واجه فريق الهلال السعودي خلال الموسمين الماضيين جملة من التحديات؛ سواء على الصعيد المحلي أو العالمي، رغم الإنجاز التاريخي، الذي حققه بنيله الثلاثية المحلية" الدوري والكأس والسوبر" وفرض نفسه كأحد أفضل أندية العالم أداءً ونتائج. دخل الهلال الموسم؛ بوصفه الفريق الذي لا يُقهر، محطمًا أرقامًا قياسية في عدد الانتصارات المتتالية، ونسبة السيطرة على مجريات المباريات، مقدمًا تماسكًا فنيًا وتكتيكيًا نادرًا، لكن ما لبثت التحديات أن ظهرت، كما أشار مايكل إمينالو، الرئيس التنفيذي لكرة القدم في الدوري السعودي للمحترفين؛ لتتجسد في صعوبات غير متوقعة محليًا، حيث ودّع الفريق المسابقات المحلية دون تحقيق أي لقب، ما فتح باب التساؤلات حول طبيعة هذه العقبات، وعلى الساحة العالمية، وتحديدًا في بطولة كأس العالم للأندية، عاد الهلال ليخطف الأضواء من جديد، مقدمًا أداءً مبهرًا أمام فرق عالمية عريقة، فالتعادل مع ريال مدريد كان عنوانًا للندية، لكن الفوز التاريخي على مانشستر سيتي، بطل العالم السابق، شكل لحظة فارقة، وصفها المتابعون بأنها من أروع ما قُدم آسيويًا على مستوى الأندية، غير أن مشوار الهلال توقف عند دور الثمانية، بعد مباراة مثيرة للجدل أمام فلومينيسي البرازيلي؛ حيث شهدت المقابلة قرارات تحكيمية أثارت شكوكًا في الشارع الرياضي، وسط تساؤلات حول تأثير شركات المراهنات على مجريات بعض المواجهات. كما ذكر الإعلامي المصري أحمد صلاح؛ الذي أكد أن خروج الهلال "مُرتب له" مسبقًا، خاصة بعد فوزه على السيتي الذي أربك التوقعات، في ظل ترشيحات كانت تصب في مصلحة نهائي يجمع ريال مدريد ومانشستر سيتي، أو باريس سان جيرمان، حتى إن مذيعي الاستوديوهات التحليلية لم يخفوا دهشتهم من بعض القرارات الحاسمة، التي يرى البعض أنها اتُّخذت تحت ضغط أو بتوجيه غير مباشر. مشهد أعاد للأذهان سيناريو نهائي سيدني الشهير، الذي ترك في ذاكرة الهلاليين تساؤلاً عن عدالة ما يجري داخل المستطيل الأخضر. وبرغم كل ما واجهه، يظل الهلال عنوانًا لصورة الطموح السعودي المتجدد، وسفيرًا لكرة القدم الآسيوية في المحافل الكبرى. وبين إنجازاته اللافتة وعثراته، سواء كانت طبيعية أم بفعل فاعل، تبقى الحقيقة أن الهلال فريق لا يمكن تجاهله، وكلما غابت شمسه، عاد أكثر إشراقًا، ويبقى ختام الحديث: "قدر الله وما شاء فعل، والحمد لله على كل حال".