إن الانتماء للقبيلة جزء أصيل من هويتنا العربية وتاريخنا الذي نعتز ونفتخر به، لكن مكانه هو مجالس الأدب وكتب التاريخ وصلة الأرحام، وليس «صدّامات» السيارات وشوارع المدن، إن الحفاظ على هيبة الدولة وتماسك المجتمع يتطلب منا جميعاً أن نضع «الوطن» فوق كل اعتبار، وأن تكون هويتنا الكبرى هي التي تجمعنا لا التي تفرقنا. من هذا المنطلق، نناقش ظاهرة «استيكرات» الأسماء والأرقام القبلية.. والاستيكرات بأسماء القبائل لمن لا يعرفها هي ملصقات "استيكرات" تحمل أسماء القبائل العربية، تتوافر بتصاميم مختلفة في المتاجر "عادية، معدنية، ثلاثية الأبعاد، أو بأرقام رمزية"، وتستخدم للتعبير عن الانتماء القبلي وتزيين الأجهزة والسيارات وغيرها، وقد بدأت تطفو على السطح كظاهرة اجتماعية مقلقة. وعندما يبرز الفرد رقم قبيلته أو اسمها على مركبته، فهو يرسل رسالة «تصنيف» ضمنية لكل من يمر بجانبه. هذا التصنيف يضعف مفهوم المواطنة المتساوية، ويستبدلها بتكتلات صغيرة تضعف النسيج الوطني الواحد، وتحول الشارع من فضاء عام للجميع إلى مناطق نفوذ رمزي. إيقاظ «النعرات» الجاهلية التاريخ والواقع يثبتان أن المبالغة في إظهار الرموز الفئوية غالباً ما تنتهي بصدامات. مايبدأ ب«استيكر» قد ينتهي بمشاجرة في طريق عام أو تعصب في موقف عابر، لأن الرمز يستدعي «الحمية» في غير موضعها، وهو ما حذر منه الدين والقانون لما فيه من تفكيك لوحدة الصف. التبعات السلوكية والأمنية ارتبطت هذه الظاهرة في كثير من الأحيان ب: • الاستعراض السلوكي: شعور البعض بأن الانتماء لرمز معين يمنحه حصانة أو تميزاً عن الآخرين في الطريق. • تشويه المظهر العام: تحويل المركبات إلى لوحات إعلانية عشوائية تفتقر للذوق العام وتخالف الأنظمة المرورية. • صعوبة الضبط: استخدام الرموز الرقمية المبطنة قد يكون وسيلة للتواصل بين فئات تتبنى سلوكيات مخالفة للنظام. ختامًا.. نحن مجتمع واع -من فضل الله تعالى- وكلٍ منا على ثغر.. وإيقاف هذه الظاهرة ليس «محاربة للقبيلة»، بل هو حماية لها وللمجتمع من أن تُبتذل أسماؤها وتاريخها على زجاج السيارات وفي زحام الشوارع. القبيلة كيان اجتماعي عظيم يهدف للترابط والتكافل، والوطن هو المظلة الكبرى التي تحمي الجميع تحت سيادة القانون، هذا ما أردت إيضاحه.. والله من وراء القصد.