حذر رئيس الجمعية السعودية للأحياء الدقيقة الطبية والأمراض المعدية الدكتور عبدالرحمن محمد القرشي، مما وصفه ب" تردي الأوضاع المالية " للجمعيات العلمية السعودية التي تشرف عليها الجامعات كمظلة رسمية لممارسة عملها، مشيرا إلى أن ذلك قد يفتح بابا للفساد الإداري. وأوضح القرشي ل" الوطن"، أن من أهم المشكلات التي تعترض عمل الجمعيات ضعف التمويل المادي، وعدم اهتمام الجامعات بها سوى أنها غطاء رسمي دون أي دعم مالي أو معنوي. وقال القرشي الذي يعمل حاليا عميدا لكلية المجتمع ووكيلا مكلفا لعمادة خدمة المجتمع ومديرا لمركز البحوث الصحية بجامعة نجران: إن كل الجمعيات العلمية تعتمد على رسوم الاشتراك التي لا يدفعها إلا القليل من الأعضاء، مشيرا إلى أن الجمعية السعودية للأحياء الدقيقة الطبية والأمراض المعدية التي تشرف عليها جامعة الدمام، بها أكثر من 700 عضو، الكثير منهم لم يسددوا الرسوم الرمزية للاشتراك منذ أكثر من خمس سنوات. وتابع" هناك طرق أخرى تعتمد عليها بعض الجمعيات العلمية في تنظيم نشاطاتها مثل الرعاية المشتركة مع الشركات الخاصة التي تعمل في المجال نفسه الذي تهتم به الجمعية، ولكن هذه الرعاية غالبا ما تكون بأسلوب المقايضة وتبادل الخدمات، مما قد يفتح بابا للفساد الإداري. وضرب القرشى مثلا على باب الفساد الإداري هذا بالقول " في المجال الطبي مثلا، عندما تطلب أي جمعية علمية طبية رعاية شركة متخصصة في مجال الأدوية أو المعدات الطبية، يفاجئك مندوب الشركة بطلب تسهيل دخول الدواء الذي تنتجه الشركة أو تستورده للجهة التي تعمل فيها سواء مستشفى حكومي أو خاص، أو أن تضمن له أفضلية وربما حصرية في توريد معدات طبية للمنشأة الحكومية، عن طريق صاحب نفوذ أو قرار في تلك المنشأة، حتى وإن كان منتج تلك الشركة غير مطابق للشروط المطلوبة، وكل ذلك مقابل رعاية برامج الجمعية، وهو ما قد يفتح بابا للفساد الإداري". وكان القرشي قد حاضر الأسبوع المنصرم في مستشفى "الظافر" بمنطقة نجران، ضمن برنامج التعليم الطبي المستمر، عن مخاطر عودة "أنفلونزا الخنازير"، حيث أكد في المحاضرة أنه من الخطأ الاعتقاد بأن الأمراض الوبائية مثل "أنفلونزا الخنازير" أو "حمى الضنك "يمكن أن يقضى عليها بشكل كامل. وطالب القرشي جميع القطاعات الحكومية والشركات الكبرى، وفي مقدمتها وزارة الصحة وكليات الطب والعلوم الصحية، أن تضع استراتيجيات طويلة المدى ومستمرة في جانب التوعية والبرامج التثقيفية لمواجهة هذه الأمراض بشكل دائم، و ليس فقط في حال ظهورها في فترة معينة.