كن إنسانًا مختلفًا لا تقلد غيرك، عبارة خادعة من يطبقها حرفيًا على مسار حياته في الغالب توصله لطريق مسدود، أو طريق نهايته مليئة بالمتاعب والمنغصات، ومن يكررونها على مسامعك ويبرزون أهميتها هم لا يهتمون بمصلحتك؛ بل هدفهم في الغالب الشهرة والانتشار، فلا تكن ضحية من حيث لا تعلم، لكن في الوقت نفسه لا تكن إمعة تابعًا بلا تفكير وعقل ومنطق، تمشي خلف القطيع كالتائه المحتار. بمعنى كن متزنًا، لا تنحرف ذات اليمن ولا ذات الشمال، لابد أن تستفيد من تجارب غيرك على مر العصور، وهناك طرق واضحة سلكها كثر فأوصلتهم لبر الأمان، اسلكها بدل أن تضيع حياتك في سبل لا تعرف نهايتها؛ فقط كي تكون مختلفًا عن غيرك، استفد من تجارب والديك.. اسمع نصائحهم، فلديهم خبرة حياتية طويلة مروا بها، أنت تجهلها، لأنك ببساطة لم تمر بها، تأمل تجارب الناس الناجحة وحاول الاستفادة منها، حتى في مجال الصناعة والابتكار.. المهندسون أولاً يدرسون بدقة تجارب الآخرين. لا تقل أنا أريد أن أكون مختلفًا، أنا لا أسير خلف القطيع، لن أعيش حياة عادية مثل عامة الناس، سأختار تخصصًا جامعيًا مختلفًا، سأعمل في وظيفة مختلفة، أو لا أعمل إطلاقًا، سأتزوج بطريقتي الخاصة، سأتعامل مع الناس بأسلوب أنا أختاره، سأفتح مشروعًا تجاريًا لا شبيه له، وقس على ذلك.. تأكد أن من يردد هذه العبارات دون وعي وإدراك ومعرفة وثقافة، وقبل ذلك تجارب سيندم في يوم لا ينفع فيه الندم. أخيرًا، كن على يقين أنه على مر العصور البشر من خلال التجارب الطويلة، توصلوا لمحددات وسبل ومسارات في الحياة، نهايتها محسوبة ومعروفة بعد توفيق الله، اسلكها ومسألة التوفيق مردها لله وحده. حياتك قصيرة، لماذا تضيعها في محاولة اختراع العجلة من جديد؟، من سبقوك مهدوا لك الطريق، فقط حاول تكييف ظروفه لصالحك، وتأكد أن من عاش تجارب الحياة 60 عامًا ليس كمن يخطور في أول مراحل تجاربه، التنظير في الدنيا شيء والواقع شيء مختلف تكشفه التجارب.