برج بريدة.. اعتقال استثنائي خلف الأسوار عقودا من الزمن

يقبع برج بريدة الشهير في معتقل استثنائي منذ عقود، مكبلاً بأسوار وأسورة حديدية، إلا أنه يطل برأسه شامخاً كنخيل القصيم رغم الإسار ليحيي زواره المحليين والأجانب الذين يرمقونه من بعيد، ويحاولون الاقتراب منه عبر كاميرات الهواة للتعرف على هوية المدينة التي باتت تنظر من ثقب هذا البرج ليقرأ السياح بعض تاريخها، كعدد من مدن المملكة التي ترفض مبدأ دخول الزوّار وأهالي المنطقة لمعالمها وتحكمها بالأسوار.
وأحكمت الجهات المختصة إغلاق برج مدينة بريدة، أحد معالم المنطقة الشهيرة، بعد تدوير السور الحديدي ليقبع وسطه منذ عقود، ليكتفي سكان المنطقة والسياح فقط بالتصوير واختلاس النظر من مكان بعيد ولا يفتتح إلا للوفود الرسمية الزائرة للمنطقة، ثم يُغلق فورا في وجه السائح المواطن الذي يأتي ليشاهده ويستمتع بصحبة عائلته نهاية الأسبوع.
وتساءل عدد من مواطني المنطقة الذين التقت بهم "الوطن" عن أسباب هذا الإغلاق، وأبدوا استياءهم من حرمانهم من رؤية معلمهم الشهير الذي لم يسبق لهم مشاهدته، إلا من خلف الأسوار، بل إن البعض تساءل: لماذا لم يستغل هذا البرج اقتصادياً من خلال توفير المطاعم فيه، ودخوله بتذاكر تعتبر أسعارها رمزية حتى يتسنى لهم دخوله والتنزه فيه، بدلا من إغلاقه بشكل كامل في وجه زائريه؟
ويقول عبدالرحمن المرشدي إنه كلما زار هذا البرج ونظر إلى أعاليه يمني نفسه بأن يشاهده من الداخل، إلا أن هذه الأمنية لن تتحقق للمواطنين في الوقت الراهن، فالأبواب كما تبدو مؤصدة في وجههم، ويضيف " لذا نكتفي كزوار للمنطقة برؤيته من خلف القضبان الحديدية التي أحاطت به"، واستغرب المرشدي من عدم سماح الإدارة المشرفة عليه بإشراك الهيئة العامة للسياحة بالإشراف عليه. واتفق معه أسامة الزبن، من أهالي بريدة، وزاد أنه على الرغم من أنه من أهل المدينة، إلا أن ذلك لم يشفع له بدخول هذا المعلم الشهير، داعياً القائمين على هذا البرج لاستثماره، وفتح المجال للمواطنين بدخوله ولو بأسعار رمزية، حتى يكون النفع للجميع. وذهب فهد العنزي إلى أن هذا البرج لا يتم فتحه إلا في المناسبات الرسمية فقط، في حين يحكم إغلاقه باقي الأوقات، خصوصاً عندما يكون الزائر سائحا عادياً، مطالباً القائمين على البرج بفتحه يومياً أو نهاية الأسبوع، كي يتسنى لهم رؤية هذا المعلم الشهير الذي حرموا منه طويلا، واقترح العنزي إقامة مهرجان تعريفي بالبرج.
في المقابل، رفض مدير البرج، بداح الفهيد، الرد على استفسارات "الوطن" حول رؤية أهالي المنطقة بشأن البرج الشهير، إلا أنه وعد بالتجاوب والرد على هذه الأسئلة.. دون الإيفاء بذلك.