تبنّى مركز حمد الجاسر الثقافي تأليف كتاب بعنوان "الدكتور عبدالعزيز الدوري مؤرخاً". وتحدث في الندوة التي نظمتها الخميسية لتأبين المؤرخ الراحل الدوري مساء أول من أمس أستاذ التاريخ بكلية الآداب بجامعة الملك سعود الدكتور عبدالعزيز الهلابي عن مولد "الدوري" في العراق وقدم نبذة مختصرة عن سيرته الذاتية وطموحاته وأهدافه التي تركزت في ترسيخ النظرة القومية، وبناء إحساس ثابت بالعمق التاريخي للعروبة سواء من خلال التدريس والتأليف أو من خلال المحاضرات العامة أو حتى ممارسة النشاط الإداري، فقد تأسست له مكانة مرموقة وإعجاب عميق لدى كل من تعامل معه. وبين الهلابي أن "الدوري" عاد إلى العراق لدراسة التاريخ في كلية المعلمين، ثم ساهم في تأسيس جامعة بغداد وأصبح عميداً لكلية الآداب والعلوم فبذل جهده باختيار أفضل الأساتذة من العراقيين والعرب والأوربيين. وذكر من العراقيين رفيق دربه العلمي صالح أحمد العلي، كما تحدث عن عودته إلى جامعة لندن بصفته أستاذاً زائراً في سنة 1955-1956م، ثم أستاذاً زائراً في الجامعة الأميركية في بيروت 1959 – 1960م، ورئاسته لجامعة بغداد خلال سنتي 1963م – 1968م. وذكر ما يتميز به "الدوري" من بين الباحثين في التاريخ من مزايا عديدة أبرزها نظرته الشمولية، فهو يرى أن دراسة التاريخ على جزئيات مخلة جداً بفهمه، ويتجلى ذلك في مؤلفاته مثل"تاريخ العراق الاقتصادي في القرن الرابع"، و"التكوين التاريخي للأمة العربية"، " مقدمة في تاريخ صدر الإسلام" الذي يعطي صورة شاملة لتاريخ صدر الإسلام بخطوطه الأساسية، وبما تخلله من تيارات كبرى واتجاهات عامة؛ حيث قدّم توصيفاً لموقف سكان الجزيرة العربية من الدعوة الإسلامية. وتحدث الدكتور عز الدين موسى المحاضر بجامعة الملك سعود أيضاً عن "الدوري" وأشاد بفكره وجهوده في التأصيل، موضحاً أهمية دراسة الدوري للمجتمع بشكل شمولي.