فيما لم يتوصل المعارضون السوريون أول من أمس، وبعد يومين من المحادثات إلى توافق على موقف مشترك عشية لقائهم في العاصمة الروسية موسكو مع ممثلين عن نظام بشار الأسد، استمر أمس تدهور الأوضاع في مخيم اليرموك الفلسطيني القريب من دمشق والذي استولى تنظيم "داعش" الإرهابي على أجزاء واسعة منه. وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف ل"الوطن" إن بعض الفصائل الفلسطينية تنادي بحل عسكري لطرد "داعش" من المخيم، ولكن الفصائل المنضوية تحت لواء منظمة التحرير تريد حلا سياسيا يخرج "داعش" من المخيم ويؤمن حياة كريمة لسكانه، لأن من شأن الحل العسكري تدمير ما تبقى من المخيم". وأضاف أن "داعش" يحتل ما بين 40 إلى 50 ٪ من المخيم، والوضع في المخيم صعب للغاية "لافتا إلى أنه" لم يتبق في المخيم سوى 15-18 ألفا، ويتهددهم خطر "داعش". وأشار إلى أن مبعوث الرئيس الفلسطيني عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني التقى مع مسؤولين سوريين ومع الفصائل المنضوية تحت لواء منظمة التحرير الفلسطينية لبحث الوضع في المخيم. وعلى ذات الصعيد قالت القائمة العربية المشتركة في الكنيست الإسرائيلي في بيان "إنّ ما يحدث في مخيم اليرموك في سورية، من سيطرة قوات "داعش" عليه واستخدام أهله دروعًا بشرية، لا يخدم إلا أعداء الشعوب العربية وشعبنا الفلسطيني وقضيته العادلة، ويخدم بشكل خاصّ الاحتلال الإسرائيلي، الذي يسعى إلى تصفية قضية اللاجئين والتعاطي معهم ك"مشكلة داخلية" في مواقع اللجوء والشتات". وأضافت "إنّ ما يُرتكب بحق أبناء شعبنا الفلسطيني في اليرموك هو بمثابة جرائم حرب ضد الإنسانية، مشددة على ضرورة خروج كل المسلحين فورًا من المخيم. وكانت المفاوضات التي جمعت بين قوى المعارضة السورية وممثلي النظام في موسكو أول من أمس، انتهت دون التوافق على موقف مشترك، وقالت رندا قسيس مؤسسة ورئيسة حركة المجتمع التعددي والمشاركة في المفاوضات "نتحادث منذ يومين لكننا لم نتمكن بعد من تحديد جدول أعمال ولا نقاط المحادثات مع النظام"، واصفة بعض المعارضين الحاضرين بأنهم مقربون من النظام ويتعمدون التشويش على المحادثات بتصرفات استفزازية. وفيما تختتم المحادثات اليوم، خففت قسيس من التوقعات وقالت "قد نحصل على الإفراج عن بعض المعتقلين، ولا شيء أكثر". وعلى الصعيد الميداني، قتل، وأصيب العشرات من عناصر قوات الأسد، والشبيحة أمس، إثر عملية عسكرية فجر أمس على حاجز البارد في سهل الغاب بريف حماة الشمالي. كما قتل وجرح مدنيون بينهم أطفال ونساء أمس بغارات الطيران الحربي التابع للنظام على مدينة سرمين بريف إدلب. وأكد "مركز إدلب الإعلامي" أن مقاتلات الأسد الحربية استهدفت منازل المدنيين في المدينة بصاروخين فراغيين، ما أدى إلى مقتل ثلاثة مدنيين من عائلة واحدة، وإصابة عدد من المدنيين، إضافة إلى دمار كبير لحق بمنازل المدنيين. إلى ذلك، استهدف الطيران المروحي التابع للنظام ، بالبراميل المتفجرة كلا من مدينة سراقب، وناحية التمانعة، وقرية سكيك، كما شن الطيران الحربي عدة غارات على مدينتي إدلب، وبنش، وقرية مرعيان في جبل الزاوية، مخلفا دمارا كبيرا في المباني والمنشآت.