محمد منصور مدخلي مدير الشؤون الإسلامية بجازان إن جريمة اختطاف نائب القنصل السعودي في اليمن عبدالله الخالدي توصف بالجسامة في الجرم. كيف لا ، وما أقدمت عليه عناصر تنظيم القاعدة بعيد كل البعد عن مبادئ الإسلام. إنه جزء من صور إجرامية ومخططات تخريبية دأب عليها التنظيم البشع وعناصره الضالة من قديم الزمن، لأنهم ينطلقون من فكر الخوارج الخبيث الذي لا يعرف سوى القتل والتخريب والإفساد والتضليل والتغرير. لا شك أن جريمة الخطف تعد من الجرائم القصدية، وهو ما تحقق في جريمة اختطاف نائب القنصل السعودي، بالرغم من دناءة الباعث على السلوك الإجرامي، وبالرغم من المساومة الفاشلة لعناصر التنظيم البعيد عن مبادئ الدين الحنيف الذي ينتسبون إليه زوراً وبهتاناً وهم بعيدون كل البعد عن منهجه السمح وتعاليمه السامية. إن المملكة العربية السعودية بقيادتها وشعبها تمثل جبهة واحدة تتحطم عندها كل السلوكيات الشاذة والأفكار المسمومة. إننا في بلد التوحيد ندرك أن أعداءً نذروا أنفسهم لإيقاع الفتنة ومحاولة النيل من أمن الوطن والمواطن، كما ندرك بصورة أكبر أن السبيل إلى القضاء على تلك المحاولات هو التمسك بالشريعة الإسلامية والالتفاف صفاً واحداً مع قيادتنا الحكيمة لنتجاوز فكر الكائدين "ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله". إن حادثة الخطف وما صاحبها من مقايضة فاشلة وتهديدات بإلحاق الأذى، لن تزيدنا إلا عزيمة مخلصة في محاربة الفكر الضال والمنهج المنحرف، وإن أمانة الكلمة تحتم علينا جميعاً طلاب علم ومثقفين ودعاة وخطباء ومعلمين بأن نحصن مجتمعاتنا وشبابنا، ونبين لهم مدى الأحقاد التي خلفها التنظيم الضال في أفكار عناصره حتى قادهم لممارسة انتهاكات لا يقرها دين ولا عقل ولا عرف ولا عادة. إنني أحث نفسي وكل داعية وخطيب ومثقف أن يستشعر أمانة الكلمة وخطورة الفكر الضال على المجتمعات وعقول الناشئة، فيبادر كل فيما يخصه بالتوعية المسؤولة، فثمرات التحصين وكشف شبهات الضالين تعجل بالقضاء على تلك الأفكار المسمومة، وتبين في ذات الوقت أن الفطرة السوية والدين الإسلامي ينبذان كل فكر ضال وخلق منحرف. والله نسأل أن يحفظ لنا ديننا ووطننا وولاة أمرنا وأن يديم علينا نعمة الأمن والأمان، وأن يرد أخانا عبدالله الخالدي لوطنه وأهله وأسرته سالماً معافى وأن يحميه بفضله من شر كل ذي شر ويحمي إخوانه العاملين في هذا القطاع في كل مكان.