كم مرة دخل أحدنا على منصة X لقراءة خبر أو تغريدة، ووجد بعضًا من الناس يستخدمون ألفاظًا مهينة، ويعملون على تحقير من يختلف معهم في الرأي. نجد مثل هذه الشخصيات خاصة في جميع المواضيع من رياضة أو أحداث عامة. فبدلًا من أن يكتفي بشرح وجهة نظره، والدفاع عنها، يقوم بالتقليل من الآخرين، ونعتهم بأوصاف أبسطها الجهل، وأصعبها يعاقب عليها القانون. والغريب أن بعضهم يحمل لقب إعلامي، وآخر معلم، والآخر رجل بلغ من العمر مبلغه. بل إن أحدهم استخدم آية من القرآن الكريم ليقلل من شأن لاعب كرة قدم. أعرف الكثير ممن لا يكتب أي تعليق، ويكتفي بالاطلاع على ما يكتب، وذلك حتى لا يتعرض إلى كلمات خارجة، أوإهانة من شخص قد يكون في عمر أولاده. حقيقة.. إن الكثير ممن يمارس الكتابة على هذه المنصات يفتقر لأبسط أصول الأخلاق، والتعامل الحسن وقواعد الاختلاف. لماذا أصبحت الإهانة والتهجم على الآخرين طريقة للتعامل مع كل من نختلف معه. لماذا نسينا أن ديننا الحنيف يحثنا على حسن التعامل مع الصغير والكبير. لقد قال رسولنا الكريم:" ليس منا من لم يرحم صغيرنا ولم يوقر كبيرنا". وفي حديث آخر:" إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق". المشكله أن كل من يجلس خلف شاشة الجوال، أو على الجهاز اللوحي، وبعضهم أطفال لم يتجاوز الخامسة عشرة من عمره. يدخل باسم وهمي؛ ظنًا بأن ذلك يمنحه الحرية للإساءة إلى الآخرين، ويتحدث في كل شيء، ويدلى برأيه في أدق الأمور، وكأنه حاصل على جائزة نوبل في جميع العلوم. ولا يرضى بأي رأي مخالف. لا شك أن توفر خدمة الإنترنت في كل جوال، وجهاز لوحي أدى إلى سهولة التعليق على كل الأحداث، وكثيرًا منهم من يندفع للتعليق دون أي تفكير فيما هو مكتوب أمامه، وأذكر أن أحد الجغرافيين، كان يتكلم عن مصطلح الهلال الخصيب، وقام أحدهم- قبل أن يكمل قراءة الموضوع بشتمه؛ لأن نادي الهلال- -كما فهم- هو المقصود بالحديث، وهو أكبر من أن يتحدث عنه. هناك قوانين كثيرة تحاسب على سوء استخدام المنصات والإساءة إلى الآخرين، وتجرم التطاول والتشهير بالآخرين، ولكننا بحاجة إلى قوانين تمنع التلاعب بالألفاظ للإساءة للغير. وتعاقب من يختبئ وراء اسم مستعار لمهاجمة مخالفيه، ولكن البعض يعتمد على أن الكثير لا يملك من الوقت والجهد، وحتى المال ليضيعه في رفع القضايا.