أجزم بأن قرار وزير الإعلام سلمان الدوسري حول قائمة المحظورات على مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي، والتي أصدرتها الهيئة العامة لتنظيم الإعلام الجديد، لقيت تفاعلاً من جميع أوساط المجتمع السعودي من الجنسين، لأن فيها حماية لعاداتنا وهويتنا وقيمنا الإسلامية السعودية الأصيلة ،التي لا نقبل المساس أو المساومة، ولا تسمح بالتجاوز عليها أو استغلال الآخر لصناعة محتوى من أجل الحصول على حفنة من الريالات، وتضخم الأرصدة بالبنوك. وتضمن القرار منع التنمر أو الاستهزاء بالآخرين، وكذلك منع كشف خصوصيات الأسرة وخلافاتها، إضافة إلى منع استغلال الأطفال أو العمالة كمحتوى، ومنع نشر المعلومات المضللة أو غير الصحيحة، وكذلك منع الألفاظ المبتذلة، أو التباهي بالأموال والممتلكات، ومنع إثارة القبلية أو العنصرية الطائفية، وتضمن المنع أي محتوى يسيء للقيم الاجتماعية والوطنية، ليتجاوز المنع اللباس، خاصة النساء، والمتعلق بمنع كشف الجسد من الكتفين حتى الساقين، ومنع اللباس الضيق الذي يبرز المعالم، ليشمل المنع اللباس الشفاف المخالف للآداب العامة. هذا التوجيه ومن يخالفه سوف تطبق عليه عقوبات صارمة قد تصل لمنع الظهور الإعلامي، ووضعت الهيئة العامة لتنظم الإعلام الجديد قنوات تواصل للإبلاغ عن المتجاوزين والمتجاوزات لشروط الهيئة. هذا القرار أتى بوقته بعد أن بلغ السيل الزبى من تجاوزات ، من استغلال لبراءة الأطفال ليكونوا محتوى، ليصل الأمر أحياناً إلى السخرية ببعض الكلمات التي يصعب على الطفل نطقها، وهذا بلا شك له انعكاسات سلبية على الطفل مستقبلاً، وكذلك استغلال العمالة الوافدة التي بعضها لا يعلم بأنه يستقدم لصناعة محتوى من قبل مكفوله أو ابنه أو ابنته من المشاهير، لزيادة عدد المشاهدات لم يكتف بهذه الأفعال بل أصبح هناك تباهٍ بالأموال وإثارة للعنصرية والقبلية والطائفية، التي تعتبر محاربتها مهمة جداً؛ لأنها تؤثر في النسيج الاجتماعي. فنحن في المملكة العربية السعودية ننتمي لقبيلة واحدة هي" السعودية". وكذلك تضمن القرار الكثير من الأشياء التي تخالف العادات والتقاليد، خاصة ما يتعلق بلبس المرأة، ووضع له الكثير من الضوابط التي تستر جسم المرأة بعيداً عن إظهار المفاتن واستغلالها للحصول على مشاهدين، واستغلال جسمها كمحتوى، وغيرها من المحظورات التي تضمنها القرار ، الذي بلا شك فيه حماية للعادات والتقاليد وانتصار للقيم والمبادئ، أتوقع بل أجزم بأن هذا القرار ساهم في الحد من متابعة المشاهير الذين -للأسف- استنزفوا جيوب المتابعين، خاصة الذي يسعون لزيادة المتابعين، وأنا هنا لا أقول كل المشاهير أو المشهورات سيئون، بل هناك مشهورون ومشهورات محتواهم هادف ورصين، ومن حقهم الإعلان والحصول على المال الذي يعتبر حقا مشروعا لهم، ما لم يكن هناك تضليل أو مخالفة، وكذلك الحصول على مشاهدات لكن بطريقة تليق بهم. شاهدنا الأعداد الغفيرة تتوافد على معرض الرياض الدولي للكتاب من الجنسين، وشاهدنا معرض الصقور الذي أقيم مؤخراً بالعاصمة الرياض، والجماهير الغفيرة والإقبال الكبير على المعرض، ووسائل إعلام رصينة تنقل الحدث من أرض معرضي الكتاب والصقور، ينقلها إعلاميون وإعلاميات سعوديون وسعوديات بكل مهنية إعلامية، بدون إعلانات مشاهير. حقيقة الوزارة بدأت تخطو خطوات صارمة تجاه المشاهير المتجاوزين للأنظمة والتعليمات التي تتعلق بالنشر، وملاحقتهم وتطبيق الأنظمة والتعليمات بحقهم، وهذا بلا شك مطلب الجميعز أتمنى أن يكون هناك رقابة على شعراء المحاورة، أنا لا أقول منعه لأنه موروث شعبي له شعراؤه ومحبوه وجمهوره، فاصبح حاضراً في المناسبات العائلية والمهرجانات، وكذلك المناسبات الوطنية، لكن هناك تجاوزات من بعض الشعراء تتمثل في الطعن في الأنساب سواء أفرادا أو قبائل، أو خلق عيون غير صحيحة لمهاجمة الخصم، وهذا شاهدناه في محاورات عدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بلا شك أن هذا يثير النعرات القبلية لأن كل شاعر يقحم القبيلة ويعتبر نفسه ممثلاً لها ويستخدمها في الهجوم على الطرف الآخر.