أعرب فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية ، عن اعتزازه وتقديره ، لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله على مواقفه الشجاعة والمشرفة التي أبداها وما زال إزاء مصر وشعبها، وقال // إنها تدلل على أخوة حقيقية وصداقة وفية، طالما اعتززنا بها، حكومة وشعبا//. ووصف فخامته خادم الحرمين الشريفين ب «حكيم العرب» وقال " إنني أتفق معه تماما في وصفه لمصطلح «الفوضى الخلاقة» بأنها «فوضى الضياع والمصير الغامض»، وكل من له عينان تريان أو عقل يفكر يستطيع أن يحكم على نتائج ما يسمى بالفوضى الخلاقة في بعض دول المنطقة التي أثيرت فيها الفوضى بغية تفتيت المنطقة وإعادة ترتيبها وفقا لمصالح أطراف لم تع ولم تقدر خطورة ما فعلت بل وتسدد الآن فاتورة ما شاركت في إحداثه من فوضى. وجدد فخامته الشكر لخادم الحرمين الشريفين على دعوته الكريمة لعقد مؤتمر لأشقاء وأصدقاء مصر للمانحين لمساعدتها في تجاوز أزمتها الاقتصادية ، وقال " إن خادم الحرمين الشريفين كما عهدناه دوما سباقا إلى التفكير والانشغال بقضايا المنطقة وبأحوال دولها " ، مشيراً إلى أن التنسيق يتم بشكل كامل بين مصر والمملكة من أجل تنظيم المؤتمر وإنجاحه، إن شاء الله. وأكد فخامته خلال حديثه لصحيفة عكاظ نشرته في عددها الصادر اليوم، أن مستقبل العلاقات بين مصر والمملكة واعد ومزدهر، ومليء بالفرص الاقتصادية والتنموية التي يعززها التوافق السياسي، لافتاً النظر إلى أن المحنة التي مرت بها مصر خلال الفترة الماضية، أثبتت مواقف المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وأصالة مواقفها إزاء مصر وشعبها، وهي المواقف التي سيظل يحفظها الشعب المصري للمملكة الغالية وشعبها الشقيق، وسيحفرها التاريخ بأحرف من نور في سجل المواقف الأخوية الحقيقية بين البلدين. وشدد على أن وقوف المملكة إلى جوار مصر لم تكن له فحسب معان نبيلة على مستوى العلاقات الأخوية بين البلدين، ولكنه صان العديد من دول المنطقة ومقدراتها وكان نتاجا لإدراك صائب بخطورة الأوضاع والمخططات التي كانت تصاغ لها، ويقع على عاتق الدول العربية أن تتضامن وأن تسهم بفاعلية في تحقيق استقرار وأمن المنطقة أخذا في الاعتبار حيوية المنطقة للعالم بأسره ، سواء من حيث كونها مصدرا ثريا لمصادر الطاقة أو معبرا لحركة التجارة العالمية. وأشار إلى أن مصر ما بعد ثورة الثلاثين من يونيو تقيم علاقاتها الدولية على أسس من الندية والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وتحرص على إقامة علاقات متوازنة وديمقراطية لا تميل إلى طرف على حساب آخر ولا تعلي سوى مصلحة الوطن. وتحدث فخامته عن الدولة الفلسطينية،واستئناف عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وقال إنها مسألة ضرورة واحتياج،وهناك ضرورة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدسالشرقية، وهناك احتياج إسرائيلي للشعور بالأمن وتحقيقه، ومن ثم فإن التسوية السلمية للصراع الممتد لأكثر من ستة عقود تعد حقا أصيلا للشعب الفلسطيني وتصب في مصلحة الشعب الإسرائيلي، ولذا حرصت في مؤتمر إعادة إعمار غزة أن أدعو الشعب الإسرائيلي إلى تحقيق السلام، وحث قادته على المضي قدما في طريق السلام. وأضاف قائلاً " إننا في مصر لا نلتفت كثيرا إلى أية محاولات يائسة للتشويش على دورنا الإقليمي في المنطقة، ولاسيما في القضية الفلسطينية التي ستظل محتفظة بمكانتها التقليدية في صدارة اهتمامات السياسة الخارجية المصرية، وعلى الرغم من محاولات عرقلة وتعطيل الدور المصري التي جاءت من هنا أو هناك، فإننا توصلنا في النهاية إلى وقف لإطلاق النار وإقرار للهدنة، فضلا عن تحقيق المصالحة الفلسطينية، وسنمضي في طريقنا إن شاء الله وصولا لتحقيق السلام العادل والشامل وفقا لمبادرة السلام العربية التي سبق أن طرحها خادم الحرمين الشريفين في قمة بيروت عام 2002م. وحول تحذير المملكة ومصر من استفحال أنشطة الإرهاب في المنطقة ، قال فخامته " إن مصر كانت من أوائل الدول التي حذرت من مخاطر انتشار الإرهاب ومحاولات بعض الأطراف الدولية لإيجاد جماعات متطرفة تساندها في مواجهة أطراف دولية أخرى في المنطقة إلى أن آلت الأوضاع إلى ما نحن فيه الآن، وعلى الرغم من ذلك ولكون مصر قد اكتوت بنار الإرهاب، فإننا منخرطون بالفعل في الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب. وأكد أن بلاده تؤكد أهمية أن تتم مكافحة الإرهاب من منظور شامل، لا يقتصر فحسب على الشق العسكري، وإنما يمتد ليشمل الأبعاد التنموية بشقيها الاقتصادي والاجتماعي، والرؤية يجب أن تكون واضحة بما يضمن عدم تكرار ظهور وانتشار هذه الجماعات المتطرفة التي تستهدف مقدرات الدول وتسيء إلى الإسلام. وشدد فخامته على أن موقف بلاده إزاء سوريا والعراق واليمن، موقف واضح يستهدف الحفاظ على السلامة الإقليمية لهذه الدول ووحدة شعوبها وصون مقدراتها، والعمل على إيجاد حلول سياسية لتلك الأزمات. وتناول الرئيس المصري خلال حديثه العلاقات المصرية التركية والمصرية القطرية ، والملف الليبي، وزيارته لموسكو وواشنطن، بالإضافة إلى الانتخابات في بلاده والصلاحيات الممنوحة للبرلمان المقبل، والقوات المسلحة وعلاقتها بالشعب والمشكلات المتراكمة على بلاده وتزايد الثقة الدولية في الاقتصاد المصري. رابط الخبر بصحيفة الوئام: الرئيس المصري يقدر لخادم الحرمين مواقفه «الشجاعة» إزاء مصر وشعبها