أكد الرئيس السوداني عمر البشير أن دخول القوات المسلحة لمنطقة أبيي، المتنازع عليها بين شمال وجنوب السودان، تم من أجل إرسال رسالة للحركة الشعبية ردا على الاستفزازات والتجاوزات الكثيرة التي مارسها الجيش الشعبي ضد القوات المسلحة. وشدد البشير في خطاب في الجلسة الافتتاحية لاجتماع مجلس الشورى القومي لحزب المؤتمر الوطني الحاكم مساء أول من أمس على أن انفصال الجنوب يمثل مرحلة تاريخية جديدة للسودان وللمؤتمر الوطني تتطلب رؤية واضحة في المجالات المختلفة. وثمن البشير الجهود التي بذلتها قطر حكومة وشعبا من أجل معالجة قضية دارفور. وأشار إلى "أن وثيقة سلام دارفور التي تم التوقيع عليها مؤخرا بالدوحة التي أتت بعد معاناة طويلة استمرت قرابة عامين ونصف هي الوثيقة النهائية". وتابع "إن الذي لم يوقع عليها سننتظره ولكن لن يكون هناك تفاوض جديد مع أي جهة مرة أخرى". وأكد البشير على المضي في تطوير العلاقات مع كل دول الجوار مع السعي للتعاون مع دول المحيط الإقليمى الأفريقي العربي والإسلامي من منطلق أنها القوة والسند والدعم في مواجهة كل المؤامرات التي تحاك من جهات معادية كثيرة للسودان وقال البشير "أهم مكونات هذه المرحلة العمل على وضع دستور جديد للسودان بمشاركة واسعة وبتشكيل لجنة قومية موسعة تمثل كل الطيف السياسي والاجتماعي والمهني". إلى ذلك طالب جنوب السودان باعتراف عالمي وبمساعدات فنية خاصة في مجال التعليم، وذلك فيما يستعد ليصبح دولة مستقلة في التاسع من يوليو المقبل. وقال وفد من سبعة أعضاء توجه إلى نيجيريا بقيادة رئيس البرلمان جيمس إيجا، إن الدولة الجديدة ستحتاج أيضا إلى دعم لنظام حكومتها الاتحادية وفي مجالات الرعاية الصحية والتنقيب عن النفط. وقال إيجا "لا نزال متراجعين في مجال التعليم ... لقد أضعنا عدة أعوام في الحرب وتصل نسبة التعليم لدينا إلى 10 % فقط. وسيكون جنوب السودان أكثر الدول أمية في القارة". من ناحية أخرى، قال إيجا إنه سيكون من الصعب على جنوب السودان التنازل عن منطقة أبيي المتنازع عليها للشمال. ومن جهته ذكر السكرتير الدائم لوزارة الخارجية النيجيرية، مارتن أوهويمويبهي للوفد إن نيجيريا ملتزمة سياسيا بإرساء سلام وأمن دائمين لجنوب السودان المستقل.