عزيزي رئيس التحرير احتلت اخبار الارض الفلسطينية مساحات واسعة من الصحف ووسائل الاعلام وما نقرأه كل صباح في (اليوم) شاهد على ذلك، وشاهد ايضا على بشاعة ما يحدث هناك من ممارسات.. وكل ذلك بسبب ذلك الكيان الصهيوني. لقد طغت بريطانيا علينا نحن العرب وارتكبت بحقنا جرما بشعا لا يغتفر حين تبنت فكرة اغتصاب فلسطين قلب الامة العربية النابض لاقامة دولة عبرية على ارضه، اكدها وجسدها حقيقتها وعد بالفور عام 1917م، ومن ثم تسهيلها هجرة يهود العالم الى تلك الارض المباركة ودعمهم بعد ذلك بما مكنهم من اغتصاب الارض من اهلها واصحاب الحق الشرعي فيها، وها نحن اليوم نتجرع السم الزعاف الذي لوثت به بريطانيا ديارنا واوطاننا واجواءنا وبحارنا دون ان تفكر في التكفير عن الجرم الذي مارسته ضدنا والغبن الذي ألحقته بنا، بل ان قادتها على مر الازمان يتمادون وبصلف وعنجهية في معاداتنا والنيل من حقوقنا وكرامتنا وعزتنا متجاهلين ما يربط بيننا وبينهم من مصالح مشتركة بالغة الاهمية ارضاء للصهيونية التي كبلت شعوب وحكومات الغرب باصفاد لا يستطيعون منها فكاكا. ان زرع هذه الشرذمة العنصرية الحاقدة والمتوحشة في قلب الوطن العربي لم يخلص الغرب من شرور الصهاينة وخطر تأثيرهم السلبي على القيم والمثل والذمم التجارية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية واخلاقيات وآداب المجتمعات الغربية حسب ظن منظري السياسة والادارة، فالصهاينة يعيثون فسادا ويتصاعد خطرهم على كافة مجريات الحياة في الغرب، وعلى هذا فان الخطر المحدق ليس مصدره الاسلام دين الرحمة والعدل والوئام والسلام، وانما الخطر الحقيقي يكمن في مخططات وبروتوكولات الصهاينة المعروفة التي يغمض الغرب عينيه عنها والتي تستهدف لي عنق دول الغرب وتسخيرها لخدمة مصالح الصهيونية ومبادئها الهدامة ونواياها الشريرة، وقد تحقق ذلك بالفعل من خلال وصولهم الى كراسي الحكم ومراكز القيادة في دول الغرب كافة وسيطرتهم على بيوت المال والاقتصاد واحتوائهم مؤسسات العلم والثقافة وامتلاك وسائل الاعلام والقنوات المؤثرة في تشكيل السلوكيات والقيم والرأي العام في المجتمعات الغربية، وتلك كارثة بدأ العالم يتجرع شرور مضاعفاتها وآثارها المدمرة منذ الحادي عشر من سبتمبر عام 2001م. ولكن الذي تحقق للغرب من مشروع الغدر والخيانة ان هذا الكيان العنصري الشرير قد ادى دوره بتفوق واقتدار في اشغال الامة العربية بالفتن واشعال نيران الحروب حتى لا يكون لديها الوقت والقدرة لوضع اطر نهضة تنموية شاملة توفر للاجيال حياة حرة كريمة، وترسخ مبادئ ومفاهيم القيم والمثل والاخلاق وتوطيد دعائم الامن والاستقرار تمهيدا لقيام وحدة عربية شاملة، بالرغم من ان العرب لم ولن يكونوا مصدر ايذاء وازعاج للغرب لانهم اصحاب عقيدة اسلامية تنشر الخير والهداية والاستقامة السوية على الحق للبشرية جمعاء، وتنبذ الشر والظلم والخيانة والغدر والافساد في الارض وليست لهم مطامع خارج حدودهم. لقد انشغل العرب منذ الاستقلال بالانقلابات العسكرية ورفع شعارات التضليل والاخفاق والضياع وتبادل الشتائم وافتعال الخلافات والتمادي في بث اسباب الفرقة والشحناء والتباغض والاحقاد والتناحر والتي من افدحها جرما وخطيئة غزو العراق لدولة الكويت الجارة الشقيقة في الوقت الذي يكرس فيه عدونا وقته ويبذل قصارى جهده في سباق مع الزمن لامتلاك سلاح التدمير الشامل وكل اسباب القوة والمنعة والارهاب لاذلالنا وقهرنا والعبث بمقدراتنا حتى اصبحت هذه الدولة (الخطيئة) لا تعبأ ولا تستجيب للقرارات والنداءات الدولية والاممية الخاصة بقضية فلسطين وحقوق شعبه المشرد من وطنه وارضه تحت طائلة السلاح والعنف والارهاب والجبروت في ظل تمكنها من امتلاك مختلف اسلحة الابادة والدمار الشامل، ولاحتوائها الدول المهيمنة والمستبدة، الى جانب قلة حيلتنا وضعفنا الذي ارتضيناه لانفسنا وذيليتنا للغرب واقتفاء اثره في الاخذ بالقوانين الوضعية والرؤى والمبادئ والمفاهيم والسلوكيات مقطوعة الصلة برب الخلق ومصرف الكون عز وجل بدلا من الاعتماد على ديننا وعقيدتنا وحضارتنا التي فيها عزتنا وقوتنا وانتصارنا بإذن الله تعالى. لذا هل نقول وداعا يا فلسطين الى ان يحقق الله وعده المرتقب الذي لا يخلف، والله المستعان. علي بن محمد بن ظافر الشهري