جلب فصل الربيع الأمطار إلى إسبانيا اليوم، في الوقت الذي يلوح فيه سؤال في الأفق وهو "ما هو الإنجاز التالي لليونيل ميسي؟". وسجل ميسي، الفائز بجائزة أفضل لاعب في العالم ثلاث مرات متتالية، ثلاثة أهداف (هاتريك) مساء أمس ليقود فريقه برشلونة إلى الفوز الكبير 5-3 على ضيفه غرناطة في الدوري الإسباني ويصبح ميسي أفضل هداف في تاريخ النادي "الكتالوني" برصيد 234 هدفا في مختلف البطولات حتى الآن، بفارق هدفين أمام سيزار أسطورة النادي في خمسينيات القرن الماضي. وما يضاعف من إنجاز ميسي أنه حقق في هذه السن المبكرة إنجازا رائعا حيث حطم الرقم القياسي الذي حققه النجم السابق سيزار والذي ظل حتى قبل مباراة الأمس أفضل الهدافين في تاريخ برشلونة برصيد 232 هدفا. ورفع ميسي رصيده من الأهداف في الدوري الإسباني في الموسم الحالي إلى 34 هدفا، وهو أعلى معدل من الأهداف في موسم واحد بالدوري المحلي مع فريق برشلونة. ويتأخر ميسي بفارق هدفين خلف النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو هداف ريال مدريد، الذي يتصدر قائمة الهدافين برصيد 36 هدفا في الدوري الإسباني، ومع تبقي عشر مباريات على نهاية الموسم، يمكن لميسي أن يتجاوز الرقم القياسي لرونالدو، الذي أنهى الموسم الماضي محرزا 40 هدفا. وشغل إنجاز ميسي الصفحة الرئيسية لأغلب الصحف الإسبانية اليوم، وليس فقط الصحف الكاتالونية. وحتى وسائل إعلام مدريد أغدقت الثناء على ميسي، حيث صنفه "راديو ماركا" بأنه "ربما أفضل لاعب على مر العصور"، فيما وصفته "آس" بأنه "لاعب رائع حقا". وفي أعقاب مباراة غرناطة، أفرط مدرب برشلونة جوسيب جوارديولا، على غير عادته، في مدح ميسي. وقال جوارديولا: "إنه لا يسجل فقط أهدافا خارج ملعبه، إنه يحرز أهدافا رائعة، كل هدف له يبدو وأنه أفضل من السابق له". وذكر جوارديولا وسائل الإعلام بأن ميسي لم يكتف فقط بتسجيل ثلاثة أهداف بل صنع أيضا الهدفين الآخرين لتشافي وكريستيان تيلو. وأوضح جوارديولا "إننا نتحدث عن أفضل لاعب على الإطلاق، بكل ما في الكلمة من معني، لقد دخل تاريخ كرة القدم في الرابعة والعشرين، وهذا جعلنا نتذكر سيزار، اللاعب التاريخي الأخر". وأكد "إذا واصل (ميسي) على هذا النحو، فإنه سيؤسس رقم قياسي للتسجيل لن يتمكن أحد من تحطيمه، يمتلك كل المقومات، ولكن الشيء الأكثر أهمية هو ذهنه، الذي هو في غاية القوة". وأنهى جوارديولا حديثه بما تم تفسيره بأنه رسالة إلى رونالدو، "أشعر بالأسف لهؤلاء الذين يحاولون إزاحته عن عرشه لأن ذلك مستحيل". وسجل ميسي أول هدف له مع برشلونة في عام 2005، حينما كان يبلغ من العمر 17 عاما، بعد خمسة أعوام من قدومه من مدينة روزاريو الأرجنتينية. وخلال سبعة أعوام مع برشلونة، قاد ميسي النادي "الكاتالوني" لإحراز لقب كأس العالم للأندية مرتين وثلاثة ألقاب في دوري أبطال أوروبا بجانب خمسة ألقاب في الدوري الإسباني. وسجل ميسي حتى الآن 54 هدفا في مختلف البطولات هذا الموسم بزيادة هدف وحيد عن رصيده في الموسم الماضي. وجاءت الأهداف ال54 لميسي خلال 45 مباراة بما في ذلك تسجيله سبعة أهداف (رقم قياسي) خلال المباراة أمام باير ليفركوزن الألماني خلال فوز برشلونة 7-1 في إياب دور الستة عشر لدوري أبطال أوروبا قبل أسبوعين. وما زالت الفرصة سانحة أمام ميسي لزيادة هذا الرصيد من خلال المباريات العشر الباقية لبرشلونة في الدوري الإسباني والمباراة النهائية لكأس ملك إسبانيا وكذلك المباريات الباقية للفريق في دوري أبطال أوروبا والتي يلتقي فيها ميلان الإيطالي في دور الثمانية ذهابا وإيابا أملا في بلوغ المربع الذهبي. وحقق ميسي بذلك متوسطا مبهرا لعدد الأهداف التي يسجلها مع الفريق في المباريات بمتوسط هدفين في كل ثلاث مباريات. وأحرز ميسي في يناير الماضي جائزة الكرة الذهبية بعد فوزه للعام الثالث على التوالي بالمركز الأول في الاستفتاء على لقب أفضل لاعب في العالم. وعادل ميسي بذلك إنجاز أسطورة كرة القدم الفرنسي ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) حاليا والذي فاز بالجائزة في أعوام 1983 و1984 و1985. ويطمح ميسي إلى تكرار هذا الإنجاز والفوز بالكرة الذهبية لعام 2012 أيضا ليصبح أول لاعب يفوز بها أربع مرات على مدار تاريخ هذه الجائزة. وفاز ميسي بلقب هداف الدوري الأسباني مرة واحدة، في موسم 2009/2010، ولكن هل يستطيع الساحر الأرجنتيني أن يعادل الرقم القياسي للفوز بلقب هداف الدوري الأسباني ست مرات، وهو الرقم المسجل باسم تيلمو زارا، الهداف الأسطوري لاتليتك بيلباو في أربعينيات القرن الماضي. ويسعى ميسي إلى انتزاع الرقم القياسي لعدد الأهداف الإجمالية لزارا في الدوري الأسباني، برصيد 252 هدفا، خلال موسمين، وربما يتجه بعد ذلك إلى تحدي جديد يتمثل في محاولة معادلة إنجاز الجوهرة السوداء، في تسجيل ألف هدف. كما أصبح ميسي صاحب أكبر رصيد من المباريات مع برشلونة بين جميع اللاعبين الأجانب حيث يبلغ رصيده 315 مباراة رسمية مع الفريق. وستشمل التحديات المستقبلية لميسي بالتأكيد، محاولة الفوز بشيء ما مع المنتخب الأرجنتيني، حيث وصف تجربته مع المنتخب الأرجنتيني الأسبوع الماضي بأنها "شيء محبط".