كم أتعبتنا تلك الطاولة المستديرة او المستطيلة ايآ كان شكلها ومدى تناحر قاصديها على حجز الأماكن للظهور بشكل واضح على شاشات التلفزة خلال النشرات الإخبارية او التغطيات الإعلامية المباشرة في مضمونها المتكرر الممل والذي يحمل ذات الأجندة والقضايا منذ عقود مضت,فلو كانت قد نفعت بشيء لحُرِرت فلسطين منذ زمن ولتنفست سوريا الصعداء منذ اول جلسة, فقد صدقت يا نزار حين قلت: أنا منذ خمسون عاما أراقب حال العرب وهم يُرعِدون ولا يُمطِرون وهم يدخلون الحروب ولا يخرجون وهم يعلكون جلود البلاغة علكآ..ولايهضمون. فبغض النظر عن الأراء المختلفة المتعلقة بسلوك هذا الشاعر ونهجه فقد صدق حقآ في وصف الزعماء العرب,فإن خطاباتهم الرنانة الجوفاء هي مجرد كلمات إعلامية لا عملية,لاتصيب الهدف بل تشير اليه, لطمأنة الشعوب و”الطبطبه” عليهم من خلال إخبارهم بأن كافة أعضاء ذلك المجلس مدركين لمعاناة هذا الشعب ثم نقطه انتهى,وتنتهي الجلسة بتوصيات هي ذاتها توصيات الجلسة السابقة مع تحريف لغوي يدحض التشابه او إلاقتباس بين الجلستين,لتتحول بدورها إلى مجرد حقن بنج لا أكثر,من خلال مهادنات متكررة على حساب العامه,فقد أجهض رؤسائنا العرب الكثير من الآمال التي وضعت عليهم,مما جعل الكثير منا ينسى فكرة الحمل بأمل جديد,لأن الحرب النفسية التي تشن علينا أكبر بكثير من أن تحتملها شعوب وصلت فتوحاتها في ما مضى الى اواسط اسبانيا لتظل بها قرابة السبعمائة سنة ونصف,حين كان رؤسائها القدماء ممن حملوا أرواحهم على أكُفِهم,فسطر التاريخ مخلداتهم بحروف من نور,لترى نفسها الأن مكبلة بقيودٍ من التخاذل, وقرارات مؤجله إلى حين لاندري.فمالذي ننتظر حدوثه لكي ننقذ سوريا ونحقن دماء الأبرياء فيها وفي كل بلد معتل بفعل سياستنا المنهزمه,وما سقف الإحتمال لدى حكامنا كي تظهر منهم مواقف مشرفه, من خلال العمل على بناء منظومة حل متكاملة تنقذ الوضع الراهن من وحل اللارحمه,وترسي المركب العربي على شاطئ الأمان وتحفظ كرامة الشعب,ولكن..كيف نطلب من الحكام حفظ كرامتنا وهم من لم يحفظون كرامة أنفسهم وماء وجههم أمام شعوبهم والتاريخ المتبع لأثارهم والمسجل لخطوات تقاعصهم,وكذلك أمام الطرف الاخر من المسألة, الخصم الذي بات يعتريه نوبات من الضحك بعد قيامه بالعمليات الإستفزازيه الدموية من ردود أفعالنا المعتادة المفتعله,والتي نبدأها بطاولة الحوار المفعمة بالورود الملونة والمياه المعدنية والغازية وننهيها بموعد أخرعلى طاولة أكبر و اكثر تنوع وثراء,والشيء بالشيء يذكر,فكثير منا قد يكون سمع عن ماذُكِر أنه خطأ لفظي حصل في المؤتمر الصحفي لرئيس التيار الوطني الحر العماد ميشيل عون عندما قال في طيات حديثه “طاولة الحمار” ثم أعقبها بإيماءة إعتذار “الحوار” فهل كان يقصد الحوار فعلآ أم أنها كانت كما يقال بلغة اهل لبنان “جرصه” ومو أي جرصه!! [email protected]