حذر بحث أعده خبير متخصص من أن إيران ستواصل حروبها غير التقليدية، واستخدام الوكلاء (في الحروب غير المتكافئة)، على الرغم من توصلها لاتفاق نووي مع القوى العالمية، وحتى لو كان هذا الاتفاق شاملاً. وأشار البحث الذي صدر عن مركز أبحاث "أميركان إنتربرايز" في 12 مايو 2015، وحمل توقيع الخبير المتخصص في الاستراتيجية الإيرانية والسياسة الأمنية بين الولاياتالمتحدةوإيران بوجه خاص، واستراتيجية الدفاع الأميركية في الشرق الأوسط بصفة عامة ماثيو مسينيس، إلى أن على "صناع القرار في العالم أن يتوقعوا مواصلة إيران للحروب غير التقليدية واستخدام الوكلاء بشكل سري، في صراعها العالمي ضد الولاياتالمتحدة وحلفائها، جنبا إلى جنب مع استمرارها في تطوير قدراتها العسكرية على الردع ضد القوة العسكرية التقليدية الغربية. نتائج خلص البحث إلى جملة نتائج منها أن إيران دولة دفاعية في الأساس، لذا فإنها تشعر بالقلق بصورة رئيسة مع الاستقرار والنظام الخاص ببقائها، والأهداف الاستراتيجية الأساسية لها تتمثل في التخفيف من عزلتها الدولية نسبيا، مع الاستعداد لردع هجوم محتمل من خصوم إقليميين متعددين. ونظرا للشعور بانعدام الأمن الإيراني النسبي فإنها تبحث عن العمق الاستراتيجي الإقليمي وتفضل الاكتفاء الذاتي من الناحية العسكرية. وتتشكل السياسات الخارجية والأمنية الإيرانية من عوامل مزدوجة تجمع بين المصالح الوطنية (النفعية) والعقيدة الأيديولوجية. وكان التوتر بين هذين العاملين الرئيسين هو محور النقاش الفكري والاستراتيجي بالنسبة للأمن القومي داخل النظام، وعلى ذلك فهي تستخدم "النفعية" – أحيانا - كورقة رابحة، كما تعتقد القيادة أن هناك صراعا حقيقيا، كما توظف القوة الصارمة الممثلة في شبكة المقاومة الإيرانية وعبر الوكلاء والشركاء المحليين في المنطقة، مثل حزب الله اللبناني والميليشيات الشيعية العراقية (أحيانا أخرى).. كل هذه العوامل تتداخل في الاستراتيجية الإيرانية ويصعب فصلها عن بعضها البعض. أولوية وتتمثل الأولوية بالنسبة لإيران في المخاوف الأمنية الداخلية فوق تلك المخاوف الخارجية، وهنا نجد أن اليقظة والاستنفار الدائم ضد التخريب والحفاظ على الاستقرار الداخلي يضعان السياسات الأمنية في القمة، حيث تهيمن على فكر المؤسسة العسكرية – الأمنية. في المقابل، يتم صنع القرار داخل إيران بالتوافق (والتراضي)، وكلما كانت السلطة أكثر تماسكا كلما أصبحت القيادة العليا أكثر تشددا وقوة عبر تطور الأداء المهني للمؤسسات الأمنية وقبضتها الباطشة. ويتشكل الدافع وراء سلوك إيران من خلال رؤيتها الخاصة لتهديدات مصالحها الوطنية والمبادئ الأيديولوجية الأساسية، لذا فإن الموازنة بين (إيران كدولة) و(استمرار الثورة) وتبادل الأدوار بينهما معضلة تواجه المحللين وصناع القرار في فك رموز (وتوقع) القرارات الأمنية الإيرانية، وتحكمها العناصر الحاسمة التالية: الجدوى الاقتصادية لإيران، طبيعة العلاقة بين السنة والشيعة، الجيران الإقليميون سواء كانوا عربا أو غيرهم. حروب الوكالة وتفضل إيران تاريخيا الحروب بالوكالة، والحروب غير المتكافئة، عبر استخدام الآخرين لخوض صراعاتها والحفاظ على مسافة بعيدة عن حدودها مع الخصوم، وهي استجابة منطقية لموقف إيران الاستراتيجي (المعقد) مما يساعد على الحد من تصعيد الصراع المباشر ضدها. كما تتفاعل وتتداخل الاستراتيجيات والنظريات العسكرية الإيرانية لمواجهة الهيمنة الإقليمية للولايات المتحدة وحلفائها في الشرق الأوسط، حيث تستثمر إيران في القدرات العسكرية الخاصة وتطور فن العمليات النوعية (غير التقليدية) التي تهدف إلى التخفيف من قبضة الولاياتالمتحدة وتفوقها في القوة التقليدية. صعوبة التنبؤ بسلوكيات طهران يخلص البحث إلى أن إيران ليست دولة مارقة أو غير عقلانية، ولا يمكن التنبؤ بسلوكها، ولكنها ببساطة لم تُفهم حتى الآن فهما كافيا. ومن خلال تحليل الثقافة الاستراتيجية الإيرانية، يمكننا تقييم تصورات النظام حول التهديدات وبالتالي التفكير الاستراتيجي الإيراني. وموقع إيران الجغرافي والاستراتيجي في الشرق الأوسط يوفر لها حماية طبيعية ضد الغزو، لكن أيضا بالشعور بالعزلة التاريخية عن الحلفاء الطبيعيين، أضف إلى ذلك أن الهويات المتناقضة التي اكتسبتها الأمة الإيرانية طوال تاريخها: الفارسية والإسلامية والشيعية، والثوري، عقدت سياسات إيران الخارجية. كما أن المبادئ الثورية بعد عام 1979 وفرت الأساس الشرعي للنظام وهي تتحكم في معظم السياسات الخارجية، في حين أن القرارات الأساسية للقيادة تمزج مزجا مصطنعا بين هذه الأيديولوجية والمصالح الوطنية (النفعية) وفي كثير من الأحيان ينشأ الصراع داخل هذه المزج المصطنع. نقاط رئيسة ركز البحث على جملة من النقاط الرئيسة، ومنها: رغبة إيران الملحة في التخفيف من الهيمنة الإقليمية للولايات المتحدة وحلفائها. التهديدات والتخريب وزعزعة الاستقرار الداخلي، هي عناصر الهيمنة بالنسبة للسياسات الإيرانية والتخطيط العسكري. المصلحة الوطنية هي المشكل الرئيس لتفكير إيران الاستراتيجي، وليست الأيديولوجية. تفضيل إيران للمواجهة غير المباشرة – عبر الوكلاء المحليين في المنطقة - والحروب غير المتكافئة وهو ما يعكس رغبتها في استمرار التصعيد ولكن بطرق غير تقليدية.