى المرات وأمام تصاعد وتيرة التزوير والفبركة في آلة الممانعة الإعلامية المعهودة، أصدر نفياً رسمياً في هذا الشأن. هذه أولى. والثانية قوله إن تيار "المستقبل" تحديداً، يشترط الحكومة قبل الحوار. واليقين الذي يعرفه نصرالله من دون أدنى شك، هو أن الرئيس الحريري شخصياً قال إنه مستعد للحوار عندما يدعو رئيس الجمهورية إليه، أكان ذلك قبل الحكومة أو بعدها... هل تراه أرسل 10 آلاف «محاور» من حزبه إليها أم 10 آلاف عنصر «لتسهيل» ذلك الحوار؟ يتحدّث عن الحوار ويعرف تماماً ومسبقاً أنه وحليفه الكيماوي أوصلا سوريا والسوريين إلى نقطة اللاعودة. 10 الاف "محاور" هذه ثانية. والثالثة دعوته إلى تشكيل مرجعية لمتابعة قضية المفقودين والمخطوفين. عظيم. والأمر يستحق ذلك بالفعل. لكن إلى أي مرجعية استند، أو سأل، أو راجع عندما أرسل جيشه إلى سوريا للفتك بشعبها؟.. وعن أي حوار يتحدّث عندما يقول لا حلّ غيره في سوريا؟ وهنا تساءلت الصحيفة: فهل تراه أرسل 10 آلاف "محاور" من حزبه إليها أم 10 آلاف عنصر "لتسهيل" ذلك الحوار؟ يتحدّث عن الحوار ويعرف تماماً ومسبقاً أنه وحليفه الكيماوي أوصلا سوريا والسوريين إلى نقطة اللاعودة. هذه ثالثة. والرابعة أنه يحمّل "14 آذار" و"المستقبل" مسؤولية ما يحصل من تعطيل، وينسى أو يتناسى أن "14 آذار" و"المستقبل" خارج الدولة والسلطة التنفيذية، ولا علاقة لهما باجتماع حكومة تصريف الأعمال أو بعدم اجتماعها، فهي حكومته هو وسلطته التنفيذية، فما دخل الآخرين بهذه المصيبة؟ العودة الى لبنان هذه رابعة. والخامسة أنه يدعو "14 آذار" لتعود إلى لبنان، وكأنها هي التي تقاتل في سوريا وليس حزبه، أو كأنها هي التي "تقيم" قرارها في طهران وقبلها في دمشق، أو كأنها هي التي تؤثر مصلحة الولي الفقيه على مصلحة الوطن العليا.. الحقيقة الوحيدة الواضحة هي أن المطلوب منه أن "يعود" إلى لبنان ليس سوى "حزب الله" ولا أحد غيره. ... انتظر ثلاثة أشهر ليجيب عن مبادرة الرئيس الحريري الذي دعاه إلى التضحية من أجل لبنان وتشكيل حكومة لا تضم الطرفين، وإذ بالإجابة تفيد "بصدق" أنه غير مستعد لأن يضّحي. وهذه حقيقة تؤكد مجدداً أنه لا يريد إلا السلطة، ولا هدف له إلا الإمساك بها خدمة لأولياء أمره المعروفين. وقالت: تجاهل نصرالله ما لا يمكن تجاهله: مشاركة حزبه في الجريمة الموصوفة ضد الإنسانية التي تُرتكب ضد الشعب السوري و"إعلان بعبدا". ومن الواضح تماماً بالنسبة ل"14 آذار" وتيار "المستقبل" تحديداً، أن الشراكة الوطنية في حكومة أو غيرها، لا تستقيم إلاّ بانسحاب نصرالله وفريق "المحاورين" التابعين له من سوريا، والتزامه "إعلان بعبدا" باعتباره بياناً للحكومة. وحينها وبالعمق، لن تكون هناك مشكلة أمام الشراكة الوطنية الفعلية والحقيقية.