قال وزير الخارجية الفرنسي الآن جوبيه وهو يشرح التغير في سياسة بلاده إزاء العلاقات مع الحركات الإسلامية في الخارج أن فرنسا خدعها زعماء عرب عندما صوروا هذه الحركات على أنها الشيطان. وقال وهو يشير الى بطء رد فعل فرنسا إزاء الانتفاضات الشعبية في تونس ومصر في أواخر العام الماضي “صدقناهم والآن يمكننا أن نرى النتيجة”. وأشار جوبيه إلى ان فرنسا منفتحة للحديث مع أي حركة إسلامية في الخارج تنبذ العنف مشيرا إلى تغير في السياسة في مواجهة انتفاضات شعبية في أنحاء الشرق الأوسط. وحذرت فرنسا من الخلط والمصاعب في حملة القصف التي ينفذها حلف شمال الأطلسي ضد قوات موالية لمعمر القذافي في ليبيا مع توجيه النداءات مجددا من أجل حل سياسي للحرب الأهلية المستمرة منذ شهرين. وقال جوبيه لمجموعة من الصحفيين في باريس “نحن مستعدون للتحدث مع الجميع”. وأضاف “دعونا نتحدث إلى الجميع ودعونا نتحدث إلى “جماعة” الإخوان المسلمين”. وكانت الدول الغربية ومن بينها فرنسا تنظر بريبة إلى الحركات الإسلامية الشهيرة مثل الإخوان المسلمين لأسباب منها تحذيرات من زعماء الحكومات في الدول التي ترسخت فيها تلك الحركات. وأصبحت جماعة الإخوان المسلمين أكبر قوة معارضة في مصر قبل انتخابات حرة ونزيهة يزمع إجراؤها بعد سقوط الرئيس حسني مبارك في فبراير.وفي إشارة إلى الدفء المتجدد سيجتمع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مع مصطفى عبد الجليل عضو المعارضة الليبية في باريس بعد أن كان أول زعيم غربي يعترف بحركة المعارضة. وكان ينظر إلى فرنسا منذ فترة طويلة كصديق للشعوب العربية بسبب انتقاد السياسة الإسرائيلية في عهد الرئيس الراحل شارل ديجول واستضافة ياسر عرفات زعيم منظمة التحرير الفلسطينية ومعارضة غزو العراق في عام 2003 . ونأت فرنسا منذ ذلك الحين بنفسها عن هذه الصورة. وكان ساركوزي مؤيدا علنيا لإسرائيل وانتهج موقفا براجماتيا فيما يتعلق بالزعماء العرب المستبدين مثل الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي الذي غالبا ما كان يوصف في فرنسا بالإصلاحي المعتدل. واللهجة الدبلوماسية الجديدةلفرنسا توحي بأن ساركوزي يفضل الطموحات الديمقراطية على أمل إقامة علاقات مع جيل جديد من الزعماء على الاستقرار.