لم يجد الطفل "فيصل" البالغ تسع سنوات، وهو يشاهد والده يعذب شقيقه "علي" بضربه وسكب مادة حارقة على رأسه، خيارا أمامه إلا الهروب من جازان إلى اليمن بأي طريقة، ليفصح في حديثه ل"الوطن" أمس، عن عدم رغبته في العودة؛ خوفا من أن يكون ضحية ثانية لوالده، قائلا: "لن أعود.. لن أعود". وأبلغ الصحيفة مصدر في عائلة "أم علي"، أن ابنها فيصل عثر عليه خاله بالصدفة في اليمن، وأنه لا يتوقف عن البكاء ويرفض تناول الطعام. في تطور جديد لقضية "طفل جازن" الذي أحرق والده رأسه بمادة كيميائية، كشف ل"الوطن" أمس أحد أفراد عائلة "أم علي" أن الطفل فيصل الذي يكبر شقيقه المعنف "علي" بعام والذي كان شاهدا على جريمة الأب، يتواجد حاليا في اليمن بعد أن ادعى أنه رحل بالخطأ، وأنه يعاني من حالة نفسية سيئة. وقالت عائلة الطفل إن فيصل، البالغ من العمر تسع سنوات، اختفى بعد أن شاهد اعتداء والده على شقيقه "علي" مباشرة، وهو في حالة صدمة نفسية شديدة، مؤكدا أن والدته تلقت اتصالا بعد يومين من أخيها دبع أحمد رديف الذي يعمل في مدينة حرض اليمنية ويعمل في جمارك ميناء حرض، يفيدها فيه أنه وجد طفلها "فيصل" بالصدفة. وأكدت العائلة أن الطفل لا يملك أي أوراق ثبوتية لأن والده لم يستخرجها له كما هو الحال لدى بقية أطفال العائلة. وتواصلت "الوطن" أمس مع الطفل فيصل وخاله الخمسيني دبع أحمد رديف الذي يعمل في جمارك ميناء حرض البري، وقال "إنه لا يرغب في العودة إلى المملكة خوفا من أن يكون ضحية أخرى لوالده بعد أن شاهد واقعة التعذيب التي تعرض لها شقيقه الأصغر "علي". ثم دخل الطفل في حالة بكاء وهو يتمتم "لن أعود لن أعود". وأكد أنه تواصل مع والد فيصل بغية استرجاعه والحضور إلى اليمن لاستلام طفله فيصل لكن الأب رفض ذلك. وطالب الجهات المختصة بسرعة إعادة الطفل فيصل لأمه في جازان، وذلك لسوء حالة الطفل النفسية حيث إنه لا يتوقف عن البكاء ويرفض تناول الطعام. من جهته، أوضح المتحدث الرسمي لإمارة منطقة جازان علي زعلة أن أمير منطقة جازان الأمير محمد بن ناصر أبدى اهتمامه بهذه الحادثة المؤسفة، وأصدر تعليماته العاجلة للجنة الحماية الأسرية برئاسة مدير عام الشؤون الاجتماعية محمد العزي المعافا وعضوية ممثلين عن الإمارة وشرطة المنطقة بسرعة متابعة القضية، وبحث ملابساتها واتخاذ الإجراءات النظامية بشأنها ورفع تقرير مفصل إلى أمير المنطقة يشمل النتائج والتوصيات كما وجه أمير المنطقة بتقديم الرعاية الصحية اللازمة للطفل المعنف "علي" وتأهيله نفسيا لتجاوز معاناته.
